احتضنت دار الثقافة عبد الحميد مهري احتفالية خاصة أقيمت بمناسبة اليوم الوطني للفنان، حضرتها السلطات المحلية بالولاية وعدد غفير من عشّاق الفن. فقد استمتع الجمهور الحاضر لفعاليات الاحتفالية بالوصلات الفنية المقدّمة، حيث تمّ تقديم عرض لمسرحية الظل «الراعي والذئب» من تقديم جمعية «الملقى» ووصلات إنشادية لفرقة «الاصطبار»، وفي ختام الحفل تمّ تكريم عدد من الفنانين عرفاناً بالمجهودات المقدّمة في سبيل إنعاش المشهد الثقافي بالمنطقة.
وعشية الاحتفال باليوم الوطني للفنان، احتضن المركز الثقافي بتندوف العرض الشرفي الثاني لمسرحية «هاملت» من أداء فرقة «صحرا» للمسرح والفنون السمعي البصري، وتأتي هذه المبادرة لإثراء المشهد الثقافي بالولاية ولفتح المجال أمام الشباب للانخراط في العمل المسرحي.
وعن واقع المسرح بولاية تندوف، أكّد بن حديد ادريس المخرج والكاتب المسرحي على وجود العديد من المشاكل التقنية والادارية التي تجعل من النشاط المسرحي بولاية تندوف «صعباً نوعاً ما»، وقال المتحدث الذي يرأس جمعية «صحرا» للمسرح والفنون السمعي البصري أنّ «تغييب» آراء المختصّين في العمل المسرحي في مشاريع إنجاز قاعات العرض أوجد هياكل لا تتماشى والمعايير التقنية المطلوبة، وهو ما أثّر بدوره على أداء الممثلين وجودة العروض المسرحية المقدّمة رغم وجود «طاقات هائلة» تنتظر من يكشف النقاب عنها، في انتظار استفادة الولاية من مسرح جهوي على غرار العديد من ولايات الوطن.
وأردف المتحدّث قائلاً بأنّ «الجمهور التندوفي متعطّش بشكل كبير للمسرح وللأعمال الفنية الأخرى، خاصة مسرحية هاملت التي شارك فيها شباب من مخيّمات اللاّجئين الصّحراويين، متحمّلين بذلك بعد المسافة وصعوبة التنقل اليومي من أجل إنجاح العمل وتقديمه في شكله الأخير بعد 03 أشهر من الجد والمثابرة».
من جهة أخرى، نظّمت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تندوف بالتعاون مع الفنان عيساوي عبد المجيد، دورات تكوينية في الخط العربي طيلة ليالي شهر رمضان على مستوى مساجد الولاية، وقد حظيت الفكرة باستحسان المتربّصين الذين تلقّوا المبادئ الأولى في فن الخط العربي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأعمال المسرحية بولاية تندوف وصلت إلى العالمية بفضل جمعية «النسور»، التي تعد أيقونة الفن السابع بالولاية وبفضل المجهودات الجبّارة التي قدّمها أعضاؤها الذين كانت لهم بصمة في أعمال وطنية وعالمية على غرار زريبيع عبد الحميد، مستوى العالمية الذي وصل إليه المسرح بتندوف جاء بالتزامن مع صعود جيل من الشباب المدرك لثقل المسؤولية، والواعي لأهمية الفن في نشر الثقافة المحلية والوطنية في المحافل الدولية، فكانت النتيجة بشهادة السلطات المحلية بالولاية جد مشرفة بحصد العديد من الشباب لجوائز عالمية وعربية في مجالات الإخراج والأفلام القصيرة والتأليف والموسيقى، فتحت الشهية أمام جيل آخر لخوض تجربة الفن بكل قوة وحجز مقعد لولاية تندوف في مصاف الولايات الرائدة في الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما.