طباعة هذه الصفحة

دعت إلى تلقين الصفات الحميدة من الأمير عبد القادر إلى الرئيس بوتفليقة

بن غبريت : ضرورة تدريس التفاف الشعب الجزائري حول قادته

فريال بوشوية

قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، أن إدراج فترة العشرية السوداء لارتباطها بالتعايش والسلم، في البرامج الدراسية، يقتضي تفكير معمق كون تناولها من الزاوية البيداغوجية مؤلما، وذكرت في سياق حديثها عن مقترح الجزائر الذي تبنته الأمم المتحدة، ممثلا في «العيش معا في سلام الذي صادف أمس، بأنه رفع من قبل المنظمة الدولية غير الحكومية للتصوف العلوي، وحظي برعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما شددت على ضرورة تدريس التفاف الشعب الجزائري حول قادته من الأمير عبد القادر الى رئيس الجمهورية، لتكون مقومات للوحدة والتماسك وسلامة التراب الوطني.
حرصت المسؤولة الأولى على قطاع التربية الوطنية، في كلمة ألقتها أمس لدى إشرافها على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول «ثقافة السلام والعيش معا عند عالم مسلم في القران التاسع عشر، الأمير عبد القادر الجزائري»، المتزامن وإحياء اليوم العالمي للعيش معا في سلام المقترح من الجزائر، على التوضيح بأنها قدمت تعليمات تخص تكريس المسعى في المضامين والدعائم التعليمية، لتكون هذه الأبعاد «ركيزة نعتمد عليها في تعزيز التلاحم الوطني والوحدة الوطنية وسلامة ترابنا».
وأفادت في السياق، بان جهود القطاع في هذا الاتجاه للحفاظ على هذا المكسب القيم، مكسب «حمله المجتمع المدني وكرسته الدولة الجزائرية بالداخل، ورفعته عاليا في المحافل الدولية»، مشددة على ضرورة عدم توقف القوى الحية في البلاد عن الحفاظ عليه، باعتباره مكسب سلم وسلام بأبعاده التاريخية والسياسية والثقافية، كما ينبغي حسبها «العمل على تسويق هذه التجربة الوطنية الفريدة من نوعها، كموروث إنساني ينبغي تقاسمه مع غيرنا من الأمم».
«ان قدرة الشعب الجزائري على التكيف والتجدد، بالتفافه حول قادته السياسيين والقوات التي تصون أمنه من الأمير عبد القادر إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة» ـ أضافت تقول بن غبريت ـ « يجب أن تدرس لأطفالنا، حتى تكون إحدى مقومات وحدتنا وتماسكنا الاجتماعي ووحدة وسلامة ترابنا»، مؤكدة العمل على «تقديم معالم شخصية الأمير عبد القادر الجزائري، وتراثه الفكري والعلمي والسياسي للأجيال الصاعدة، في مختلف صوره من الفيلسوف الصوفي والمقاوم ورجل السلام أو الداعين إلى تقنين القانون الدولي للإنسان».
كما ذكرت في السياق بغايات التربية التي أسس لها الإصلاح الذي قام به الرئيس بوتفليقة، ممثلة في «ركائز مجتمع متمسك بالسلم والديمقراطية، متفتح على العالمية والرقي قيم ومواقف لها صلة على الخصوص بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة والعدالة الاجتماعية»، ونبهت إلى أنه «بعد الخروج من الأزمة السياسية والأمنية الدامية التي عرفتها الجزائر، كان الهدف استقرار المجتمع من خلال المدرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية.
ولم تفوت وزيرة التربية الوطنية المناسبة لتعدد الرهانات المفروضة على المجتمع، ذكرت منها  «استعمار دام حوالي قرنين، 60 سنة من الاستقلال تطلب الكثير من الجهود والتضحيات لتحقيق تنمية شاملة وإعادة بناء ما خرب خاصة أثناء المأساة الوطنية التي دامت أكثر من سنة»، ومن هذا المنطلق عملت المدرسة على «ضمان اكتساب التلاميذ معارف في مختلف مجالات المواد التعليمية، وتحكمهم في أدوات المعرفة الفكرية والمنهجية إلى جانب تنشئتهم على قيم المواطنة».
والى ذلك عملت المدرسة أيضا على «تثمين المرجعية الدينية الوطنية والتراث التاريخي والجغرافي واللغوي والثقافي للجزائر، من هنا جاءت رسائل حسيبة بن بوعلي وزبانة والعقيد لطفي في الدرس الافتتاحي للموسم الدراسي 2016/2017 ‘، وكذا على «إدراج التراث الثقافي المحلي والوطني في التعليم من خلال إبراز موروث  مختلف مناطق البلاد في المضامين التعليمية».
وبعدما أشارت إلى أبرز جهود الأمير عبد القادر الذي حرر «ميثاق حفظ ضحايا الحرب وحفظ حقوق الأسرى، والذي كان سباق إلى استخدام مصطلح حقوق الإنسان، وبدفاعه عن الأقليات غير المسلمة، قيم جزائرية محضة كرسها دستور العام 2016 ، أكدت أنها «صورة الجزائر التي نريد تسويقها وتقديمها للأجيال الصاعدة، صورة بلد يكافح من أجل تطوره في ظل السلم والتفتح على الغير، مع الاعتزاز بتاريخه الممتد عبر آلاف السنين، وقيمه الروحية، دون إغفال الحداثة والعصرنة».
وفي ردها على سؤال يخص تدريس فترة العشرية السوداء في المقررات الدراسية، على هامش الملتقى، قالت «ربما يجب التفكير المعمق فيها، وان كان تناولها من الزاوية البيداغوجية مؤلما، لأن الجزائر ما تزال حزينة»، مذكرة بالتجربة الأليمة وبمكافحة الجزائر الإرهاب لوحدها.
من جهته، أكد مدير كرسي اليونيسكو الأمير عبد القادر لحقوق الإنسان عصام طوالبي، خلال الملتقى  المنظم من قبل كرسي اليونسكو والمنظمة غير الحكومية للتصوف العلوي، أن ما يميز يوم التعايش معا في سلم، أن الجزائر حاملة المشروع، وهي التي دفعت ثمنا باهظا إبان الثورة التحريرية وخلال المأساة الوطنية، الجزائر حاملة قيم العيش معا، أرض وسط لعديد الحضارات والديانات، كما أن المبادرة ليست نتيجة مسعى سياسي محض، مذكرا بأن الزاوية العلوية مدرسة للتسامح والحوار الديني، مذكرا بمؤسس ثقافة الرحمة  والمحبة ممثلا في شخص الأمير عبد القادر الجزائري.