نوّهت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فافا بن زروقي سي لخضر، أمس، بالدور الذي تلعبه الشرطة في صون حقوق الإنسان في الجزائر، وأكدت على أهمية التكوين وتبادل الخبرات لرفع مستوى التعاون بين الهيئات الحقوقية.
دعت بن زروقي إلى ضرورة احترام الشرطة لحقوق الإنسان على اعتبار أنها الرابط الأساسي بين الشعب والسلطة، وشدّدت في نفس الوقت على صون خصوصية الحياة الشخصية للأفراد.
وقالت بن زروقي أمس، خلال الكلمة التي ألقتها في دورة تدريبية للأمن الوطني حول حقوق الإنسان، نظّمت بفندق ني وداي بالعاصمة بالتنسيق مع سفارة سويسرا بالجزائر، إن تطبيق قرينة البراءة التي تضمّنها قانون الإجراءات الجزائية الذي تمّ إقراره مؤخرا في القانون الجزائري ضروري جدا من أجل تكريس حقوق الإنسان.
كما أوضحت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن مذكرة التفاهم التي تم إبرامها في 27 نوفمبر 2017 بين المجلس والمديرية العامة للأمن الوطني، والتي تنص على تعزيز سبل التعاون بين الطرفين بتنسيق مع السلطات المختصة قد أعطت نتائج إيجابية، مشيرة إلى أهمية تنظيم دورات تكوينية لفائدة أفراد الأمن الوطني في مجال حقوق الإنسان.
وفي هذا الصدد، أوضحت الحقوقية أنّ الدورة التكوينية تندرج ضمن الاتفاق الموقع مع المديرية العامة للأمن الوطني في 17 نوفمبر 2017، وكذلك مذكرة تفاهم مع المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، مشيدة بمستوى التعاون بين مختلف الهيئات الوطنية في مجال حقوق الإنسان.
في إطار التعاون أعلنت بن زروقي عن تنظيم دورة تكوينية تطبيقية بالعاصمة السويسرية جنيف لفائدة أفراد الأمن الوطني لتعزيز المفاهيم النظرية وتعميق التجارب في مجال حقوق الإنسان، موضحة أن ذلك يهدف إلى رفع مستوى العمل بشكل كبير في الجزائر.
من جهتها قالت سفيرة سويسرا بالجزائر إنّ أهمية إطلاع أفراد الأمن الوطني على آليات حماية حقوق الإنسان يعزز دورهم في الحياة الإجتماعية لصون حقوق المواطنين، وأكّدت أن بلادها ملتزمة بتقديم المساعدة للجزائر في إطار التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
بدوره طرح مدير المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجنيف محمد شريف آليات الواجب إتباعها من طرف أفراد الأمن الوطني في متابعة القضايا المتعلقة بالحقوق والحريات، ودعا إلى ضرورة استفادة ممثلي الأمن من دورات تطبيقية تمكنهم من الإطلاع عن كثب مجريات التحقيق وإعداد التقارير الدورية.
ممثل المديرية العامة للأمن الوطني الملازم الأول للشرطة بلعي بلعلام، أكّد سعي الشرطة الجزائرية لرفع قدرات أفراد الأمن في مجال حماية حقوق المواطنين، موضّحا أنّ الضّمير يبقى هو الرابط الأساسي والحلقة في احترام حريات الأشخاص، وأشار إلى التزام الشرطة بهذا المسعى وذكر بإنشاء مركز شرطي يعنى بالحقوق.
ويستفيد من الدورة التكوينية التي تموّلها وزارة الخارجية السويسرية 100 ضابط شرطة يتلقّون على مدار ثلاث أيام دروسا معمّقة حول مختلف المفاهيم في حقوق الإنسان، إلى حين يتلقّى المشاركون شهادات في نهاية الدورة التي ستكلّل بأخرى تطبيقية في جنيف مستقبلا.