سجّل المنتخب الوطني سهرة الجمعة هزيمة غير منتظرة ضد منتخب جزر الرأس الأخضر بثلاثة أهداف لهدفين في المباراة الودية الأولى للتربص الذي يقيمه المنتخب بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى إلى غاية الثامن جوان الجاري، لقاء احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي.
الناخب الوطني “رابح ماجر” لعب بخطة (4 – 2 – 3 – 1 ) التي أشرك فيها كعادته الحارس “شاوشي” أساسيا، وأعاد الظهير الأيمن “مختار بلخيثر” الغائب بعد نهائيات “كان” الغابون، هو الذي أدّى مباراة في المستوى وساعد كثيرا الخط الأمامي، كما اعتمد على الثنائي (ماندي وشافعي) في محور الدفاع وهو الثنائي الذي لم يكن مجردا من الخطأ وقام بالعديد من الهفوات، فيما أشرك “بن سبعيني” على الجهة اليسرى الذي كان خارج الإطار، كما اعتمد على الثنائي (بن طالب وفرحات) في وسط الميدان وهو الثنائي الذي لم يكن في المستوى كون الأول اعتمد عليه في الشق الدفاعي والثاني لم يلعب في منصبه الأصلي، وكما كان منتظرا زج بالثلاثي (محرز، براهيمي وسوداني) الأول على الجهة اليمنى والثاني لتنشيط اللعب والثالث على الجهة اليسرى، وفضّل “بونجاح” أساسيا على هداف المنتخب “سليماني”، وهي خيارات وفق فيها الطاقم الفني كون الخط الأمامي خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف.
ورغم البداية القوية لرفقاء القائد الجديد “بن طالب” الذين تمكّنوا من افتتاح باب التسجيل مبكرا من رأسية “رامي بن سبعيني” في (د5) إلا أن ذلك لم يشفع لهم، حيث عدّل “ريكاردو غوميز” الكفة تسع دقائق بعد ذلك بتسديدة قوية أمام مشارف خط 18 متر، ثم ضاعف “بغداد بونجاح” النتيجة من رأسية جميلة في (د30)، وهو الهدف الذي أعاد الخضر في اللقاء وسيطروا على الكرة مع تضييع عدد كبير من الفرص عن طريق الثنائي “بونجاح” و«سوداني” حيث ضيع الأول هدفين وجها لوجه والثاني ضيع هدفين وارتطمت كرته بالعارضة في مناسبتين.
المرحلة الثانية عرفت استمرار سيطرة المنتخب الوطني على مجريات اللقاء مع تواصل مسلسل إهدار الفرص، حيث ارتطمت رأسية “بونجاح” بالعارضة وقذفة “بن طالب” هي الأخرى لامسة القائم، لكن الزوار باغتوا الدفاع بهدف التعادل عبر المتألق “ريان مينديز” في (د67)، ثم استغل “نونو روشا” في (د72) خطأ فادحا من طرف الحارس “فوزي شاوشي” وسجل الهدف الثالث وهدف الفوز، وسط سخط أنصار الخضر الذين طالبوا برحيل الناخب الوطني.
«أعمل في ظروف جيّدة”
رفض الناخب الوطني “رابح ماجر” الحديث عن الاستقالة بعد الهزيمة غير المتوقعة أمام منتخب جزر الرأس الأخضر، حيث قال بهذا الخصوص: “لا ولن أستقيل في هذا الظرف لأنّني أحترم بلدي وأحترم المنتخب الوطني الجزائري، وتأكّدوا أن المنتخب سيدخل في نفق مظلم وفي أزمة كبيرة بعد رحيلي”، وفي إجابته عن السؤال المتعلق بوجود من يعيق عمله ويضغط عليه من الاتحادية قال: “أعمل في ظروف جيدة للغاية، ويجب أن يعرف الجميع أن نجاح المنتخب من نجاح الاتحادية، لدينا سبعة أشهر من العمل ومع مرور الوقت الأمور ستتحسّن”.
