اكتفت جامعة امحمد بوقرة ببومرداس التي احتضنت الاحتفالات الرسمية لهذه السنة بوقفة رمزية مخلّدة لذكرى يوم الطالب المصادف لـ 19 ماي من كل سنة، فرغم أهمية الموعد والقرار التاريخي الذي اتخذه الطلبة سنة 1956 بترك مقاعد الدراسة والالتحاق جماعيا بالثورة، إلا أن الموعد لم يخرج عن تنظيم وقفة لم تتعد مربع المعلم التذكاري وتقديم قراءات على عجالة من قبل ممثلي الطلبة والمجاهدين.
رغم الحديث المتكرّر من قبل المهتمّين بالتاريخ الوطني على أهمية تكريس كل الجهود لغرس مبادئ الروح الوطنية، وتلقين فصول التاريخ ومآثر ثورة التحرير للطلبة والتلاميذ ومختلف الأجيال المتلاحقة بالتنسيق مع الهيئات المعنية من جامعة ومديرية التربية بهدف محاربة ظاهرة النسيان والتنكر لتضحيات الشهداء والرعيل الأول من المجاهدين، إلا أن الكثير من المحطّات تمر أحيانا مرور الكرام على هذه المؤسسات والقطاعات التربوية والتعليمية المهتمة بالدرجة الأولى في متابعة تجسيد هذا البرنامج في الميدان، وتحسيس الطّلبة والتلاميذ بواجب المشاركة الفعلية في تنظيم وإنجاح مختلف النشاطات الاحتفالية بمثل هذه المناسبات والمحطات التاريخية الهامة.
السّؤال الجوهري اليوم هو ما موقع المنظّمات الطلابية داخل المعاهد الجامعية بولاية بومرداس في لعب هذا الدور، وأخذ مشغل التوعية والتحسيس واحتضان مثل هذه الأحداث الوطنية وخاصة منها مناسبة 19 ماي باعتبارهم معنيّين بالدرجة الأولى بإحياء مآثر واستذكار تضحيات زملائهم من الطلبة في مرحلة كانت فيها ثورة التحرير تدخل منعرجا حاسما هي بحاجة إلى شبابها وإطاراتها من الطّلبة لرفع تحدي تسيير المرحلة القادمة، وأخذ سفينة الثورة إلى بر الأمان وتحقيق الاستقلال المنشود؟
أم أن الأدوار تغيّرت اليوم ولم يعد بمقدور مثل هذه المنظمات سوى قراءة كلمات سطحية في وقفة رمزية، وعجزهم في تنظيم أنشطة ثقافية وفكرية في مستوى الحدث، واستضافة شخصيات وطنية تاريخية وممثلي اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين الذين عايشوا وصنعوا إضراب الطلبة التاريخي، أم وجدوا فقط لممارسة نضال من نوع آخر يتعلق بتسيير الإضرابات المبرمجة حسب الحاجة والطلب وغلق مداخل الكليات للضغط على الإدارة ورئاسة الجامعة لتحقيق أغراض ضيقة بعيدا عن اهتمامات الطلبة وتحسين ظروف التمدرس ورفع المستوى التعليمي وبالتالي فإن رسالة الطالب لهذه السنة ضاعت مرتين، مرة مع تغييب الأنشطة ومرة مع تنكر من كان مفترضا أو هو مفترض لتسلم المشعل.
...وبجاية تحيي اليوم الوطني للطّالب بنشاطات ثريّة
أحيت ولاية بجاية، أمس، على غرار ولايات الوطن الذكرى 62 لليوم الوطني للطالب المصادفة لـ 19 ماي، والتي شكّلت مرحلة حاسمة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، والتفت حولها جميع فئات المجتمع، من بينهم طلبة الجامعات وثانويين، والذين شاركوا في مسيرة الكفاح المسلح، وضحّوا بمستقبلهم الدراسي من أجل الوقوف في وجه المستعمر الغاشم.
النشاطات المخلّدة لهذه المناسبة تضمّنت عدة تظاهرات فكرية، ثقافية ورياضية متنوّعة، شارك فيها طلبة التكوين المهني والعالي، كما تمّ توزيع جوائز وهدايا على المتفوّقين في المسابقات المنظّمة بالمناسبة، كما تمّ تنظيم معارض للصور والمقالات الصّحفية المخلّدة للثورة التحريرية، حيث أبرز هذا الحدث الذي حقق الأهداف المسطرة، بالتحاق فئة الطلبة والثانويين في الثورة، وهو الدعم الذي مكّن من إيصال صوت الجزائر إلى المحافل الدولية.
