طباعة هذه الصفحة

مرض “الميليديو” يكتسح مساحات الكروم ببومرداس

الفلاّحون يشكّون في نوعية وصلاحية المبيدات

بومرداس: ز ــ كمال

تعالت أصوات الفلاحين النّاشطين في شعبة عنب المائدة بولاية بومرداس للتعبير عن تخوّفهم وسخطهم من انتشار العديد من الأمراض الموسمية التي تصيب أشجار الكروم ومحصول العنب لهذه السنة، خاصة مرض”الميليديو” الذي يعتبر العدو الأول للنباتات الخضراء المثمرة، حيث تأثّرت عشرات الهكتارات في المدة الأخيرة نتيجة الظروف الطبيعية المتقلبة، واستمرار تهاطل الأمطار حتى في شهر جوان مع انخفاض درجة الحرارة في بداية الصيف.

هيمنت ظاهرة انتشار مرض الميليديو الذي أصاب أشجار الكروم وبقوة هذه السنة على حديث الفلاحين الناشطين بهذه الشعبة الرئيسية بقطاع الفلاحة بولاية بومرداس، التي تستحوذ لوحدها على حوالي 40 بالمائة من المساحة المزروعة وأكثر من 45 بالمائة من الإنتاج الوطني لعنب المائدة على المستوى الوطني. وبحسب الفلاحين “فإن الوباء الخطير أتى على مساحات كبيرة في بعض المناطق، خاصة تلك التي لم تحظ بكميات مطلوبة من المبيدات الكيماوية لحماية أشجار الكروم وأغصانها في مرحلة الإزهار، وتفتح الأوراق من عدوها الأول الميليديو، الذي يظهر ويتكاثر مع التقلبات الجوية وارتفاع نسبة الرطوبة وبرودة الطقس واستمرار تهاطل الأمطار بكميات كبيرة ومتواصلة لم تعط الفرصة للفلاحين من أجل رش المبيدات، وهو ما تسبّب في تنامي المرض وانتشاره سريعا بظهور بقع سوداء على الأوراق والأغصان الخضراء سرعان ما تتطور وتتحول الشجرة إلى حطام ويتساقط الثمار في مرحلة بداية النضج..”.
وبحسب بعض الفلاحين الذين تحدثوا لـ “الشعب”، فإن خطورة الوضعية التي تعيشها شعبة عنب المائدة وعدم القدرة على احتواء المرض، قد أدى بعدد من الفلاحين إلى الاستسلام وعدم الاستمرار في رش المبيدات التي لم تعد تنفع المحصول بعد اكتساح الوباء الذي يهدد الشجرة بأكملها، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المبيدات الكيماوية، وتخوف الممونين والموزّعين من استمرار التعامل مع الفلاحين بحجة عدم القدرة على دفع فاتورة الاستهلاك التي كانت في العادة تسوى بعد مرحلة جني المحصول وتسويقه.
كما دقّ بعض الناشطين أيضا ناقوس الخطر من تأثر مساحات الكروم مستقبلا في حالة عدم وقاية الأشجار وحمايتها من انتشار الميليديو، الذي قد يأتي على الشجرة وفروعها الخضراء التي يتم الاعتماد عليها السنة الموالية في إنتاج محصول العنب، خاصة في ظل عجز الفلاحين على مكافحة الداء، وهو ما يتطلب حسب رأيهم تدخل المعنيين القائمين على القطاع الفلاحي عن طريق مراكز حماية النباتات لمساعدة أصحاب المحاصيل في إنقاذ الأشجار وعدم إتلافها وتراجع مردودها مستقبلا، وأيضا التأكد من الإشاعات المتداولة بين المزارعين الذين يتهمون موزعي الأدوية ببيع مبيدات غير صالحة أوفاقدة للفعالية والصلاحية المطلوبة، أم أن المسألة لا تعني هذه الجهات ليبقى الفلاّحون يكابدون لوحدهم في الميدان قبل أن تصل القضية لتمس المستهلك أيضا وبطريقة مباشرة، خاصة مع التخوف من تراجع المحصول هذه السنة الذي يؤدي منطقيا لارتفاع سعر عنب المائدة بسبب كثرة الطلب على الرغم من أن الأسعار عرفت بداية من السنة الماضية ارتفاعا غير مبرّر حتى مع الوفرة الكبيرة التي عرفها الموسم الفلاحي.