يعتبر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، بعد الإفطار وجهة العديد من سكان بونة، للاستمتاع بالطرب الأصيل، على غرار الأغنية الشعبية، الأندلسي، المالوف والحوزي والتي يحييها نخبة من الفنانين من مختلف جهات الوطن، في إطار المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية في طبعته الـ13.
عمالقة الفن الأصيل تعاقبوا على ركح “مجوبي” منذ انطلاق الفعالية، حيث أمتعوا رواد المسرح بوصلات موسيقية متنوعة، كان لها صداها وسط الجمهور الحاضر الذي تجاوب وتفاعل معها على مدار الفعالية، التي تعاقب عليها عمالقة المالوف والحوزي والتلمساني والأغنية الشعبية.
إقبال كبير لعشاق الطرب الأصيل
إقبال كبير يشهده المسرح الجهوي عز الدين مجوبي هذه الأيام، حيث يتوافد إليه سكان بونة من مختلف الأعمار والأجناس مباشرة بعد الإفطار، ليكون عشاق الطرب الأصيل على موعد مع باقة من الأغاني الراقية لكوكبة من النجوم الجزائريين، الذين أحيوا هذا المهرجان وصنعوا له مكانة راسخة ضمن مهرجانات بونة، حيث أصبح تقليدا سنويا ينتظرونه مع حلول الشهر الفضيل.
وقد تألق في هذا المهرجان عديد الفنانين، على غرار ضيف الشرف الفنان التونسي زياد غرسة الذي أمتع بأدائه الراقي كل من كان في القاعة، مقدما وصلات من الموروث الأندلسي، أين استهل السهرة الرمضانية بأغنيته “زاد النبي”، كما قدم وصلة أندلسية من تلحينه هي مزيج بين المالوف التونسي والحوزي الجزائري، وتألق في عديد الأغاني الذائعة الصيت على المستوى العربي، منها “وقفوا لبنات”، “واحد لغزيل” و«حرمت عليك نعاسي”.. وهي الأغاني التي أمتعت الحضور بقيادة المايستروكمال معطي، حيث غنى عشاق الأندلسي والمالوف معها وصفق لها، متبثا المكانة الكبيرة التي يتمتع بها الفنان التونسي زياد غرسة، الذي استهل جولته الفنية بالمهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية بعنابة، لتتواصل بعدد من ولايات الوطن، منها قسنطينة، تلمسان، بسكرة والجزائر العاصمة، تحت رعاية وزارة الثقافة.
كما كان الموعد خلال المهرجان مع الفنان القدير مبارك دخلة الذي أمتع بدوره جمهور “مجوبي” بباقة من أغانية الرائعة في طابع المالوف، والتي رافقتها زغاريد النسوة، اللواتي لم يتوانون في التصفيق أيضا له مع كل مقطوعة موسيقية يؤديها، وشارك أيضا في هذه السهرات الرمضانية الفنان سليم شافي والذي قدم رائعة “أنا الممحون بالغرام”، كما لم يفوت العنابيون سهرة الفنان الكبير عبد الرحمن القبي، حيث كانوا في الموعد للاستمتاع بفنه الأصيل، أين قدم مجموعة من الأغاني، على غرار التي يتغنى فيها بعمالقة الأغنية الشعبية الجزائرية منهم دحمان الحراشي والحاج محمد العنقى، لتختتم وصلاته الموسيقية بتصفيقات جمهوره مرددين “يحيا الشيخ”.
المهرجان يجوب بلديات عنابة
فاتح، روانة، حليم بن مقران، مراد جعفري، نصر الدين زعيمة، جوق المالوف لديار الأندلس.. كانوا بدورهم من بين العمالقة الذين لبوا دعوة المهرجان ودعوة سكان عنابة المتعطش للفن الفن الملتزم والأصيل، حيث أنعشوا بأغانيهم السهرات الرمضانية لجوهرة الشرق بونة، إلى جانب ورشة دار الثقافة لموسيقى الصنعة والفنون الأندلسية لمدينة عنابة، والتي كانت حاضرة بدورها حيث أدت وصلات من الموسيقى الكلاسيكية، كما لم تغب الفكاهة عن سهرات المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية، والتي نشطها الفنان “بيبو”، حيث صنع الابتسامة والفرجة على وجوه الحضور.
وتم خلال هذه الطبعة تكريم عدد من الفنانين المحليين من بينهم عائلة الراحل عبد العزيز زروق العازف على العود والناي، والمطرب صالح قاروم في طابع المالوف، إلى جانب حسان عبدلي في الأغنية الشعبية.
بهوالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي شهد أيضا تنظيم معرض للفنون التشكيلية لعمالقة الفن الجزائري، واللباس التقليدي لإبراز تراث وتاريخ مدينة بونة العريقة، حيث عرف بدوره إقبالا كبيرا من قبل الجمهور المتوافد على المسرح الجهوي، وفي إطار التظاهرة المنظمة من طرف محافظة المهرجان، بالتنسيق مع مديرية الثقافة بالولاية والمسرح الجهوي لعنابة، تجوب قافلة موسيقية مختلف بلديات ولاية عنابة محملة ببرنامج فني ثري لتنشيط سهراتها الرمضانية.