أنور باشطا..اسم يتذكّره عشّاق فريق مولودية الجزائر القدامى بالنظر لامكانياته ومساهمته الفعالة في النتائج الكبيرة لـ «العميد» في السبعينيات من القرن الماضي، حيث عرف بذكائه التكتيكي وقدرته في اللعب في مختلف المناصب، بالرغم من أنه كان اختصاصيا في وسط الميدان.
باشطا يعطي الحلول للمدربين الذين تعاقبوا على المولودية كونه يدافع بشكل جيد في وسط الميدان ويساهم في بناء الهجومات، ويبقى من اللاعبين الذين كتبوا المسيرة الذهبية للفريق العاصمي، كما أنه اللاعب الذي سجل هدف «العميد» في المباراة التاريخية للفريق أمام ريال مدريد بملعب سانتياغو بيرنابيو في مارس 1977، حيث خسرت المولودية بنتيجة 2 – 1 وأدت مباراة في القمة، حيث خادع باشطا حارس الريال ميغوا أنخال بقذفة قوية سكنت الشباك.
أنور باشطا من مواليد 9 ماي 1948 بالعاصمة، خريج «مدرسة أولمبي العناصر»، حيث تكوّن بشكل موفق في هذا الفريق الذي تخرج منه العديد من اللاعبين المميّزين في كرة القدم الجزائرية، وبفضل إمكانياته الكبيرة كان باشطا يلعب دائما في فئة عمرية «أكبر» من سنه، الأمر الذي جلب أنظار مسيري المولودية الذين «خطفوا» هذه الموهبة وانتقل «الفتى الواعد» الى العميد للمساهمة في تكوين «فريق الأحلام» من المولودية في عام 1967.
فقد «صعد» باشطا مع الجيل الذي سوف يسيطر بشكل كبير على المنافسات المحلية في كرة القدم الجزائرية، والمكتون من أسماء لامعة على غرار بتروني، باشي، دراوي، زنير، عمروس، كاوة....الذين أهدوا الجزائر أول كأس افريقيا للأندية عام 1976 في نهائي تاريخي أمام نادي حافيا كوناكري الغيني، وبعد مشوار ذهبي أمام أندية عملاقة أمثال الأهلي المصري وانوغورانجرس النيجيري.
وباشطا كان بمثابة المحور الرئيسي في فريق المولودية حيث يعد حلقة وصل بين الدفاع والهجوم، وبفضل تفانيه في العمل وتسييره الجيد لمشواره فانه بقي في المستوى لفترة طويلة في المولودية (من 1967 الى غاية 1980) أي 16 سنة كاملة شارك مع «العميد»، وجمع ألقابا عديدة.
فقد توّج باشطا بلقب البطولة 5 مرات ( 1972 – 1975 – 1976 - 1978 – 1979)، كأس الجزائر 3 مرات (1971 – 1973 – 1976)، كأس افريقيا للأندية البطلة (1976)، الكأس المغاربية للأندية الحائزة على الكأس (1972 – 1974)، ممّا يؤكّد تواجده لفترة طويلة في مستوى كبير رفقة لاعبين مميّزين طبعوا مسيرة كرة القدم الجزائرية.
كما لعب أنور باشطا في المنتخب الوطني لفترة قصيرة في عام 1968.
وبعد نهاية مشواره كلاعب تحوّل باشطا الى عالم التدريب ضمن فريق المولودية في الفئات الصغرى حيث ساهم في تكوين اللاعبين بفضل خبرته ورزانته، إلى جانب إشرافه على فريق الأكابر كمساعد مدرب في موسم 1990 – 1991.