كلف الرئيس الايطالي، سيرجيو ماتاريلا، رسميا، أمس، رجل الاقتصاد المؤيد للتقشف كارلو كوتاريلي بتشكيل حكومة تكنوقراط، على إثر تخلي المحامي جوزيبي كونتي عن تشكيل الطاقم التنفيذي بعد رفض الرئيس ماتاريلا تمرير التشكيلة الجديدة للحكومة بعد ضمها وزير اقتصاد مشكك في الاتحاد الأوروبي. قال الأمين العام للرئاسة أوغو زامبيتي، للصحافيين إن الرئيس ماتاريلا استقبل كوتاريلي، وطلب منه تشكيل حكومة.
تواجه إيطاليا احتمال العودة مجددا إلى صناديق الاقتراع بعد تخلي جوزيبي كونتي عن تكليفه تشكيل الحكومة إثر انهيار المحادثات مع الرئيس سيرجيو ماتاريلا بسبب رفض ضم وزير اقتصاد مشكك في الاتحاد الأوروبي. يضع كونتي، بقراره التنحي، البلاد في أزمة سياسية بعد نحو ثلاثة أشهر من انتخابات عامة لم تسفر عن أغلبية واضحة في البرلمان.
وكان كونتي (53 عاما) المحامي والسياسي، الذي اختارته حركة “خمس نجوم” المناهضة للمؤسسات وحزب الرابطة اليميني المتطرف لمنصب رئيس الوزراء يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي، وكان يتعين عليه تقديم تشكيلته التي يجب أن تحظى بموافقة، رئيس البلاد قبل عرضها على البرلمان لنيل الثقة، وصرح كونتي للصحافيين بعد خروجه من اجتماع مع الرئيس الإيطالي “تخليت عن تكليفي تشكيل حكومة التغيير”.
أكد الرئيس الايطالي أن حركة “خمس نجوم” وحزب الرابطة بتسميتهما باولو سافونا وزيرا للاقتصاد نسفتا تكليف كونتي تشكيل الحكومة، حيث يعتبر سافونا (81 عاما) المناوئ للاتحاد الاوروبي، في كتابه الأخير “مثل كابوس وحلم” الأورو بأنه “قفص ألماني” ويقول إن إيطاليا تحتاج إلى خطة للخروج من العملة الأوروبية الموحدة “إذا اقتضى الأمر”.
ويتوقع المتتبعون، أن تعود البلاد مجددا إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع بعد ثلاثة أشهر من انتخابات لم يحظ فيها أي حزب بأغلبية مريحة في البرلمان تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.
عمل كوتاريلي في “صندوق النقد الدولي” بين 2008 و2013 وأصبح يعرف بـ«السيد مقص” بسبب خفضه الانفاق العام في ايطاليا، لكن نيله موافقة البرلمان حيث تحظى حركة “خمس نجوم” وحزب “الرابطة” بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ لن يكون سهلا.