شددت وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي أمس لدى معاينتها وحدة إنتاج السماد العضوي الواقعة بالكرمة، جنوب وهران على ضرورة احترام معايير رسكلة النفايات وتحويل المخلفات إلى منتجات جديدة لها فوائد اقتصادية وبيئية، انطلاقا من إعادة استغلال وتحويل النفايات الخضراء والعشبية والغذائية القابلة لإعادة التدوير.
كما دعت زرواطي على هامش زيارة تفقدية للقطاع إلى إشراك الجامعة الجزائرية ومختلف الفاعلين لإنجاح هذه الإستراتيجية وتكون فعّالة في عملية الحفاظ على البيئة وسلامتها، مع ضرورة إنشاء مخبر لمعالجة عينات المواد المحولة على مستوى وحدة إنتاج السماد العضوي بالكرمة والتي تقوم يوميا بتحويل 9 طن من بقايا الخضر والفواكه إلى سماد عضوي ومن تم بيعه إلى المربين.
كما تفقدت الوزيرة في إطار زيارتها سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة، محطة إنتاج الطاقة الشمسية، حيث أعطت توجيهات بتوسيع المشروع، من منطلق ترشيد النفقات والاستغلال العقلاني للطاقة الشمسية، التي مكنت السوق من تقليص حجم استغلال الكهرباء بنحو 40٪، ما ساهم في تقليص فاتورة الكهرباء.
وأكد مدير السوق بأنه سيتم مع نهاية السنة الجارية الاستغناء بالكامل عن الطاقة الكهربائية المباشرة وتعويضها بالطاقة الشمسية، مع التفكير في بيع هذه الطاقة للمؤسسات والشركات الموجودة بالمنطقة، ما سيرفع من مداخيل السوق، وفقما أشار إليه.
وبخصوص مشروع تحويل النفايات الخضراء إلى أسمدة عضوية، والذي كان والي وهران قد وافق عليه واختيرت له أرضية بجوار السوق، أكد المدير العام للسوق بأن المشروع يعد أول تجربة من نوعها في تحويل النفايات الخضراء إلى أسمدة عضوية بالنظر للكميات الكبيرة من النفايات التي يخلفها يوميا التجار بالسوق والتي ستوجه مباشرة للتحويل إلى سماد عضوي.
كما أشارت الوزيرة إلى أنّ وهران تتربع على أكبر مفرغة ببلدية الكرمة التي تبلغ مساحتها 85 هكتارا، وبعد أن نجحت السلطات في تحويل نفاياتها إلى مركز الردم التقني لحاسي بونيف، أكدت بأنه سيتم إزالتها كليا وتهيئتها بدعم من القطاع من خلال تخصيص مبلغ قدره 150 مليار سنتيمن بهدف تحويلها إلى حظيرة للتسلية والترفيه.
كما تفقدت الوزيرة المدرسة الابتدائية 20 أوت الواقعة بنفس البلدية والتي تعد نموذجا لمشروع الفرز الانتقائي، حيث تمكنت المدرسة بوسائل بسيطة وبمساهمة أولياء التلاميذ وقدامى المعلمين والمعلمات من خلق حديقة مصغرة، أثنت عليها الوزيرة ودعت إلى تعميمها على باقي المؤسسات التربوية.
إطلاق مبادرة 10 آلاف قفة ورقية للقضاء على الأكياس البلاستيكية
كما أعلنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة خلال ندوة صحفية عن إطلاق مبادرة 10 آلاف قفة ورقية عبر مختلف الأسواق الشعبية بالجزائر، وهو المشروع الذي يهدف حسبها إلى تشجيع المواطنين على التخلي عن الأكياس البلاستيكية المضرة بالبيئة، ومن المنتظر أن يتم تعميم هذه التجربة عبر على كامل القطر الجزائري.
وبخصوص ظاهرة الإسراف وهدر الأغذية، قالت الوزيرة بأنّه لا يمكن إعطاء أرقام دقيقة عن الظاهرة، سيما ونحن في الأيام العشر الأولى من الشهر الفضيل، داعية في الوقت نفسه جميع الأئمة عبر المساجد إلى تحسيس المواطنين بتفادي هذا السلوك المشين.
من جهة أخرى، أكّدت الوزيرة مساعي مصالحها إلى الرفع من قيمة وقدرة تسيير مراكز الردم بهدف تحسين الأداء والتشجيع المتواصل لاسترجاع المواد الأولية، ولا سيما في مناطق النشاط الاقتصادي، مع إلزام جميع الصناعيين وأصحاب المشاريع السكنية بدفع الجباية الخاصة بمخلفاتهم الصلبة.
واعتبرت أنّ حجم التحصيل الضريبي على المؤسسات الملوثة بعاصمة الغرب الجزائري المقدر بـ3٪ «ضئيل جدا» بالنسبة لمدينة بحجم ولاية وهران، ما جعلها تطالب برفع القيمة المحصلة، كما دعت إلى تحسين جباية جمع النفايات من قبل رؤساء البلديات وكذا القيام بدراسات متكاملة في جمع وفرز القمامة.