احتضن فرع نشاط مصب “أفال” التابع لشركة سوناطراك بوهران فعاليات اليوم الدراسي حول “ دمج الطاقات المتجددة في الإنارة العمومية”، والذي أقيم بمبادرة من المجلس الشعبي الولائي بحضور مختصين وباحثين جزائريين، تباحثوا خلالها السبل والآليات التقنية والاقتصادية الكفيلة لتحقيق التحول نحو منتج طاقوي جديد، باعتماد تقنية المصابيح الشمسية “ليد” التي تشحن بالطاقة الشمسية وتكون موزعة على طول الطرق والمحاور العامة.
يهدف الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة التابعة للمجلس الشعبي الولائي لوهران إلى مناقشة آخر التطورات في قطاع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتطوير الطاقات البديلة عبر الابتكار التكنولوجي، سعيا منهم لمسايرة السياسات الوطنية المسطرة لعقلنة وترشيد استهلاك الطاقة والتحول التدريجي نحو الطاقات المتجددة.
الباهية ترفع رهان الطاقة البديلة للتقليل من الفاتورة
ومن ايجابيات مصابيح “ليد” او “LED” أنها تعد طاقة نظيفة ومستدامة وتعمل لمدة طويلة ولا تحتاج إلى مواد نفطية ما يخفف من التلوث، حسبما أكّده نائب رئيس لجنة الصحة والنظافة والبيئة لوهران، السيد كهينة ثاني حزيم عمر.
كما أوضح حزيم عمر أنّها من المشاريع الناجحة والمربحة، لعدة اعتبارات تصبو الولاية نحو تحقيقها، أهمها انخفاض أجهزة توليد الطاقة من خلال أشعة الشمس والتي لم تكن متاحة في بداية ظهورها، وذلك بسبب أسعارها المرتفعة، بينما اليوم تستخدم في الكثير من المجالات ولاسيما في إنارة المصابيح.
كما كشف في معرض حديثه عن إحصاء ثلاثة “03” مدارس ابتدائية بوهران تم اختيارها نموذجا في مجال استعمال الطاقات النظيفة والمتجددة، ستكون جاهزة خلال الدخول المدرسي القادم، على غرار مدرسة عين البيضاء، وذلك تنفيذا لتعليمة صادرة عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية لما يصب في وعاء الحفاظ وتنويع الطاقات المتجددة.
وتراهن عاصمة الغرب الجزائري وهران على الطاقة البديلة للتقليل من فاتورة الإنارة العمومية للجماعات المحلية التي فاقت 13 مليار دج سنويا، بنسبة 77 بالمائة من إجمالي الطاقات التي تستعملها البلديات في حين أنّ مستحقاتها غير المدفوعة المترتبة عن هذه الفاتورة تقدر ب4.8 مليار دج، كما أن 80 بالمائة من الطاقة الكهربائية المنتجة في الجزائر تستعمل في الإنارة العمومية، وفق ما أشير إليه.
من جهته رئيس المجلس الشعبي الولائي، البروفيسور بوبكر محمد أكّد حاجة الجزائر إلى تنويع مصادر الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية والطاقة الريحية، مشيرا إلى إحصاء 320 بحث في مجال الطاقة الشمسية، وهو ما يحفز ويجعلنا نطمح يضيف المتحدث إلى بلوغ إنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقة آفاق 2030 وكذا السعي نحو تصدير الطاقة نحو الخارج.
وقال بوبكر ل«الشعب” إن “وهران لديها إمكانات هائلة من الطاقة الشمسية، ونسعى لاستثمار ذلك في خطّة التحول الطموحة من الطريقة الكلاسيكية في الإنارة العمومية بالكهرباء المنتجة من الغاز الطبيعي إلى إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية”، مؤكدا استعدادهم للقيام بمبادرات مشتركة مع مختلف المؤسسات المتخصصة وتعزيز الشركات والتعاون في هذا المجال.
كما أشار نفس المتحدث إلى المشاريع الهامة المنجزة في هذا المجال، أبرزها ربط المطار الدولي احمد بلة بالطاقة الشمسية وكذا سوق الجملة للخضر والفواكه، وسط محاولات بتصدير هذا النوع من الطاقة باستخدام الألواح الشمسية إلى نقاط أخرى بالولاية، على غرار ربط الأقطاب السكنية الجديدة.
مصدر التطور ينطلق من الجامعة
وشدّد فتوحي نائب رئيس مجمع سوناطراك لنشاطات التمييع والتكرير والبتروكيماويات (LRP) أو ما يعرف بنشاطات المصب (أفال) سابقا على ضرورة قيام الجامعة بدورها كاملا في صميم إستراتيجية الدولة وخطط الحكومة، من خلال المشاركة الفاعلة في نقل التكنولوجيا وتجاوزها إلى امتلاك المعرفة والقدرة على التطوير .
قال فتوحي في تصريح ل«الشعب” على هامش اليوم الدراسي حول استغلال الطاقة الشمسية في مجال الإنارة العمومية بوهران أن التطوير يمر عبر مكاتب الأبحاث والجامعات، التي اعتبرها من أهم مصادر التنمية وتحقيق الأهداف المتوخاة في كل المجالات، مبرزا “أن بداية أية تطور في العالم ينطلق من الجامعة”.
وأوضح محدّثنا أنّ خيار التوجه نحو إنتاج الطاقة المتجددة بواسطة المصادر غير التقليدية وإنجاحه بعاصمة الغرب الجزائري وغيرها من المدن يستلزم خطة طموحة، أساسها المؤسسات المتخصصة وعلى رأسها جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف، التي دعاها إلى نفض الغبار عليها ومواكبة المستجدات المعاصرة.
وأوصى في الختام بالعمل على تغيير الذهنيات والانتقال من سياسة الكلام والخطابات الرسمية والعروض في طرح المشاريع القائم على النظريات والأفكار والتنبؤ بالتوقعات إلى الاجتهاد والتميز في التجسيد الفعلي، مؤكدا مرّة أخرى أن ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي وإشراكها في تذليل الصعوبات ضرورة إستراتيجية وشرط مهم جدا لإنجاح البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة.
كما نوّه في سياق متّصل بفعاليات الملتقى ومحاور النقاش، لما لموضوع الطاقة النظيفة والمتجددة من أهمية بالغة وقصوى في تحريك وتدعيم اقتصاديات الدول والتأثير المباشر في مستقبلها وتطورها، مؤكدا على ضرورة تطوير التعليم وتنمية ملكة الإبداع والابتكار.