يركز البرنامج الثري الذي أعدته المحافظة السامية للأمازيغية لإحياء الذكرى الـ23 لإنشائها بولاية سكيكدة، على ضرورة الإسراع في مسار الادماج الاجتماعي للغة الامازيغية وترسيخ استعمالها. وأوضح لـ«وأج» الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد ان ندوة حول الأمازيغية مبرمجة عشية هذه الذكرى التي يتم الاحتفال بها يوم 27 ماي من كل سنة بمشاركة جامعيين ومثقفين وممثلين آخرين للمجتمع المدني». وأكد انه من المقرر تنظيم «صالون صغير» ومعرض يسرد المراحل التي ميزت مسار المحافظة السامية للأمازيغية. وبذات المناسبة أعلن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية عن اطلاق الرقم الاخضر (1066) المخصص لكل ما له علاقة باللغة الأمازيغية مثل الترجمة والتسمية الجغرافية. وحسب ذات المسؤول فإن الأمر يتعلق «بنشر الثقافة الأمازيغية وتعليم اللغة الأمازيغية»، مجددا التأكيد على ضرورة «اضفاء الطابع الاجتماعي على هذه اللغة وتوسيع استعمالها». وفي هذا الشأن أكد ان اختيار ولاية سكيكدة لتنظيم احتفالات احياء الذكرى الـ23 لإنشاء المحافظة السامية للأمازيغية «راجع لكون هذه الولاية تعد ضمن الولايات الـ10 التي لا تدرس فيها الأمازيغية في المؤسسات المدرسية»، مشيرا إلى ان الأمر يتعلق أيضا بفرصة لترقية تعليم الأمازيغية في هذه الولاية. وبهذه المناسبة جدد عصاد تأكيد التزام المحافظة السامية للأمازيغية بمواصلة عملها الرامي إلى توسيع تعليم اللغة الأمازيغية والمساهمة أيضا في تطوير وترقية الثقافة واللغة الأمازيغيتين.
التعاون والتشاور اللازمين بين كل الهيئات والفاعلين المعنيين
كما جدد عصاد التأكيد أن المحافظة السامية للأمازيغية «تواصل، بكل جهدها وفي إطار مهامها، عملها الرشيد من أجل تعزيز وترقية المكانة الطبيعية والشرعية للغة الأمازيغية في بلدنا من خلال أبعادها اللغوية والثقافية والتاريخية». وذكر نفس المسؤول أن «النقلة السياسية والدستورية المحرزة اخيرا تعتبر بلا شك مكسبا كبيرا، انتظرتها وأشادت بها المكونات الأساسية للوطن».وقال عصاد أن ترسيم اللغة الأمازيغية «سيوفر، بالتالي، ظروفا ملائمة جديدة للتكفل بها وترقيتها من جميع نواحي المجتمع وهذا في ظل التعاون والتشاور اللازمين بين كل الهيئات والفاعلين المعنيين». كما قال نفس المسؤول أن «اللمسات الأخيرة الجارية للاطار القانوني بخصوص تطبيق أحكام الدستور سيوفر للغة الأمازيغية الظروف الملائمة من أجل ترقيتها من الجانب الثقافي وارساء، في الجانب اللغوي، المناهج والأدوات العلمية والأكاديمية اللازمة».وفي هذا الصدد، أشار عصاد إلى أن الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية المنصوص عليها في القانون الأساسي «وفي ظل التشاور والتكامل في مختلف مراحل انشاءها ووضعها حيز الخدمة، يمكن لهذه الأخيرة ان تعتمد على كل الخبرة المكتسبة منذ أكثر من 20 سنة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية من أجل الاستفادة من جميع العناصر التي من شأنها ان تدعم أشغالها وأن
تثري على اللغة». وقال المسؤول ذاته أن المحافظة السامية للأمازيغية لا تزال «متفائلة وملتزمة من أجل ضمان مستقبل مزدهر للغة الأمازيغية»، مؤكدا أنه «لن يدخر أي جهد من أجل المساهمة في استكمال هذا المشروع الأساسي بالنسبة للأمة الجزائرية».