من التقاليد التي ارتبطت بـ «ليلة القدر» في تلمسان تسمى محليا بـ «الوزيعة» أو «القرعة» دأبت بعض القرى والدواوير للجهة الجنوبية لدوائر الولاية على تنظيمه منذ أجيال عديدة في إطار فلسفة التضامن والتكافل بين افراد الدوار الواحد.
هي عملية تضامنية تتوخى تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهل الجماعة من السكان وبذل ما في الجهد من أجل الحفاظ عليها، حيث تختلف طقوسها من دوار لآخر وإن اجتمعت في طريقة تنظيمها ما بين توزيع ثمن الذبيحة بين أهل الدوار وما بين أريحية محسنيه.
الحكاية تبدأ منذ صباح السادس والعشرين من رمضان من كل سنة، الكل مستعد للتعاون والانخراط في عملية الذبح والسلخ والتوزيع، الأجواء الاحتفالية تبرز من خلال جوّ التضامن الذي يطبع السكان خلالها والفرحة في أوساط الأطفال الذين في الغالب ما يتابعون كل تفاصيلها، وانفرد أهالي منطقة غرب تلمسان بأكلة تسمى «الكليلة»، وهي عـبارة عن لبن مجفف يستعمل بدوره في تحضير مأكولات أخرى من أشهرها أكلة «المردود» التي تشبه إلى حدّ كبير ما يعرف في مناطق أخرى من المغرب بـ «بركوكش»، وهو أحد أنواع الكسكسي أيضا، إلا أن حباته تكون أخشن من حبات الكسكسي العادي.
ومن أهم عادات ليلة القدر لدى العائلات التلمسانية أيضا زيارة المقابر والترحم على الأموات، في صبيحة اليوم السادس والعشرين، حيث تستيقظ الأسر للسحور، وبعد صلاة الفجر أين تبدأ بتلاوة القرآن إما بالمساجد أو بالمنازل، وبعدها يتجه أفراد الأسرة إلى المقابر لزيارة أهلهم وذويهم للترحم عليهم، محملين بالتمر والتين الجاف للتصدق وقراءة القرآن.