اختتم مساء أول أمس بالمسرح الجهوي صراط بومدين الملتقى الأكاديمي حول المسرح الهاوي، وتضمّن في برنامجه محاضرات لأساتذة جامعيين قدموا من مختلف ولايات الوطن إلى جانب مائدة مستديرة، حيث ناقش فيها الحضور من مدراء المصالح والممثلين وكذا مسرح الهواة في الجزائر.
مدير المسرح سعيدي مرزوق متحدّثا لجريدة «الشعب»: «احتفلت سعيدة في هذا اليومين التاسع والعاشر من هذا الشهر، وهو احتضان الملتقى الذي ناقشنا فيه رفقة الأساتذة المسرح الهاوي ونتذكر الأيام الجميلة التي يمر بها المسرح من خلال المحاضرات وكذا المائدة المستديرة التي نشطها مجموعة من الممارسين الهاوين وكذلك المحترفين، والهدف من هذا الملتقى هو أنّنا نقرّب الرؤيا إلى شبابنا اليوم من أجل أخذ العبرة، وأخذ صورة لأهمية المسرح الهاوي للعب الدور الكبير من الناحية الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية»، كما ركّز المشاركون في الملتقى حول المسرح الهاوي على تأثير السياق السياسي في العمل المسرحي خلال فترة السبعينيات، وأبرز الأساتذة الجامعيون والكتّاب المسرحيون المتدخّلون في هذا اللقاء الذي احتضنه مسرح صراط بومدين أهمية بروز الحركة المسرحية كعنصر أساسي وفعّال في توجيه الجمهور خلال تلك الفترة. الكاتب والأستاذ بوزيان بن عاشور القادم من وهران، أوضح في مداخلته حول المسرح خلال فترة السبعينيات أن العمل المسرحي خلال تلك الفترة كان لصيقا بالعمل السياسي بالنسبة لجميع الفرق المسرحية التي كانت تنشط، وأكد أن تلك المرحلة التي كانت تتميز بنمط اشتراكي في مختلف المجالات منها الاقتصادية والفلاحية والثقافية جعلت مختلف الفرق المسرحية الناشطة تتأثر بتلك النزعة الاشتراكية والسياسية وتوظفها في أعمالها المسرحية، واعتبر حاج ملياني القادم من مستغانم في مداخلة بعنوان «اتحاد الفرق المسرحية الهاوية - وهران - 1973 - 1976»، بأنّه لا يمكن أبدا وضع مقارنة بين الأعمال المسرحية التي كانت تنتج في وقت السبعينيات، وتلك المقدّمة في الوقت الراهن بالنظر للخصائص السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة من فترة إلى أخرى، وأشار إلى ضرورة إنشاء مركز أرشيف وطني خاص بالأعمال المسرحية بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة والرقمنة حتى يسهل على الطلبة والأساتذة والباحثين في الفن المسرحي جمع أكبر قدر من المعلومات وتوظيفها في مختلف بحوثها.