شكلت القمة العالمية للمدن الذكية التي احتضنتها الجزائر بالمركز الدولي للمحاضرات عبد اللطيف رحال بمشاركة أكثر من 3000 خبير محلي وأجنبي في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال فرصة هامة لعرض التجربة الجزائرية خاصة ما تعلق بمشروع الجزائر المدينة الذكية، بالإضافة إلى إبراز مدى تشجيع الحكومة التقنيات الجديدة والمدن الذكية.
اجمع خبراء دوليون في مجال التكنولوجيات الحديثة للإعلام أن المدن الذكية حل لابد منه لتحسين إدارة المدن وتطوير نوعية الحياة الحضرية في أي بلد عبر إشراك جميع الهيئات والقطاعات وكذا المؤسسات الاقتصادية مؤكدين أن استغلال التقنيات الحديثة في تسيير المدن من شأنه أن يساهم في تقليص التكاليف وتلبية احتياجات السكان.
من جهة اعتبر مدير الإستراتيجية التكنولوجية للجزائر الذكية رياض حرطاني ان مشكل نقص تكنولوجيات الرقمنة ليس في الجزائر فقط وإنما بالكثير من الدول التي تعترضها صعوبات في ذلك موضحا أن إنشاء مدينة ذكية يتطلب مساهمة خبراء أكفاء في مجالات متعددة وكذا تبادل التجارب بين الدول.
مخبر تجريبي للمدينة الذكية ومركز ابتكار تكنولوجي بالعاصمة
تم، أمس، الإطلاق الرسمي لكل من المخبر التجريبي للمدينة الذكية ومركز الابتكار التكنولوجي بمناسبة القمة الدولية للمدن الذكية التي انطلقت اشغالها، أمس. يندرج المركزان في إطار مشروع «الجزائر العاصمة، مدينة ذكية».
يطمح المخبر التجريبي للمدينة الذكية إلى خلق بيئة آنية يتم فيها اختبار أحدث حلول المدينة الذكية، قبل اطلاقها على مستوى أوسع في المدينة، حسبما أشار إليه المنظمون.
كما يهدف إلى السماح لشركات التكنولوجيا العالمية الرائدة وأصحاب الحلول المتقدمة باختبار البدائل والتفاعل فيما بينهم والعمل بشكل مشترك مع الشركات الناشئة ومخابر البحث والتنمية.
وسيكون المخبر، أيضا، فضاءً «لاختبار التكنولوجيات المبتكرة والتحكم فيها» في بيئة قانونية مثلى والعمل من أجل خلق بيئة للسياسة التكنولوجية التي من شأنها أن تسمح بتسريع نشر التكنولوجيات الجديدة».
ويوفر هذا المخبر كذلك لمخابر البحث والتنمية وللجامعات والحواضن والمُسرعين والشركات الناشئة «بيئة تسمح بتسريع عملية اثبات صحة مفاهيمهم والوصول إلى الزبائن.
ومن جهته، يهدف مركز الابتكار التكنولوجي إلى توفير بيئة مناسبة يمكن فيها لمختلف الفاعلين بالحلقة القيمة التكنولوجية العالمية أن يتجاوبوا مع بعضهم. كما يهدف إلى توفير رابط وصل بين الشركات العالمية والمحلية والذي من شأنه أن يسمح في الآن ذاته ببلوغ الابتكار التكنولوجي وضمان حلقة قيمة الابداع.
كما سيصل بين حواضن الابداع العالمية والمحلية ومسرعي الابداع وشركات رأس المال المخاطر التي من شأنها المساهمة في تنمية ثقافة الابداع، ويوفر الارشاد العالمي والنصائح والتمويل والمكونات الضرورية لنجاح الشركات الناشئة، ويقوم، في الأخير، بدور الجسر الرابط بين فواعل التكنولوجيا المحلية ومجتمع التكنولوجيا العالمي وأصحاب الأعمال.
ويهدف مشروع «الجزائر العاصمة، مدينة ذكية» إلى التقليل من العزلة التكنولوجية بين الشركات الناشئة والمؤسسات ومخابر البحث والتنمية بالجزائر العاصمة والأقطاب التكنولوجية الدولية المعاصرة.
ويهدف أيضا إلى التقليل من التبعية على المستوى المحلي والرفع من نسبة التآزر فيما بين التكنولوجيات العالمية والمؤسسات والتكنولوجيا المحلية بالجزائر العاصمة وزيادة تأمين الشركات التكنولوجية المحلية ورفع تحديات الرقي بأبطال التكنولوجيا على مستويات أعلى ودعمهم.
وافتتحت القمة الدولية للمدن الذكية التي تدوم يومين، اليوم الأربعاء بحضور الوزير الأول السيد أحمد أويحيى وأعضاء الحكومة، وتشهد مشاركة ما يقارب 40 دولة و15 مؤسسة ذات شهرة عالمية في ميدان التكنولوجيات الحديثة إضافة إلى 4.000 خبير محلي ودولي ينشطون في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال.