ترقية الصادرات خارج المحروقات ، تتطلب إرساء ثقافة لدى المتعامل تأخذ في الحسبان عامل المخاطرة ، بالإضافة إلى تحسين مناخ الأعمال الذي ستصدر بشأنه إجراءات جديدة ،حسب ما افاد وزير التجارة سعيد جلاب بمناسبة اختتام الورشة ال4 حول الاستشارة الوطنية الخاصة بالإستراتيجية الوطنية للتصدير خارج المحروقات بـ «ألجكس .
قال جلاب خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها، أمس، أن الأخير «لم ينطلق بعد ليس بسبب القدرات التي هي متوفرة ، غير أن الإشكال يكمن في « النوم العميق « الذي تعرفه عدة قطاعات و الذي يجعل من الضروري الإحاطة بمسبباته ، من خلال إيقاظ هذه القدرات الوطنية النائمة أينما وجدت «.
إجراءات جديدة يتم الإعلان عنها قريبا خلال الإستراتيجية الوطنية للصادرات التي سيتبناها القطاع من 2019 الى 2023 ، حسب ما ابرزه جلاب و التي تعد خريطة الطريق ،ومن المقرر ان تستكمل من الشهر الداخل لتعرض بعدها على الحكومة .
ويتعلق الامر بإستراتيجية وطنية خماسية لتشجيع و تنويع الصادرات خارج المحروقات التي ستدخل حيز التنفيذ في بداية 2019 و تمتد الى غاية 2023 ، تمنح هذه الإستراتيجية الأولوية لتصدير منتوجات 4 قطاعات نموذجية وهي ذات الأولوية والتي تتمثل في الصناعة الغذائية والمواد الصيدلانية و مواد الإلكترونيك التي تدخل في تركيب السيارات وكذا التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال، التي حددت بعد التشاور مع المتعاملين الاقتصاديين.
وينتظر ان تساهم في توفير الاستشارات خاصة الأخيرة معطيات وارقام في مجال التصدير و تعرف المتعاملين بكل الإجراءات الواجب اتخاذها من اجل تسويق المنتوجات في الأسواق الخارجية و خاصة الأسواق الأوروبية التي هي على مرمى حجر ، في اطار اتفاق الشراكة و تستهدف كذلك افريقيا و الدول العربية في اطار منطقة التبادل الحر.
اختيار 4 قطاعات ذات الأولوية
ومن جهته تحدث مهدي شاكير مسير البرنامج المتعلق بالمبادرة العربية للتجارة الخارجية على مستوى مركز التجارة العالمي ، عن أهمية هذه الإستراتيجية ، التي تهدف الى «تصويب» التجارة الخارجية ، آخذا بعين الاعتبار أسعار المحروقات المتذبذبة و تأثيرها على الاقتصاد العالمي ، كما ترمي إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقويته .
قال في سياق متصل ان الإستراتيجية تتضمن مخططات عمل مفصلة ، عن القطاعات التي لديها قدرات للتطور و تحقيق التنافسية و التي جاء ذكرها آنفا.
وقد أولى المتعاملون الاقتصاديون أهمية لهذه الاستشارات التي أخذت بآرائهم و أفكارهم و مقترحاتهم و قد رحبوا بهذه المبادرات، حيث اعتبر رئيس مدير عام مجمع «سيفيتال» اسعد ربراب في تصريح للصحافة على الهامش ان اللقاءات هذه شيء إيجابي، مشيرا الى ان المتعاملين الجزائريين قد برهنوا على قدرتهم على التصدير و اقتحام الأسواق الخارجية.
ومن خلال تجربته في مجال التصدير، أكد ربراب ان ولوج الأسواق الخارجية ممكن ولا يوجد فيه عراقيل، عندما يتوفر لدى المتعامل المنتوج ذا الجودة والتنافسية المطلوبة، كما يرى انه من الضروري ان يستثمر المتعاملون في النشاطات الخلاقة للثروة والقيمة المضافة وكذا مناصب العمل، لكنه بالمقابل يؤكد على ضرورة توفير محيط اقتصادي ملائم والرفع من العراقيل البيروقراطية التي تعيق انطلاق المشاريع الاستثمارية.
ولفت في سياق متصل الى ان مجمعه استطاع ان يصدر 80 بالمائة من الزجاج الى العديد من دول العالم منها المتقدمة ، كما استطاعت منتوجات المجمع من المواد الغذائية ان تتموقع في 35 دولة.