وعن رأيه في المواجهة التي خسرها الخضر قال: “علينا أن نتذكّر بأن اللقاء الذي خسرناه اليوم ودي، أمام منافس محترم وكنت قلت في الندوة الصحفية الفارطة بأنه صعب التسيير، دخلنا بقوة وسجلنا هدف السبق بعدها عدلت علينا النتيجة وسجلنا مرة أخرى، بعده تمكّن المنافس من تسجيل هدفين في شباكنا في المرحلة الثانية، خطا الهجوم ووسط الميدان قاما بدورهما على أكمل وجه وخلقنا العديد من الفرص السانحة للتهديف، وصنعنا نسوجا كروية جميلة كما شاهدتم بخمس لمسات رائعة تمكنا من بلوغ المرمى لكن بونجاح وضعها خارج الإطار للمرة الثانية، وكنا قادرين على الفوز وطي اللقاء في المرحلة الأولى لو كان تركيزنا أكبر، وطيلة اللقاء ارتطمت الكرة في خمس مناسبات بالقائم”، وتابع حديثه: “ما يجب أن نفهم هو أن هذه اللقاءات للتحضير وتصحيح الأخطاء، ونحن الطاقم الفني نعمل على هذا الأمر، يجب أن نخسر ويجب أن نفوز لنصحح الأخطاء، ولا يجب أن ننسى بأنها المباراة الأولى التي نخسرها في ملعب 5 جويلية بعد 7 أشهر”.
وعن ما إذا سيعيد إشراك “شاوشي” أساسيا أمام المنتخب البرتغالي، قال: “شاوشي صحيح أنه أخطأ في كرة الهدف الثالث وكان عليه أن يخرج الكرة وما كان ليسجّل علينا الهدف، وليس شاوشي وحده من أخطأ فهناك لاعبين آخرين كانوا خارج الإطار، سنقيّم الوضع أنا والطاقم الفني وسنأخذ هذا اللقاء بجدية لنظهر بوجه أفضل أمام البرتغال، لكن لا يجب أن ننسى بأنها مواجهة ودية ويجب أن نصحح كل الأخطاء قبل لقاء غامبيا”.
«الجمهور لم يحترم ما قدّمته في الماضي”
وعن تصفيرات الجمهور على المنتخب وتهجّمه على شخصه، تأسّف الناخب الوطني كثيرا على ما قام به جمهور ملعب 5 جويلية الأولمبي، “لم أفهم لماذا الجمهور كان يشتم اللاعبين والناخب الوطني بعد خمس دقائق من تسجيلنا هدف السبق وحتى عندما كانت النتيجة هدفين لواحد لم يتوقفوا، ما قام به الجمهور غير مبرر وغير مفهوم”، وواصل: “حتى اللاعبين يدركون ما يحدث منذ بداياتي مع المنتخب، وحتى لما فزنا كان السيناريو مشابها، وهو ما جعل براهيمي يغضب وتوجّه إلى الجمهور وقال لهم صراحة لم نفهم هذا التصرف نحن المنتخب الوطني الجزائري”، وعلّل قائلا: “منتخب الرأس الأخضر انهزم برباعية ضد بوركينافاسو وتنقل اليوم إلى الجزائر وفاز علينا والناخب هنا بجانبي ويعمل في هدوء، لماذا كل هذا التهجم على المنتخب وعلى المدرب، وأقولها بكل أسف أنا حزين لما يحدث، والجمهور لم يحترم الماضي وما قدمته للكرة الجزائرية وقاموا بشتمي”.
وكشف “ماجر” بأن الهزيمة أمام الرأس الأخضر سيستفيد منها الطاقم الفني لتصحيح الأخطاء قبل اللقاء الرسمي ضد المنتخب الغامبي في تصفيات كاس أمم إفريقيا 2019، “سنحاول الاستفادة من هذا اللقاء وتصحيح الأخطاء، حتى ولو ننهزم ضد البرتغال، الأهم هي مباراة غامبيا وقبلها سنكون قد حضرنا منتخبا قويا سيتأهل إلى كأس أمم إفريقيا ويذهب بعيدا في النهائيات، ثقوا بنا لأننا نملك منتخب والدليل أن هناك لمسات ولعب جماعي في الشوط الأول”.