تحتاج الأراضي الممتدة من البويهي إلى قرية ماقورة إلى المزيد من الغطاء النباتي خصوصا العلفي منها، كونها تضم ثروة حيوانية هامة تزيد عن مائتي ألف رأس من الماشية، معظمها قادم من ولاية النعامة. وكانت مصالح الغابات رفقة المحافظة السامية لتنمية السهوب قد نفذتا عدة عمليات خاصة بالتنمية في مثل هذه المناطق نظرا لحساسيتها، كونها تضم أكبر عدد من رؤوس الماشية ومئات الموالين الكبار الذين يستخدمون المراعي في هذه المناطق.
وموقعها في منطقة السهوب يجعل منها منطقة رعوية بالدرجة الأولى، مما جعل تربية الأغنام هو المورد الرئيسي لسكان المنطقة بحيث لا تمثل نسبة الأرض الصالحة للفلاحة إلاّ 14.5% بمساحة تقدر بـ 10700 هكتار من ما مجموعه736.92 كم2 . وبمرور وادي يقطع العريشة من الشرق إلى الغرب ويفيض كل سنة تقريبا فتمتلئ به الآبار من جهة وكذا سد ما قورة من جهة اخرى مما يشجع على بعض الزراعات المحلية على غرار الزيتون.
تشير الأرقام المتداولة إلى أن محافظة السهوب، نفّذت العشرات من العمليات الموّجهة لهذه الفئة من بينها حفر الآبار العميقة وإقامة المناطق المحمية وزراعتها بالأشجار العلفية، خصوصا في منطقتي البويهي والعريشة الحدوديتين لما لهما من أهمية كبرى في تربية الماشية، كما نفذت محافظة الغابات بسبدو عدة مشاريع تخصّ غرس أشجار الزيتون على مسافة تقدر بأزيد من ألف هكتار في مناطق متفرقة، الأمر الذي أدى بمستثمرين إلى التفكير في توجيه استثماراتهم نحو مجالات مرتبطة بهذا التوجه الجديد. ومعلوم أن وزارة الفلاحة عن طريق محافظة الغابات وهيئات أخرى تابعة لها عملت منذ مدة على إعادة تهيئة وتأهيل كافة القطاعات الغابية الفلاحية، كما هو الشأن بسهل مغنية الحدودي ومنطقة سيدي عيسى التي تم استصلاح أراضيها قبل إعادة تسليمها للسكان القاطنين بهذه المنطقة التي كانت مهجورة لسنوات طويلة، وهو ما مكّن السكان من استغلال الأراضي وتنمية المنطقة، بينما قامت مصالح المحافظة السامية لتنمية السهوب بتوزيع ألواح توليد الطاقة الشمسية على السكان الذين استفادوا من البناءات الريفية في إطار حصة خاصة، تم توجيهها لهذه المنطقة الحدودية والتي من شأنها المساهمة الفعالة في دعم نشاط المنطقة التي تساهم بدورها بدعم الدولة باللحوم والاصواف .