خرج المنتخب الوطني لكرة اليد أمس من السباق في الدورة 18 لألعاب البحر المتوسط المتواصلة بمدينة تاراغونا الاسبانية بعد انهزامه في الدور ربع النهائي أمام نظيره التونسي بنتيجة 30 – 25 في مباراة مثيرة خلال الداربي المغاربي.
كانت الخيبة كبيرة لدى لاعبي و الطاقم الفني ل « الخضر يوم أمس بقاعة « كامبلار « عند نهاية المباراة، كون العزيمة كانت موجود لمحاولة تحقيق مفاجأة مدوية في مسابقة كرة اليد لإمكانية الإطاحة ببطل افريقيا.. لكن لا العزيمة وحدها وكذا التشجيعات الكبيرة للجمهور الجزائري الذي حضر اللقاء كانت كافية للحد من خطورة الفريق التونسي الذي كان محضرا أحسن لهذه الدورة و قدم الى اسبانيا للتنافس على الذهب.
ويمكن القول أن المنتخب الوطني دخل مباراة أمس بمعنويات مرتقعة بعد الفوز المحقق أمام ايطاليا في الدور الأول، وحاول منذ البداية الوقوف الند للند أمام الفريق التونسي، وكان الفارق لا يتعدى ال 3 نقاط.. حتى أن في بعض الأحيان تمكن زملاء عبدي من العودة الى نقطة واحدة.. رغم بعض الأخطاء التحكيمية التي أثرت على تركيز لاعبينا الذين يفتقد البعض منهم للتجربة الكافية في مثل هذه المناسبات ، لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق التونسي ب 14 – 12.
وعاد الفريق الوطني بمستوى أحسن في المرحلة الثانية حيث أدخل المدرب حيواني بعض اللاعبين الشبان الذين كان مردودهم أحسن بسبب تعرض بركوس للاصابة و عدم تقديم للمخضرم برياح للمردود الذي كان منتظرا منه، لا سيما في بعض المحاولات الحاسمة.. وكاد الفريق الوطني أن يعدل النتيجة حين كانت تصديات الحارس خليفة غضبان موفقة والفعالية من جانب عبدي وحمود.
ولكن حدثت بعض الأخطاء التحكيمية في الدقائق الأخيرة من المباراة و أثرت على تركيز بعض اللاعبين الذين لم يتمكنوا من تجسيد الفرص المتاحة وبدأ الفارق يتسع الى غاية وصوله الى 5 أهداف كاملة في نهاية المباراة.
حيواني : « الأخطاء التحكيمية أثرت على النتيجة «
ولم يهضم الناخب الوطني هذه الهزيمة بالنظر للتركيز الكبير لديه طيلة المباراة ، و كذا تقديمه لملاحظات في كل مرة عن الحكام .. و مباشرة بعد نهاية اللقاء أشار المدرب الوطني سفيان حيواني : « من غير المعقول أن يتم تعيين طاقم تحكيم اسباني لمباراة فيها مدرب اسباني للفريق المنافس، وقبل 3 دائق كنا مركزين و كان باستطاعتنا الفوز بالمباراة، وهذا تقريبا بدون تحضيرات مكثفة.. اليوم الحكام اثروا على نتيجة المباراة بالرغم من مواجهتنا للفريق التونسي الند للند والعزيمة والمستوى الذي لعبنا به ، فان الفارق حصل في الدقائق ال 3 الأخيرة بسبب الأخطاء التحكيمية.. و حتى بركوس المعروف بتركيزه و خبرته تنرفز على الطاقم التحكيمي وأشكر اللاعبين على مردودهم الطيب اليوم.. و أقولها أن هذا الفريق سيكون قويا بعد عامين «.. و من جهة أخرى أشار الناخب الوطني : « تبقى لدينا مقابلتين ترتيبيتين في اطار العاب البحر الأبيض المتوسط، وبعدها سنقدم تقريرا مفصلا للاتحادية التي كلفتنا بمهمتين، الأولى البطولة الافريقية والألعاب المتوسطية «.
وبالتالي سيكتفي المنتخب الوطني بالمقابلات الترتيبية في هذه الدورة والتي ستكون مفيدة بالنسبة لهذا الجيل من اللاعبين الذين بإمكانهم أن يعيدوا كرة اليد الجزائرية الى الواجهة اذا وجدوا المحيط المناسب والإمكانيات الضرورية لتطورهم، خاصة بالنسبة لشبان تألقوا في عام الماضي خلال البطولة العالمية التي جرت بالجزائر.
عمار داود : « التحضيرات كانت بعيدة عن المستوى المنطقي «
ومن جهته مدرب حراس المرمى عمار داود قال أن « الأخطاء التحكيمية أثرت على أداء الفريق الوطني ، بالرغم من أنه لا بد من الاعتراف أن التحضيرات لهذه الألعاب كانت بعيدة عن المستوى المنطقي «.. و دعا بالمناسبة الى ضرورة توفير الامكانيات والوسائل الضرورية التي تسمح باعادة كرة اليد الجزائرية الى الواجهة.
أما الحارس التونسي مكرم الميساوي الذي كان قويا في تدخلاته أمام لاعبينا، لا سيما في اللحظات الحاسمة فقد أكد لنا: « لم نشك في أية لحظة من تضييع الفوز أمام المنتخب الجزائري حيث حضّنا بشكل جيد لخوض غمار الألعاب المتوسطية التي جئنا اليها بتاراغونا من أجل الفوز بالميدالية الذهبية.. ورأيت أن اللاعبين الجزائريين لم يكونوا في المستوى من الناحية البدنية».
الجزائر – فرنسا في لقاء ترتيبي لكرة القدم
وخروج الفريق الوطني لكرة اليد ، سبقه خروج منتخبنا لكرة القدم بالرغم من الفوز الذي حققه أمام نظيره البوسني في اللقاء الأخير من الدور الأول بنتيجة 2 – 0 حيث أن زملاء عواشرية كانوا يسعون الى « خطف» مركز أحسن فريق نال المرتبة الثانية.. لكن مجريات المقابلات في المجموعات الأخرى كانت في صالح المنتخب المغربي الذي تأهل الى المربع الذهبي.
ويواصل المنتخب الوطني خوض المقابلات الترتيبية التي ستكون جد مفيدة بالنسبة للاعبين والطاقم الفني ، تحسبا للمناسبات الرسمية القادمة.
وسيواجه الفريق الوطني نظيره الفرنسي يوم غد الجمعية في المباراة الترتيبية التي تعد بالإثارة.
أشيو : « ارتحنا لرد فعل اللاعبين « ...
وأكد لنا المدرب الوطني لفئة أقل من 18 سنة حسين أشيو : « رد فعل اللاعبين كان ايجابيا و تمكنوا من استعادة إمكانياتهم.. و كنا ننتظر هذا المستوى في المباراة من خلال الوجه الذي ظهرنا به في المرحلة الثانية أمام اسبانيا.. ويمكنني القول أن المباراة الأولى عانينا خلالها من التعب بعد الوصول المتأخر وعدم معرفتنا الجيدة لمستوى الفريق الاسباني ، لكن أمام الفريق البوسني درسناه بشكل جيد والنتيجة كانت ايجابية. جئنا لننافس مع الفرق الأخرى و لم نأت في ثوب الضحية ، و هو شئ جيد أن نفوز بمباراة و نخسر أخرى خارج الديار.