دمج تربية المائيات بالفلاحة عصب تطوير القطاع بالجنوب
يعوّل قطاع تربية المائيات بالجنوب الشرقي كثيرا على التطوير وإنعاش الاستثمار الخاص به، ضمن ما يسمى بالاستهلاك العائلي أو التربية العائلية التي اعتبرها مدير الصيد البحري والموارد الصيدية بورقلة، نذير قريشي لـ»الشعب»، من بين الإستراتيجيات المهمة التي اعتمدها القطاع، منذ نشأته والتي فتحت المجال واسعا أمام نشر ثقافة تربية المائيات بالجنوب.
بحسب قريشي في تصريح حصري لـ «الشعب» ، يحصي القطاع 618 حوض سقي فلاحي تم استزراع حوالي 595.300 من أسماك المياه العذبة فيها وتحديدا من نوع التيلابيا أو «البلطي النيلي» الذي يعد من أسهل الأنواع التي يمكن استزراعها في أحواض السقي الفلاحي أو في أحواض عادية واستهلاكه.
يقدر عدد أحواض السقي الفلاحي التي تم استزراعها بولاية ورقلة بـ167 وبالوادي 128 و ببسكرة 223، وبالأغواط 31 وبإيليزي 62 حوضا. وبغض النظر عما حققته هذه التجارب من نجاح - كما ذكر مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لنا - فإن ما قد تحققه على المدى المتوسط والقريب سيكون أفضل بكثير بالنظر إلى أعداد طلبات الفلاحين المهتمين بهذا المجال في المنطقة والجادين في إرادتهم للاستثمار وتحقيق مردودية حقيقية تدريجيا.
تعد عملية استزراع أسماك المياه العذبة في أحواض السقي من العمليات ذات الإضافة الإيجابية في المجال، حيث لا تكلف الفلاح الذي كان في السابق يوجه ماء الحوض للسقي، إذ بعد استغلاله لتربية أسماك المياه العذبة أصبح يسقي منتوجه بمياه مزودة بمادة بروتين حيواني للاستهلاك وغنية بالمواد العضوية التي تغنيه عن المواد الكيمياوية، هذا فضلا عما توفره ذات الهيئة المشرفة على العملية من مؤطرين ذوي كفاءة للمتابعة الميدانية والتقنية للفلاحين.
يشكل الدمج العمود الفقري لتطوير تربية المائيات في ورقلة والذي من شأنه أن يساعد في نشر ثقافة تربية المائيات واستهلاك أسماك المياه العذبة وحتى ترتبط تربية الأسماك ارتباطا أساسيا بالنشاط الفلاحي لضمان سيرورة النشاط ودعمه حتى يحقق الأهداف المنشودة منه، وفقا لبرنامج الوزارة الوصية، حيث سبق وأن أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، خلال زيارته الأخيرة لولاية ورقلة على ضرورة دعم الاستثمار في مجال تربية المائيات عبر تشجيع دمج تربية المائيات بالفلاحة.
تركز إستراتيجية تربية المائيات على دفع عجلة التنمية في هذا القطاع بهدف تنمية الاقتصاد الوطني خارج المحروقات والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي. كما تتوضح في المسعى المحلي لدعم الكفاءات من خلال الاهتمام بالجانب التكويني سواء القاعدي لفائدة الإطارات وبالتنسيق مع الجامعة.
لهذا الغرض تم فتح فرع على مستوى جامعة قاصدي مرباح وربط الجامعات في ولايات الجنوب الشرقي بالتطور الذي يعرفه هذا المجال من خلال المعاهد التي لديها صلة بقطاع تربية المائيات على غرار معاهد الفلاحة والبيولوجيا، أو من خلال الاتفاقيات المبرمة مع قطاع التكوين المهني لتخرج تقنيين وتقنيين سامين في هذا المجال الحيوي.
كما كان لعملية تكوين وتأهيل الفلاحين في تربية أسماك المياه العذبة أثرها الإيجابي بحسب محدثنا حيث ساهمت الدورات التكوينية قصيرة المدى بولايات الجنوب في تأهيل هذه الفئات خاصة وأنها استهدفت عددا كبيرا من المهتمين بدمج تربية الفلاحة أو الاستثمار في تربية المائيات.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية تربية النحل والمائيات بورقلة وبالتنسيق مع غرفة الصيد البحري وتربية المائيات وتحت إشراف المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية، ستنظم هذا السبت 23 جوان، بمحطة البرهنة لإنتاج البذور يوما تكوينيا تطبيقيا حول استزراع النباتات المائية عدس الماء والأزولا التي تستخدم كمكمل غذائي في التربية الحيوانية بالتركيز على كيفية تهيئة وسط التغذية وذلك في فائدة الفلاحين والطلبة.
أرقام لها معنى
يتوفر القطاع بالجنوب على قدرات هامة تتمثل في سدين بولاية بسكرة، حاجزين مائيين بولاية الأغواط، 8 بحيرات، 4 شطوط تتوفر بها قشرية الأرتيمياء التي لها دور كبير في التغذية السمكية بالإضافة إلى قناة وادي ريغ 136 كم.
يصل عدد مناطق نشاطات تربية المائيات المقترحة إلى 12 منطقة نشاط مقترحة من بينها 5 في بسكرة و4 في الوادي و1 في غرداية و1 بالأغواط و1 في إيليزي و1 بورقلة .
أما بالنسبة لمناطق نشاطات تربية المائيات الممنوحة تتمثل في منطقة واحدة بورقلة ويترجم استثمارات القطاع بهذه الولاية، مركب سمك الكثبان لتربية الأسماك الذي ينتج حاليا 300 طن في السنة من سمك القط والمزرعة النموذجية لتربية الجمبري بحاسي بن عبد الله بقدرة إنتاجية تتراوح ما بين 10 إلى 20 طنا في السنة والتي استفادت مؤخرا من استزراع يرقات منتجة محليا بعد أن تم الاستغناء عن اليرقات التي يتم جلبها من الخارج. بفضل مجهودات باحثين جزائريين وبالمشاركة مع خبراء من كوريا الجنوبية أصبحت تتم عملية التكاثر بمزرعة سكيكدة عن طريق جلب الأمهات واليرقات الناتجة التي يتم استخدامها في الوقت الحالي.
يذكر أن عدد ملفات طلبات الاستثمار التي تم استقبالها في الولايات التابعة لإقليم مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بلغ 159 ملف من بينها 80 ملفا في بسكرة، 40 بالوادي، 20 بغرداية 5 بالأغواط 5 و14 بإيليزي. أما إجمالي الملفات قيد الدراسة فقد مثل 39 ملفا يتوزع على 22 ببسكرة، 14 بالوادي، 2 بالأغواط و1 بإيليزي، فيما وصل عدد المستفيدين من قرارات الامتياز إلى 17 شخصا بولاية بسكرة.