نشطت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، رفقة زملائها أصحاب المعالي، وزراء الاتصال، الثقافة والشباب والرياضة، السادة: جمال كعوان، عز الدين ميهوبي ومحمد حطاب، سهرة أمس بمقر دائرتها الوزارية بالمرادية، لقاء مع الادباء، رجال الثقافة والفن ومسؤولي دور النشر، بحضور إطارات الإدارة المركزية، الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية ورجال الصحافة والاعلام.
تمحور موضوع اللقاء حول إدراج البعد الوطني الثقافي داخل المنظومة التربوية، ودعوة لمساهمة المشاركين في هذا المسعى من خلال مرافقة التلاميذ المبدعين في القراءة، الكتابة والفن.
هذا، وقد عرف اللقاء تدخلات الوزراء حول نظرة قطاعاتهم الى هذه المبادرة وكيفية المساهمة في انجاحها، افتتحتها الوزيرة بإلقاء كلمة، استعرضت فيها أهم المشاريع الثقافية التي تم مباشرتها في القطاع بغرض إضفاء البعد الجزائرياتي للمدرسة، وكذا ترقية الحس الادبي والابداعي عند التلاميذ، على غرار مشاركة أكثر من 250 00 تلميذ من 20 ولاية، في المعرض الدولي للكتاب منذ 2014 ، أين تم تنظيم في نفس التظاهرة كل سنة، ورشات القراءة والكتابة، القاء أدباء المعرض لمحاضرات داخل الثانويات، إضافة الى تنظيم لقاءات مع المؤلفين، كما عرضت الوزيرة، ثمرة التعاون مع وزارة الثقافة، والمتمثلة في المختارات الأدبية الجزائرية باللغات الثلاث، والتي هي بمثابة قاعدة بيانات أدبية جزائرية، توضع أمام تصرف معدي الكتب المدرسية لإدراج نصوصها، وهذا بالإضافة الى اعداد المختارات الأدبية المغاربية كمرحلة أولى مع الشركاء التونسيين، كمحاولة لإدخال وتنمية البعد المغاربي داخل منظومتنا التربوية.
وفي نفس السياق، قدمت الوزيرة تقييما أوليا لتظاهرة أقلام بلادي، والتي عرفت مشاركة 25 3412 تلميذ من الأطوار الثلاث، تأهل منهم 31178 مشارك الى الدور الثاني، ليتنافس فيه 5450 تلميذ حول التأهل للدور النهائي، والذي سينشطه يوم 5 جويلية 2018 ، 122 متنافس من 6 جهات عبر الوطن، )البليدة، عنابة، بسكرة، سعيدة، الأغواط، وهران( وبهذا الخصوص أعلنت السيدة الوزيرة عن جمع نصوص التلاميذ الفائزين في المسابقة وطبعها في مؤلف جماعي خلال المعرض الدولي للكتاب القادم -2018 ، 2019 كما سيتم تنظيم دورة للتلاميذ من طرف الادباء بإقامة للشباب بولاية سكيكدة بغرض مرافقتهم وتنمية الحس الأدبي لديهم.
في الأخير، دعت الوزيرة المشاركين للمساهمة في مسعى اللقاء والعمل على مرافقة التلاميذ المبدعين ودعمهم وتنمية قدراتهم، كما أعلنت عن إطلاق مسابقتين وطنيتين حول أدب الأطفال والشباب وأغاني الأطفال وذلك في إطار التعاون مع وزارة الثقافة.
في نفس السياق، نوه وزير الثقافة، الى نقص المحتوى الأدبي الجزائري داخل الكتب المدرسية خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من غزارة تراثنا الأدبي، الفني والفلسفي، كما أكد على أهمية المشاريع المشتركة مع وزارة التربية الوطنية، معلنا استعداد قطاعه على المرافقة والتعاون المستمر خدمة للمدرسة الجزائرية، على غرار العمل على تزويد المكتبات المدرسية بالكتب الجزائرية، تشجيع النوابغ الأدبية من التلاميذ بمنحهم جوائز تحفيزية قيمة. كما أشار الى ضرورة تشجيح ترجمة النصوص الجزائرية الى اللغة العربية. هذا، وقد استغل معالي الوزير فرصة اللقاء، لدعوة الادباء ورجال الثقافة الى الاندماج ضمن هذا المسعى خدمة للمدرسة وصيانة للثراث الجزائري ضمن شخصية التلميذ.
بخصوص قطاع الاتصال، ثمن جمال كعون مبادرة وزارة التربية الوطنية، معتبرا إياها بمثابة فرصة لتنمية الابداع والمبدعين كما دعى اسرة الصحافة والاعلام الى مرافقة ورعاية هذه المبادرة وتسليط الضوء عليها.
اما وزير الشباب والرياضة بدوره اعتبر مسابقة أقلام بلادي فرصة لتنمية ميول الابداع والابتكار واكتشاف الذات، كما اعلن استعداده لتكرار نفس تجربة التعاون مع وزارة الثقافة، من خلال اكتشاف المواهب الرياضية عند التلاميذ ودعمهم وتشجيعهم، مستدلا بنجاح مشاركة المنتخب الوطني للرياضة المدرسية في المنافسات الدولية.
بعد تدخل الوزراء، تم فتح النقاش أمام المشاركين، الذين عرضوا بإسهاب اقتراحاتهم بخصوص المساهمة في مسعى اللقاء وكذا نظرتهم لواقع الثقافة والادب في الجزائر وإمكانية ترقيتها وإستفادة المدرسة الجزائرية منها.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات اللقاء تخللها تقديم مقطوعات موسيقية متفرقة من تقديم مفتش واستاذة التربية الموسيقية، عرفت تجاوبا من الحاضرين في اللقاء.