وبحسب المجاهد جودي أتومي لـ “الشعب”، فإنّ هذا الحدث يبرز وعي الطلبة الذين اختاروا التضحية بكل شيء، وغادروا مقاعد الدراسة بالجامعة والثانويات تلبية لنداء الوطن، والالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطنين، وصنعوا بذلك ملحمة تاريخية صنعها الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، حيث امتدت الانتفاضة الطلابية من الجامعات إلى مقاعد الثانويات، وانخرط بذلك الجميع في الثورة التحريرية، وتأكد التحاق الطلبة بصفوف الثوار، وبذلك خابت آمال فرنسا التي كانت تسعى إلى كسب النخبة الجزائرية، حتى تلعب دور الداعي للاندماج معها، لكن الجزائريون رفعوا شعار الوحدة الوطنية وهدفهم يتمثل في تحقيق استقلال الجزائر.
بجاية: بن النوي توهامي
..وبالجلفة: تأكيد على دور الطّالب بالأمس معركة التّحرير واليوم في معركة البناء
أحيا أمس متحف المجاهد الذكرى 62 لعيد الطالب المتزامن مع 19 ماي من كل سنة، وذلك بحضور والي ولاية الجلفة حمانة قنفاف والسلطات العسكرية والأمنية وممثلي الأسرة الثورية والمديرين التنفيذيين بالولاية والأسرة الجامعية، وذلك بإقامة معارض لنشاطات الطلبة وإنجازاتهم.
مدير المجاهدين قدور الشريف عمر فرحاتي في كلمته ذكر الحضور بمآثر الشهداء والمجاهدين، مؤكّدا على دور الطالب بالأمس في معركة التحرير واليوم في معركة بناء واستقرار الجزائر.
من جهته المجاهد جقبوب بن عبدي أشار إلى أهمية إحياء هذه المناسبة معرجا على الدور البارز للطلبة الجزائريين في الثورة التحريرية، أما الدكتورة أمينة قلاب فقد تطرّقت في كلمتها إلى مآثر الطلبة بالأمس وواجبهم في جزائر الاستقلال.
الجلفة: موسى بوغراب
...ومن البويرة يوم الطالب محطّة للاقتداء برسالة الشّهداء لبناء الوطن
أحيت ولاية البويرة وعلى غرار ولايات الوطن ذكرى 68 ليوم الطالب،حيث غادر فيها الطلبة مقاعد الجامعة يوم 19 ماي 1956 ولبّوا نداء الوطن والتحقوا بصفوف جبهة التحرير الوطني، وأعطوا النفس الجديد للثورة من جميع الجوانب خاصة الدبلوماسية.
وتحت شعار “بالعلم والمعرفة نصون الأمانة”، سطّر برنامج ثري تخليدا للحدث التاريخي، حيث اتّجه مصطفى ليماني والي ولاية البويرة رفقة أحمد بوتاتة رئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات المدنية والعسكرية إلى المعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية والأوقاف أين تمّ تكريم 60 من ثلة من الطلبة الذين ختموا القرآن للموسم الدراسي 2017 / 2018.
وذكر مدير الشؤون الدينية والأوقاف بدور الزوايا في تجنيد الجزائريين ضد المستعمر، كما تمّ إعطاء انطلاقة فعاليات مسابقة التصفوية بين طلاب الزوايا في حفظ القرآن، والتي تجرى خلال شهر رمضان وستختتم في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، كما ألقيت محاضرة من طرف الأستاذ جمال شرفاوي باللغة الأمازيغية حول دور الزوايا في ثورة التحرير.
وبديوان مؤسسات الشباب أعطى وإلى الولاية إشارة انطلاق لقافلة فنية لتنشيط سهرات ليالي رمضان 2018، كما تمّ توزيع الوسائل البيداغوجية لفائدة أكاديمية الطفل بمبلغ 50.000 دج للحصة الواحدة.
وفي نفس السياق، تمّ تكريم آيت بن عمر سالم الذي كرّس حياته في خدمة الإنسانية أين كان على رأس عدة جمعيات من بينها التبرع بالدم
والهلال الأحمر الجزائري، كما زار الوفد الرسمي معرضا لصور أبطال الثورة الجزائرية وقام بافتتاح قاعة رياضة خاصة بالنساء، حيث دعا والى الولاية الشباب بأخذ العبرة من هذه المناسب والاقتداء برسالة الشّهداء خدمة للوطن.
