اختار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تعيين العقيد مصطفى لهبيري مديرا جديدا ، على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، خلفا للواء هامل عبد الغني، في مرسومين رئاسيين ، يتعلق الاول بإنهام مهام اللواء هامل، اما المرسوم الرئاسي الثاني يعين من خلاله رجل المالق العقيد لهبيري مديرا جديدا للسلك الامني.
يعتبر الوافد الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني مصطفى لهبيري من الرعيل الاول للثورة التحريرية، حيث كان عضوا ضمن جماعة المالق، مخابرات الثورة التابعة لوزارة الاتصال والتسليح بالولاية الخامسة التاريخية، تحت قيادة «سي مبروك « العقيد بوصوف، إلى جانب العديد من الضباط أمثال العقيد سي الغوثي المرحوم علي تونسي، ولد قابلية وخليفة.
قبل تعيينه على راس قيادة المديرية العامة للأمن الوطني امس حسب بيان رئاسة الجمهورية ، فان لهبيري يصبح ثالث ضابط يحمل رتبة عقيد ومتقاعد من الجيش الوطني الشعبي يتولى مهام السلك الامني ،من خارج جهاز الشرطة، امثال احمد دراية الذي كان اول مدير للأمن الوطني في الجزائر المستقلة بعد ضم المصالح الثلاثة سنة 1965، اضافة الى كل من علي تونسي، الهادي لخذيري.عكس المدراء الذين تعاقبوا على الامن الوطني، وتولوا مسؤوليات قيادة جهاز الشرطة وهم ابناء السلك، امثال بوزبيد عبد المجيد، لحرش بشير، طولبة أمحمد، العميد أول محمد واضح.
تعيين مصطفى لهبيري على راس جهاز الشرطة، بعد فترة طويلة قضاها في إدارة الحماية المدنية قاربت ١٧ سنة، أي منذ 2001، لا شك ان رؤية القاضي الأول في البلاد تحمل ابعادا اخرى يمكن للوافد الجديد تجسيدها، بصفته رجل المالق الميداني وإسقاطها على سلك امني يسير بحنكة استخباراتية، خاصة بعد التجربة الرائدة التي عرفتها الشرطة سنوات العشرية السوداء، حيث تمكنت من اكتساب الاحترافية والجاهزية في صد العمليات الارهابية، والاشراف على عدة قضايا، كانت محل متابعة من الانتربول.
وإذا كان اللواء هامل يعتبر المدير الوحيد الذي ترأس قيادة الامن الوطني، محتفظا برتبته العسكرية كضابط سامي دون ان يتقاعد من المؤسسة العسكرية، قد خاض تجربة بقيت ملامحها واضحة المعالم على الجهاز، بعد التعديلات التي شهدتها فترة تسييره تحت وصاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي بموجب قرار تم ضم المؤسسة الشرطية تحت إمرة الجيش في العمل الميداني، فيما تبقى تحت وصاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية، شأنها والحماية المدنية، والحرس البلدي.
خبرة لهبيري في تسيير الدفاع المدني او مديرية الحماية المدنية، جعل هذه المؤسسة، تحظى بمكانة مهمة دوليا واقليميا، حيث كسبت تعاطف الهيئات العالمية اثناء تسييرها للكوارث الطبيعية في العالم، وذاع صيتها.
بالنظر لتجربة الرجل الطويلة، فإن العمل سيكون منصبا على تحديات الامن الوطني في محاربة الجريمة والفساد، والتصدي بقوة لكل من تسول له نفسه، تهديد استقرار الوطن وسلامة المواطن.