أكد والي معسكر محمد لبقى أمس خلال إشرافه على عملية توزيع قفة رمضان بمخازن الهلال الأحمر الجزائري، أن عدد المعوزين مرشح للتراجع إلى أقل من 41 ألف معوز بفعل الإجراءات و الترتيبات التي سعت إليها مصالحه لتبيان العدد الحقيقي للمعوزين الذين تحق لهم الاستفادة، حيث يبلغ عدد المعوزين حاليا حسب ذات المسؤول 41132 معوز و هو رقم أسفرت عنه نتائج التحقيق في قوائم المستفيدين من قفة رمضان بعد تطهيرها من العشوائية في انتقاء الأشخاص الذين تحق لهم الاستفادة من قفة رمضان وبعد أن رست احتياجات البلديات للعملية التضامنية على 73 ألف معوز.
وذكر محمد لبقى أن مصالحه قد رصدت مبلغ 206 مليون دينار ضمن تركيبة مالية مشكلة بين ميزانية مصالح النشاط الاجتماعي ومصالح الإدارة المحلية عن طريق هيئة الهلال الأحمر الجزائري لتغطية نفقات قفة رمضان واقتناء نحو 41244 طرد غذائي من المصانع مباشرة تجنبا للنفقات الإضافية الناجمة عن الرسوم الضريبية الأمر الذي مكّن من ترشيد المبلغ المرصود لقفة رمضان، وتمّ الانطلاق في توزيع الطرود الغذائية على 7 بلديات فقيرة عجزت عن تمويل العملية التضامنية، من بينها بلدية مطمور، عين افرص، قرجوم وعين أفكان التي تحصي هذا الموسم أقل من 350 عائلة معوزة عوض 3 آلاف عائلة كانت تستفيد من قفة رمضان في المواسم الماضية ببلدية عين افكان كمثال الأمر الذي تقيس عليه الإدارة المحلية تراجع عدد المعوزين بولاية معسكر بعد أن تمّ تسجيل 73 ألف معوز على أسس غير مدروسة، و اعتبر لبقى محمد تراجع عدد المعوزين بالولاية بالمؤشر الايجابي الذي يعكس تحسن الإطار المعيشي للمواطن، مؤكدا أن الرقم سيتضح أكثر بعد إعداد البطاقية الولائية للمعوزين.
في ذات السياق، لم يخف عدد من رؤساء المجالس البلدية بمعسكر تذمرهم من تقليص احتياجاتهم من قفة رمضان لاسيما بالنسبة للبلديات العاجزة عن تغطية احتياجاتها من العملية وتعتمد في ذلك على الحصة التي تقدمها السلطات الولائية من إعانات غذائية ، حيث ذكر أحد رؤساء بلديات الناحية الجنوبية للولاية تحفظ عن ذكر اسمه، أن تقليص عدد المستفيدين من قفة رمضان سيورط البلديات في مشاكل لا تحصى مع المقصيين من العملية، باعتبار أن البلديات لم تسلم من هذه المشاكل حتى في عز البحبوحة المالية حين كان عدد المعوزين يراوح 78 ألف عائلة بتراب الولاية ، ناهيك عن ما نتج من تقلص حصص مختلف برامج من ظروف اجتماعية صعبة بالنسبة للعديد من أرباب العائلات.
عمال النظافة في مأزق بسبب الإجراءات الجديدة
من جهة أخرى، يطرح الوضع العام للعملية التضامنية بولاية معسكر التي شملتها إجراءات تطهير قوائم المستفيدين من قفة رمضان، مسألة عمال النظافة المصنفين خارج الشريحة المعوزة بالنظر للمقاييس التي عملت عليها مصالح ولاية معسكر في تحديد من لهم الأحقية في الظفر بطرد غذائي، استنادا إلى أجور هذه الفئة التي تراوح 22 ألف دينار، ما يضع هذه الفئة في مأزق حاد، لاسيما وأنها لا تتقاضى أجورها بشكل منتظم وبدليل أن عمال النظافة التابعين للمؤسسة العمومية لرفع النفايات لم يستلموا بعد أجر شهرين متتاليين نظرا للظروف المالية التي تتخبط فيها مؤسستهم، وفي ذلك، يتوقع أن تتدخل هيئة الهلال الأحمر الجزائري بمنح نحو 400 كيس من مادة الفرينة لعمال النظافة لتغطية احتياجاتهم من مؤونة غذائية خلال الشهر الكريم، على أمل أن تتدخل السلطات الولائية لمعسكر بتخصيص حصة من الطرود الغذائية الكاملة المحتوى لهؤلاء العمال نظرا لظروف الفقر والعوز التي يتخبطون فيها نتيجة عدم تلاقيهم لأجورهم.