كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، أمس، أن الجزائريين استهلكوا حوالي خمسة ملايين طن من الخضر والفواكه و40 ألف طن من اللحوم الحمراء والبيضاء خلال أسبوعين من شهر رمضان، في حين أكّد أن الأسعار لم تعرف انخفاضا كما كان متوقعا.
أوضح بولنوار أن أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه عرفت انخفاضا بشكل نسبي وطفيف فقط خلال النصف الأول من الشهر الفضيل، وذلك يعود إلى وفرة الإنتاج نوعا ما وتحسن الأجواء المناخية التي تسببت لا حقا في ارتفاع الأسعار بعد سقوط كميات معتبرة من الأمطار على بعض الولايات المنتجة، وهو ما حال دون جني المحاصيل التي كانت موجهة للأسواق في رمضان.
وأوضح بولنوار في ندوة صحفية حول تقديرات الاستهلاك خلال الأسبوعين الأولين لشهر رمضان نظمها بمقر الجمعية بالعاصمة أمس إلى أن عدم انخفاض الأسعار التي كان قد أوقاتها الجمعية راجع إلى استمرار ارتفاع الطلب على المواد الغذائية والخضر والفواكه واللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، هذه الأخيرة التي استهلك الجزائريون منها 40 ألف طن في ظرف أقل من خمسة عشر يوما.
ودافع رئيس جمعية التجار عن الإحصائيات التي تعدها الجمعية بشكل دوري حول الأسعار سيما بعد تعرضه لانتقاد من طرف وسائل إعلام بعد استمرار ارتفاع الأسعار إلى غاية منتصف شهر رمضان المبارك، في حين أكد أن الأسعار انخفضت بقيمة 30 دج في الكيلوغرام في الأسواق الوطنية.
وأشار بولنوار إلى إرتفاع الطلب على المواد الغذائية والخضر والفواكه واللحوم بنسبة 25 إلى 30 بالمائة مقارنة بما كان عليه قبل شهر من رمضان، وهو ما يؤكّد أن العرض سيحافظ على أسعاره وعرفت الأسعار ارتفاعا بسبب تهاطل الأمطار في مناطق معلقة من الوطن ما حال دون جني المحاصيل على غرار الولايات الساحلية.
وجدّدت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين أسباب إستمرار ارتفاع الأسعار إلى نقص الأسواق الجوارية التي تعمل على محاربة الاحتكار والمضاربة المسجلة في الأسواق الموازية، حيث قال بولنوار أن 500 بلدية عبر الوطن بحاجة إلى أسواق جوارية لتقريب المنتجات من المواطنين وتحسين النشاط التجاري بالنسبة للتجار والفلاحين الذين يعانون جملة من المشاكل البيروقراطية والتنظيمية.
وبرّر بولنوار إسهام الأسواق الجوارية في خفض الأسعار بلجوء الحكومة إلى فتح الأسواق التضامنية خلال شهر رمضان أو ما يعرف بأسواق الرحمة على مستوى الأحياء الشعبية الكبرى، الأمر الذي أدى إلى تراجع في أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه، في حين أكد أن الجمعية قدمت جملة من المقترحات لوزارة التجارة حول تمويل بناء الأسواق من طرف التجار عبر 48 ولاية بالتنسيق مع مصالح المحلية، وهو ما رحّبت به الوزارة ووعدت بدراسة المشروع مستقبلا.
سجّلت أسعار الخضر والفواكه أمس في أسواق الوطنية حسب مؤشرات بولنوار انخفاضا محسوسا وطفيفا، حيث سجلت البطاطا 60 دج والطماطم 120 دج، البصل الأخضر 50 دج والبصل الجاف 90 دج، الكوسا 120 دج، الفاصوليا 180 إلى 200دج. وبالنسبة للفواكه عرفت هي الأخرى تراجعا وبلغ سعر البطيخ الأحمر 60 دج، الخوخ 180 إلى 200 دج، المشمش 150دج، وشاء بولنوار إلى أن التقديرات المستقبلية خلال نهاية شهري ماي وأوت ستعرف الأسعار تراجعا مؤكدا حسب معطيات الفلاحين والمنتجين.