تشهد السهرات الرمضانية بولاية سيدي بلعباس عودة ملفتة للألعاب التقليدية التي أضحت تجذب إليها الكثير من الأشخاص بما في ذلك فئة الشباب وحتى الأطفال الذين يتسابقون كل ليلة لجلسات «الدومينو»، «الدامة»، لعبة العصا وغيرها.
لا تخلو الساحات العمومية والمقاهي بمختلف أحياء الولاية من جلسات الألعاب التقليدية، وهي الميزة التي عادت للظهور خلال السنوات الأخيرة بعد أن كادت تمحى بفعل التكنولوجيا، حيث تلحظ في كل زاوية من زوايا الأحياء وبالساحات العمومية مجموعة من الأشخاص وقد التفوا حول طاولة «الدومينو» وقد أطلقوا العنان لعفويتهم في جو يسوده المرح حتى الساعات الأولى من الصباح قبل أن يفترقوا ضاربين موعدا في اليوم الموالي، في حين يفضل آخرون ألعاب تقليدية أخرى على غرار ما يعرف بـ»الدامة» التي تشبه نوعا ما لعبة الشطرنج لكن بقواعد أسهل، حيث تستعمل فيها لوحة بها مربعات بلونين وأغلقة المشروبات الغازية وهي لعبة محببة جدا لدى فئة كبار السن، أين يجتمعون حولها لساعات طويلة في رحلة بحث عن اللهو بعيدا عن هموم ومشاغل الحياة.
كما تحبذ فئة أخرى ممارسة مبارزة العصا وهي اللعبة الشعبية الأكثر شهرة لدى سكان المدينة خاصة بحي «قمبيطة» و»سيدي الجيلالي» أين يجتمع محبو هذه الرياضة مباشرة بعد الإفطار في أماكن مخصصة لذلك، لتبدأ المبارزة بين شخصين يقومان بحركات استعراضية خفيفة باستعمال العصي، يستمتع بها الحضور، وهي اللعبة التي يطمح محبوها إلى ترقيتها إلى رياضة قائمة بذاتها، خاصة وأنها أضحت تجلب إليها الكثير من الأطفال والشباب الذين يجدون في رمضان فرصة لتعلم قوانينها والتدرب على ممارستها.
هذا وتستحوذ الكرة الحديدية أيضا على حيز كبير من السهرات الرمضانية لسكان المنطقة، حيث تجمع هذه الرياضة بين مختلف الفئات العمرية من شباب وشيوخ بالأماكن المخصصة لممارستها على غرار المكان المحاذي لمركب 24 فيفري، الساحة العمومية لحي الساقية الحمراء وبمختلف الأحياء والمجمعات السكنية، ساعات قبيل الإفطار وبعده، ومع انتشار هذه الرياضة لم تعد تمارس بشكل عادي بل أصبحت تنظم على شكل دورات بين الأحياء خلال شهر رمضان وهو ما خلق روح المنافسة الممزوجة بروح الأخوة والمحبة، أين يقوم الفريق الخاسر بالتحضير للسهرة المقبلة وجلب مختلف الحلويات التقليدية، الشاي والقهوة للمشاركين، في جو يضاعف روح المحبة، التضامن والأخوة بين المشاركين.