خيم الموت مساء امس على روح الفنانة المسرحية سكينة مكيو المعروفة في المشهد الثقافي والمسرحي باسم االممثلة صونيا ، حيث تعتبر الفقيدة من الجيل الاول الذي تخرج من معهد التكوين الدرامي ببرج الكيفان سنة 1973 ، ومثلت الى جانب قامات المسرح الجزائري ورافقت شخصيات فنية كبيرة ، فرضت وجودها ،وتميزها .. تاركة بصمة فنية تحمل مواصفات المرأة الحالمة بعالم يصرخ بدلالات الانسان داخلها.
بدأت تجربتها في الميدان الفني باكرا وهي لا تتجاوز سن السابعة عشر ، فقد جابهت كل العراقيل بداية من تحفظ الاسرة ورفضها المطلق لكون ابنتها ممثلة وتحدت تلك التقاليد ، ناهيك عن نظرة المجتمع لها وهي على خشبة المسرح لا تتعدى ال20 سنة من عمرها .
تعتبر الفقيدة من بين الممثلات المسرحيات البارزات في الوسط الفني الجزائري قبل انتقالها إلى عالم الإخراج والتأليف ، مثلما كانت ممثلة الجزائر في الخارج من خلال العروض التي كانت تقدمها في قاعات العرض والخشبة ، الامر نفسه كان عبر الشاشة الصغيرة من خلال المسلسلات والأفلام .
ظلت الفقيدة تحمل هموم المسرح في كل خرجاتها الميدانية مدافعة عن ابو الفنون داخل الوطن وخارجه ، تعمل في صمت ، عكس الملامح التي تحملها كإنسانة فوق الخشبة ، ولكنها سرعان ما اختفت عن الانظار ، وبدأ المرض يغيبها عن المسارح والأحبة ، الى ان عجل باختيارها لتكون قريبة من الرفيق الاعلى ونحن على ابواب شهر رمضان الكريم .وبفقدانها تكون الساحة المسرحية في الجزائر فقدت صوتا مسرحيا وفنانة كانت تصرخ دوما انا حضرية انا حضرية وينك يا حواس
عملت صونيا إلى جانب كل من المرحومين عزالدين مجوبي وعلولة كما عملت مع سيد أحمد أقومي، وامحمد بن قطاف وزياني الشريف عياد، وكمخرجة مسرحية، مقدمة اكثر من 55عرضا من بينها “حضرية والحواس “وهو عمل لمصطفى عياد ، عُينت مديرة لمعهد التكوين لبرج الكيفان، لتترأس فيما بعد المسرح الجهوي لولاية سكيكدة·