أحيا العالم اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف أمس، وسط استمرار الحروب والنزاعات المسلحة وكافة أشكال الاضطهاد التي تسببت في ارتفاع عدد اللاجئين أو المشردين الى أكثر من 68 مليون في جميع أنحاء العالم، والدعوة الى تكاثف جهود المجتمع الدولي لتعزيز حماية وتحسين أوضاعهم في بلدان الاستقبال أو في المخيمات المتناثرة على الحدود بين الدول، والتعاطي بشكل أكثر انسانية معهم لتحسين ظروف استقبالهم.
وفي السياق، أكد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين أن “هناك اليوم أكثر من 68 مليون من اللاجئين أو المشردين داخليا في جميع أنحاء العالم نتيجة لحالات النزاع أو الاضطهاد”، مضيفا، أنه “في العام الماضي، سجل نزوح شخص واحد كل ثانيتين، معظمهم في البلدان الفقيرة”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “يجب علينا جميعًا أن نفكر في ما يمكننا تقديمه للمساعدة وتبدأ الإجابة بكلمتين هما: الوحدة والتضامن” معربا عن شعوره بـ “قلق بالغ حينما يرى المزيد والمزيد من الحالات التي لا يحصل فيها اللاجئون على ما يحتاجونه ويستحقونه من الحماية”.
كما أكد على الحاجة إلى “إعادة إرساء سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين”، قائلا: “وفي عالم اليوم، لا ينبغي أن يظل أي مجتمع أو بلد يوفر ملاذاً آمناً للأشخاص الفارين من الحرب أو الاضطهاد وحيدا بلا سند، فإما أن نتكاثف أو نفشل”، مضيفا أن هذا العام، سيُعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة “اتفاقا عالميا بشأن اللاجئين”، وسيتضمن “هذا الميثاق سبل المضي قدما وإقرارا بالمساهمات التي يقدمها اللاجئون إلى المجتمعات التي تستضيفهم”.
وقال غوتيريس: “فما دامت الحروب وممارسات الاضطهاد مستمرة، سيكون هناك لاجئون، وفي اليوم العالمي للاجئين، أطلب منكم أن تتذكروهم، فحكايتهم تشهد على ما يتحلون به من المرونة والمثابرة والشجاعة، ونحن من جانبنا يجب أن نبادر بالتضامن والتعاطف والعمل”.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير “الاتجاهات العالمية السنوية للمفوضية لعام 2017، أن “عدد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم حتى نهاية عام 2016 بلغ 65.6 مليون شخص، وما تزال وتيرة نزوح الأشخاص مرتفعة جدا، حيث اضطر 20 شخصا لمغادرة منازلهم كل دقيقة خلال العام الماضي، أي ما يعادل شخصا واحدا كل ثلاث ثوان”.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ “سوريا هي أكبر أزمة إنسانية وأزمة لجوء في عصرنا، وهي سبب مستمر لمعاناة الملايين، وينبغي أن تحشد لها موجة من الدعم من كافة أنحاء العالم”.
وبالرغم من التركيز العالمي على أزمة المهاجرين في أوروبا، إلا أن المفوضية العليا للاجئين تشير إلى أن الدول الفقيرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في مواجهة أزمة اللجوء.
اجتماع أوروبي
قال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أمس، إن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا ودولا أخرى ستعقد اجتماعا خاصا بشأن الهجرة في بروكسل يوم الأحد.
وقال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس، إنه سيلتقي على الأرجح مع ميركل وزعماء آخرين في غضون أيام لبحث مسألة الهجرة.
وقال كورتس للصحفيين قبل اجتماع لمجلس وزرائه مع وزراء من ولاية بافاريا الألمانية: “سأعقد على الأرجح اجتماعا خلال أيام مع أنجيلا ميركل وعدد من رؤساء الدول والحكومات بشأن مسألة سياسة الهجرة”.