طباعة هذه الصفحة

قايد صالح يشيد بالنتائج الهامة المحققة ميدانيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

الشعب

مواصلة للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية، يقوم الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ابتداء من اليوم الأحد 27 ماي 2018، بزيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست.
الزيارة التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، تدخل في إطار الحرص الدائم والمستمر الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتكريس أسلوب التواصل مع الأفراد والاستماع إلى انشغالاتهم.
بعد مراسم الاستقبال، وبمدخل مقر قيادة الناحية، وقف السيد الفريق رفقة اللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية السادسة، وقفة ترحم على روح المجاهد المرحوم "هيباوي الوافي" الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار.
إثر ذلك التقى السيد الفريق بإطارات وأفراد الناحية، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو جميع الوحدات عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، ذكر من خلالها بالأهمية القصوى التي يكتسيها إقليم الناحية العسكرية السادسة بالنظر لموقعها الاستراتيجي البالغ الحساسية، منوها بالجهود المبذولة في حماية الحدود الجنوبية لبلادنا توافقا مع المقاربة الشاملة والمتعددة الأبعاد التي يتبناها الجيش الوطني الشعبي بتوجيه ودعم من فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني:
"إن غرس روح الانتصار في أذهان وعقول الأفراد العسكريين، وتلقينهم طرق ومناهج وأساليب تحقيقه ميدانيا، هو صلب الاهتمام الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، أهمية قصوى توافقا مع الحرص الذي ما انفك يـبديه فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على بلوغ كافة محاور الجهد التطويري لأهدافه السامية المرجوة بل المرسومة، ومن هنا تبرز أهمية المداومة على العمل ثم العمل، فـبـه وبـه فقط، يتضح المقياس الأوفى الدال على صوابية الحكم الصحيح والموضوعي على ثمار الجهود المبذولة وحصائد المساعي المنتهجة.
فتحقيقا لهذه الأهداف السالفة الذكر، كانت الناحية العسكرية السادسة وستبقى، بالنظر لموقعها الجغرافي الحساس، وامتداد حدودها واتساع رقعتها، محط اهتمام كبير بالنسبة للقيادة العليا، التي ترغب، بل وتسعى عمليا وميدانيا، في أن تسمو هذه الناحية وترتقي حصائل أعمالها أكثر فأكثر إلى المستوى المتوافق مع هذا الاهتمام ومع هذه الرعاية الممنوحة لها.
فلو قدر الله لأرض الجزائر أن تنطق يوما، لشهدت كل ذرة من ترابها الطاهر، على أنها تشعر بأمان شديد وبفخرلا يضاهى، وهي تعيش هذا التواصل التلقائي والطبيعي بين جيش التحرير الوطني وسليله الجيش الوطني الشعبي، هذا التواصل الذي امتزجت فيه الأنفاس، وترابطت عبره النفوس، وأصبحت الجزائر كما كانت أبدا، هي القاسم المشترك الأعظم الذي تمتلئ به القلوب، بل وتخفق من أجله الأفـئـدة.
تلكم هي المشاعر الفياضة التي يشعر بها كل فرد من أفراد الجيش الوطني الشعبي، وهو يؤدي واجبه الوطني، ويحمي حدود بلاده، ويداوم بمثابرة عالية على اكتساب كل عوامل جودة الأداء ومتطلبات التكامل المهني والوظيفي، بعزم أمضى وبإرادة أقوى".
السيد الفريق أشاد بالنتائج الهامة المحققة في الميدان في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها عبر إقليم الناحية العسكرية السادسة على غرار باقي النواحي العسكرية، والتي سمحت بالتصدي بطريقة صارمة وعازمة لهذه الآفات الخطيرة، مما ساهم في تعميم نعمة الأمن والأمان على جميع ربوع الوطن، وتمكين شعبنا من العيش في كنف الراحة التامة والاطمئنان الكامل:
"ففي خضم حرارة هذا التاريخ الوطني العظيم، يجتهد أفراد الجيش الوطني الشعبي اليوم، ويعملون بحس وطني مرهف وجياش على أن يكونوا في مستوى عظمة هذه الأمة وعظمة تاريخها الوطني، عمل لا يقتصر فقط على الإحاطة الكاملة بكل مقتضيات الجهد المهني الناجح، والمواظبة على اكتساب كافة متطلبات الأداء الموفق للمهام المنوطة، بل يشتمل أيضا على ضرورة حيازة متطلب نوعي وقوي آخر، وهو الترسيخ المستمر لجذور وشائج التواصل بينه وبين شعبه، لأنه يدرك ويعي جيدا، أن ذلك يمثل محفزا معنويا بالغ الأهمية يكفل الارتقاء بمستوى أداء المهام إلى درجاتها القصوى. 
ففي هذا السياق تحديدا، يدرك الجيش الوطني الشعبي أن حضوره الدائم إلى جانب إخوانه المواطنين ومثابرته المستمرة على توفير كافة عوامل الأمن والاستقرار على طول حدودنا الوطنية المديدة وفي كافة مناطق تواجدهم ، هو ما يمثل في حد ذاته مبعثا قويا من بواعث الشعور بالطمأنينة وراحة البال، ودافعا آخر من دوافع تمتين اللحمة بين الشعب وجيشه، ولنا في مدارس أشبال الأمة التي تزخر بها كل جهات وطننا، خير مثال على هذا التلاحم بين الشعب وجيشه في جنوبنا الكبير، وفي غيره من ربوع الوطن.
إن العمل على هدى رؤية واعية المقاصد، وواضحة الأهداف، يتم خلالها الأخذ في الاعتبار كافة التحديات التي يمكن مواجهتها ويعد لها عدتها، هي السبيل التي كفلت اليوم للجيش الوطني الشعبي بلوغ أقصى مستويات الكفاءة العملياتية، ومكنته من المحافظة على أعلى درجات الجاهزية القتالية في كل وقت وحين، والتكيف الملائم والصحيح مع كل المتغيرات والمستجدات ومع كل أشكال التهديد، وفي هذا الإطار، لا شك، أن مهمة مكافحة بقايا الإرهاب، هي مهمة متواصلة لن ينتهي مشوارها إلا بالقضاء، إن شاء الله تعالى وقوته، على هذه الآفة التي لم ولن تحول دون مواصلة الجزائر لمشوارها الآمن والمستقر".
وفي اجتماع ثان، ضم أركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وأركاناتهم، ومسؤولي المصالح الأمنية وكذا قادة الوحدات، استمع السيد الفريق إلى عرض شامل قدمه قائد الناحية حول الوضع العام والوضع الأمني السائد بإقليم الإختصاص، إضافة إلى عروض قادة القطاعات العملياتية ورؤساء مختلف المصالح الأمنية، بعدها ألقى السيد الفريق كلمة توجيهية أكد فيها أنه من الضروري أن يكون إطارات الجيش الوطني الشعبي على علم بوتيرة المتغيرات وتسارع الأحداث في العالم وعلى وعي تام بما تحمله من مخاطر وتهديدات، حتى يدركوا حجم التحديات التي يتعين عليهم رفعها، وحجم الجهود التي يستوجب عليهم بذلها، حاثا إياهم أن يظلوا دوما قدوة يقتدي بها مرؤوسوهم في كل مجالات المهنة العسكرية.