التصدي للجريمة المنظمة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية
أحيت الجزائر، أول أمس، اليوم العالمي لإفريقيا، والذي يصادف الذكرى الـ55 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، بالتأكيد على ضرورة تولي إفريقيا زمام الأمور في كل ما يتعلق بأمنها، والعمل على تحقيق الوحدة.
وتمّت مراسم الاحتفال بهذه الذكرى بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية على رأسها وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، وسفراء عدد من الدول بالجزائر.
ذكر وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، مساء، أول أمس، بالتزام الجزائر الدائم بعملية التكامل الاقتصادي للقارة الافريقية من خلال المجهودات التي تبذلها والامكانيات التي تسخّرها من اجل تجسيد مشاريع هيكلية اقليمية من شأنها تنمية قدرات القارة وتعزيز امكانياتها الاقتصادية.
وقال مساهل في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم «إفريقيا»: «يسعدني أن اذكر بالتزام الجزائر الدائم بعملية التكامل الاقتصادي للقارة الافريقية من خلال المجهودات التي تبذلها والامكانيات التي تسخرها من أجل تجسيد مشاريع هيكلية اقليمية من شأنها تنمية قدرات القارة وتعزيز امكانياتها الاقتصادية على غرار: الطريق السريع العابر للصحراء الجزائر/لاغوس والربط بالألياف البصرية عبر الصحراء الجزائر- ابوجا وخط انابيب الغاز الجزائر - لاغوس».
واشار الوزير، إلى أن تنفيذ المشاريع الاقليمية ذات البعد الاندماجي المحددة في اطار الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا والمدرجة في اجندة 2063، الى جانب المنطقة الافريقية للتجارة الحرة التي انبثقت عن القمة الاستثنائية بكيغالي في مارس الماضي، يشكّل «مكسبا هاما من شأنه المساهمة في ازدهار وتطور التجارة والاستثمارات البينية وبالتالي التسريع في وتيرة الاندماج القاري».
وأوضح مساهل في ذات السياق، أن «قرار الاتحاد الافريقي في يناير 2018، والقاضي بإطلاق السوق الموحدة للنقل الجوي الافريقي سيساهم في تحسين المواصلات داخل القارة وزيادة التجارة والاستثمارات وخلق وظائف جديدة».
أما على المستوى السياسي، اكد الوزير أن تنفيذ المنظومة الافريقية للأمن والسلام قد ساهم في «تحقيق نتائج هامة فيما يتعلّق بمنع الصراعات وتسويتها»، مشيرا أنه «على الرغم من أهمية هذه الانجازات، فإنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى ضخامة التحديات التي يطرحها عدم الاستقرار واللاأمن، واستمرار الصراعات وانتشار الإرهاب الذي يهدّد ويعيق الى حدّ كبير جهود التنمية التي تبذلها بلداننا (...) وقد أدت هذه التهديدات إلى ظهور العديد من الآفات مثل الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر وتدفقات الهجرة غير الشرعية التي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة».
منع نشوب الصراعات والتطرف على أساس سياسات فعّالة
وفي هذا السياق رحّب مساهل بالجهود الجماعية للبلدان الافريقية للتصدي بفعالية لهذه التحديات وتقليل انتشار الآفات، مبرزا بالمناسبة أهمية النهج المتبع في منع نشوب الصراعات على أساس سياسات فعالة لمنع التطرف وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل أفضل وسيلة للدفاع بشكل مستدام عن الأمن والاستقرار.
واضاف الوزير في هذا الصدد، أنه في سعيها الطويل لضمان استقرارها، «يجب على افريقيا تولي زمام الأمور في كل ما يتعلّق بأمنها، من خلال التسيير الذاتي لمسارات التسوية وترقية الحوار والمصالحة، التي تبقى أهم المتطلبات الضرورية للتوصّل الى حلول سلمية ومستدامة، وهذا ينطبق على الوضع في مالي وفي ليبيا، خاصة وفي مناطق اخرى في قارتنا».
استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو
وفيما يتعلّق بقضية الصحراء الغربية، أكد مساهل مجدّدا دعم الجزائر للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، بهدف استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، وذلك في أسرع وقت ودون شروط مسبقة وبحسن نية، من أجل التوصل الى حل سياسي وعادل ومقبول من الطرفين، يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وفقا للقرار الذي اعتمده مجلس الأمن في أبريل الماضي، مضيفا أن «الجزائر بصفتها دولة مجاورة، ستواصل كسابق عهدها دعمها لهاته الجهود، وكذا للجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي في هذا الشأن».
ومن جهة أخرى، أعرب مساهل عن امتنان الجزائر العميق لجميع الدول الافريقية وللاتحاد الافريقي للدعم الثمين الذي قدموه لتجسيد مبادرة اليوم العالمي للعيش معا في سلام والذي يصادف يوم 16 مايو، معتبرا أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 130 / 72، الذي أقر هذا اليوم، والذي اشتركت الجزائر والمجموعة الافريقية في تحريره، نابع في جوهره بشكل كبير من المبادئ والقيم الأساسية الافريقية مثل التضامن والتسامح واحترام الآخرين.
وأشاد الوزير بمناسبة الاحتفال بيوم «إفريقيا» بالأباء المؤسسين للتوجيه الافريقي ولنهضة إفريقيا الذين وضعوا بتاريخ 25 مايو 1963، أسس المنظمة الافريقية، ولجميع الذين طالما ناضلوا واستمروا في العمل منذ عهد الاستقلال من اجل اعطاء المعنى الكامل لتحرير القارة.