طباعة هذه الصفحة

هيثم عمايري المستشار الإعلامي لسفير دولة فلسطين بالجزائر لـ “الشعب”:

الشّعب الفلسطيني وحده من يقرّر مصير القدس وليس ترامب

حمزة محصول

ستكون أيام غضب عاصف ضد العصابات الصّهيونية

أكّد المستشار الإعلامي، لسفير دولة فلسطين في الجزائر، هيثم عمايري، أن العالم سيشهد أيام غضب كبيرة للشعب الفلسطيني رفضا لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وشدّد على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية في هذه الظّروف العصيبة، داعيا في الوقت ذاته البلدان العربية للتمسك بالأراضي المقدّسة.
لا يرى عمايري أهمية تقسيم النضالات الشعبية للفلسطينيين إلى مراحل معينة أو أسماء مرقمة كالانتفاضة رقم واحد واثنين، “لأن الشعب الفلسطيني ومنذ وطأت العصابات الصهيونية أرضه وهو منتفض ومناضل بشتى أنواع الوسائل والطرق”.
وأكّد في حوار لـ “الشعب”، أنّ المقاومة الشعبية السلمية من أنجع الوسائل وأكثرها فعالية لمواجهة “بلطجة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والجرائم اليومية للاحتلال الإسرائيلي”.
وبشأن ما أطلق عليه “يوم الغضب التاريخي”، المنتظر اليوم وغدا، والمتزامن مع ترسيم نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، قال العمايري أن “الشعب الفلسطيني في سنين من الغضب”.
وأوضح أنّ “يوم الغضب يحمل عنوانين: التمسك بحق العودة، وحماية المقدسات والدفاع عنها بكل قوة”، مؤكّدا أنّ من رسائله “إبلاغ العالم أن هذا الشّعب يذبح ويقتل كل يوم، ولا يوجد من يعطيه حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشّريف”.
وتابع: “سيكون يوم عاصف وانتفاضة كبيرة، والحقيقة أنه سيتبع بأيام غضب كبيرة وموجات عالية من الرفض للسياسات المتبعة من قبل الاحتلال الصهيوني وأمريكا”.
وأكّد على ضرورة استجابة العالم للشعب الفلسطيني، “فإذا كانت اعترفت الشرعية الدولية بالعصابات الصهيونية لابد أن تعترف بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
نريد السّلام ولكن..
وكشفت المستشار الإعلامي لسفير دولة فلسطين بالجزائر، أنّ مسيرات العودة التي انطلقت منذ 30 مارس الماضي قدّمت حتى الآن 58 شهيدا وأزيد من 7 آلاف جريح، وهذا دليل “على أن الشّعب أعلنها حمراء..نريدها خضراء ولكن إذا لم يسمع لنا ستكون حمراء”، مشدّدا “لن نكون الهنود الحمر في القرن الـ 21”.
وقال هيثم عمايري، أن الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال اسرائيلي غاشم، يعمل منذ 70 سنة على تهويد الأرض وإصدار القوانين العنصرية وتبديل أسماء الاماكن والمساس بالمقدسات، مؤكدا “اليوم وغدا والأيام القادمة ستشهد حشدا شعبيا في كافة الأراضي الفلسطينية، وفي نقاط التماس مع العدو الصهيوني إلى أن يتم التراجع عن القرارات المتخذة”.
وأكّد أهمية التشبث بالطابع السلمي لمسيرات العودة لأن الاحتلال الإسرائيلي يريد “جرّنا لمربّع التقتيل”.
ترامب لن ينتصر
وفي سياق متصل، اعتبر عمايري أن ترامب يمارس بلطجة سياسية بحق الفلسطينيين، وتجاه الاتحاد الأوروبي والصين وغيرها من الدول العالم خدمة للمصالح الصهيونية والأمريكية الضيقة.
ولفت إلى أن قراره في 06 ديسمبر الماضي، بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يعني “رفع حق العودة عن طاولة المفاوضات، وتصفية الثوابت الأساسية للقضية”.
وأفاد بأن الدولة الفلسطينية ليست في صراع مع الشعب الأمريكي ولكن مع الرئيس ترامب، واستشهد بقرار الرئيس محمود عباس الذي صرح به من مختلف المنابر” بأن أمريكا لم تعد وسيطا نزيها، ولن تكون شريكا وحيدا في عملية السّلام”، لأنه قفز على الشرعية الدولية وانحاز لصالح الاحتلال الصهيوني الذي يمارس إرهاب الدولة في كافة الأراضي الفلسطينية.
وأكّد عمايري، أن الشعب الفلسطيني “وحده من يقرر مستقبل القدس وليس ترامب من يفعل ذلك”، قائلا: “رغم هذا السواد نحن نرى الأمل والانتصار، وسيزول ترامب وإدارته وسيبقى الشّعب الفلسطيني”.
الوحدة الفلسطينية
وتأسّف عمايري لتأخّر تجسيد مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية، قائلا: “ما يؤلم في كل هذا هو الشّقاق الفلسطيني”، وعاد لرفض حركتي حماس والجهاد الاسلامي الدعوة لحضور اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني والانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصفا الأخيرة “بالحضن الدافئ والأرض الواحدة في السياسة”.
وأكّد أنّ الباب لازال مفتوحا للجميع للذهاب نحو نظام واحد وسلطة واحدة، “والعمل ضمن استراتيجية وطنية واضحة لمقاومة الاحتلال بشتى الوسائل بما فيها الكفاح المسلح”.
دعم الأصدقاء
في المقابل، اعتبر مستشار السفير الفلسطيني، بيانات الدعم والمساندة التي تلقتها الدولة الفلسطينية من الدول الصديقة وعلى رأسها بلدان الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية مهمة جدا.
وقال أن أوروبا وخاصة مجموعة الاتحاد الأوروبي باتت متيقنة من أن “قيام الدولة الفلسطينية هو الضامن الوحيد للاستقرار في المنطقة”.
 وأشار إلى دعم روسيا والصين إلى الشرعية الدولية الرافضة لقرار ترامب وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي معتبرا أنها “عامل استقرار مهم”، مضيفا “أن 228 صوّتت إلى جانب فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب وبالتالي فالعالم معنا”.

هبة الأشقاء
وبخصوص دعم الدول العربية للقضية الفلسطينية، في ظل المتغيرات الإقليمية التي طفت إلى السطح منذ عولمة “الحرب على الإرهاب” في الشرق الاوسط وبروز صراعات شرسة تحديدا مع إيران، أوضح المتحدث أن “الأشقاء في جامعة الدول العربية يعلنون صراحة في مختلف القرارات الصادرة عن الهيئة دعمهم المتواصل لحق الشعب الفلسطيني”.
واعتبر ما وصفه بالمواقف “الاستعراضية” لبعض الدول العربية مؤخرا، مساسا بجوهر القضية، مستدلا بقرارات القمة العربية سنة 2002، التي تمنع كل أشكال التطبيع مع المحتل إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكّد رفض بعض السلوكات التطبيعية الصادرة في شكل مبادرات رياضية أو ثقافية، قائلا: “على الشّقيق العربي الالتصاق بقرارات الجامعة العربية”، مضيفا: “إذا لم يتمسّك العرب بقضيتهم الأولى والأراضي المقدّسة بماذا سيتمسّكون؟”.