البويرة: ع ــ نايت رمضان
...وطلبة جامعة المدية يعلنون وفاءهم المطلق لشهداء 19 ماي الخالد
أحيت جامعة الشّهيد يحيى فارس بالمدية صبيحة أمس تظاهرة عيد الطالب تحت شعار “بالعلم والمعرفة نصون الأمانة” وسط كليتي العلوم الإنسانية والآداب واللغات بحضور السلطات المحلية واللجنة الأمنية تقدمهم والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي والأسرة الثورية وممثلي الشعب بالغرفتين.
أكّد ممثلو طلبة هذه الجامعة عقب تدخّل عميد الأئمة بدائرة المدية، بأن نظرائهم من شهداء الوطن كانوا شبابا من سلالة شعب قارع الاستعمار طيلة 132 سنة، وآثروا التضحية بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرّة كريمة، كما تطلّعت عيونهم لصعود سلم المجد بتدوين أسمائهم في سجل الخالدين عوض تحصيل شهادات مختومة بختم المستعمر، دنّس أرضهم وهتك عرضهم ومسّ قيمهم وشوّه تاريخهم.
أكّد المتدخلّون رغم قلّتهم في هذا المحفل بأنّ الطالب الجزائري الثائر الذي استبدل القلم بالبندقية، هو الطالب الذي استوعب الدرس وحمل الرسالة وتحمل المسؤولية، فكان الجسر الموصل لتحصيل حريته وانعتاق شعبه، فكان عربونها قوافل من الشهداء من الطلبة والطالبات منهم قاسم زدور، عمارة رشيد، طالب عبد الرحمان ويحيى فارس الذي تشرفت جامعتهم بحمل اسمه، فضلا على أن هذه الهبة كبدت ما يزيد عن 60 تلميذ وتلميذة من ثانوية الدكتور امحمد بن شنب فمنهم من قضى نحبه كالشهيد امام الياس ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا كالأستاذ محمود اسكندر.
واستطرد هؤلاء قولهم بإعلان عزمهم بالإقتداء بأسلافهم “هممنا من هممهم وإرادتنا من عزيمتهم في تحمل مسؤولية خدمة وطننا المفدى والذود عنه من كل الخطوب التي تتهدّده أكثر من أي وقت مضى، بما يتربّص ببلدنا وما يحاك ضده من دسائس ومؤامرات”، مبدين أيضا استعدادهم في ذلك من خلال عظمة تاريخ الجزائر وتضحيات أسلافهم التي ترعى سيادة البلاد وبسلاح العلم الذي بدونه لا يمكن تحقيق السؤدد المنشود ورفاهية الشعب”.
واختتم المتدخّلون بالقول: “سنكون أكثر تمسّكا بوحدتنا الوطنية وصونا لحدودنا، وواقفين صفا واحدا إلى جانب قيادتنا الرشيدة والإرادة الصلبة لجيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني المرابط على الحدود، ولكل الأسلاك الساهرة على أمن واستقرار الجزائر”.
المدية: علي ملياني
...ومن عاصمة الأهقار مداخلات تاريخية وأنشطة ثقافية بالمناسبة
خلّد المركز الجامعي الحاج موسى أق أخاموخ بعاصمة الأهقار، على غرار باقي ولايات الوطن، الذكرى 62 للعيد الوطني للطالب والمصادف لتاريخ 19 ماي من كل سنة، بمجموعة من الأنشطة التاريخية والثقافية، بحضور السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية (دومي جيلالي).
أكّد أستاذ التاريخ المعاصر بالمركز كديدة مبارك في مداخلته التاريخية، التي عرج فيها على الحدث التاريخي، بضرورة المحافظة على المكتسبات المتوفّرة للطّالب في الوقت الحالي، مطالبا إيّاه بحتمية مضاعفة الجهد لرقي وتطوير الوطن، ومواصلة مسيرة الآباء والأجداد الذين كافحوا في مثل هذا اليوم منذ 62 سنة، من أجل أن ينهل الطلبة من العلوم والمعرفة من أساتذة وطنيين، في وقت لم تكن في متناولهم في ذلك الوقت.
تخلّل الاحتفال أنشطة ثقافية متنوعة على غرار قصائد شعرية تناولت الذكرى الوطنية، والتي أبدع في إلقائها شعراء من طلبة المركز، وعرض مسرحي بالمناسبة لجمعية صرخة الركح للمسرح والفنون الدرامية، سلّطوا فيه الضوء على مسيرة كفاح الطالب منذ الثورة التحريرية وإلى غاية يومنا هذا، ليختتم الاحتفال بتوزيع تكريمات للمتفوّقين في بعض الأنشطة المنظمة بالمناسبة.
تمنراست: محمد الصالح بن حود