يستعد الشعب الفلسطيني، ليوم غضب عارم، غدا الاثنين، احتجاجا على تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وتكريسا لحق العودة إلى الأراضي المحتلة، ويتوقع أن تبلغ المسيرات الشعبية ذروتها.
قالت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار في غزة، أمس، إن يوم غد الاثنين سيكون يوما تاريخيا في مسيرات العودة”، ودعت الهيئة في مؤتمرٍ صحفي، جماهير الشعب الفلسطيني إلى “الاحتشاد الكبير في المناطق الشرقية لقطاع غزة ونقاط التماس في الضفة الغربية، وفي ساحة باب العامود بالقدس المحتلة، بدءا من الساعة 10 صباحا”.
وطالبت الهيئة برفع أصوات التكبير في كافة مساجد فلسطين، وقرع أجراس الكنائس، مغرب الأحد، في كل ربوع فلسطين”، داعية إلى “توقف حركة السير الساعة 12 ظهر اليوم مدة 5 دقائق، وإطلاق صافرات الإنذار في كل الأراضي الفلسطينية ومخيمات العودة”.
وقال عضو الهيئة خالد البطش “قرر شعبنا أن يكون الإثنين، يوما تاريخيا في مسيرات العودة”، داعيا العالم إلى “الإصغاء لمطالب الشعب الفلسطيني، وهي التمسك بحق العودة ورفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ورفض صفقة القرن”.
وطالب البطش “بضرورة الالتزام بالإجراءات التي أعلنتها الهيئة، المتمثلة في تعطيل المؤسسات العامة والجامعات ومرافق الحياة في غزة، من أجل التوجه للمشاركة في يوم الزحف الأكبر، باستثناء وسائل النقل التي ستنقل الجماهير للمناطق الشرقية”.
وأوضح أنه “بعد انتهاء فعاليات توقف حركة السير وانتهاء صافرات الإنذار، سنعلن عن انطلاق قافلة العودة الرمزية من الشاحنات التي ستحمل جموع اللاجئين”.
وأضاف، أن “الهيئة الوطنية لمسيرة العودة تدعو الفلسطينيين في الخارج والشتات، للتوجه للسفارات الإسرائيلية والأمريكية ومقرات الأمم المتحدة، للاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة”.
وأكد البطش على “استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، وعدم التراجع عن نضالنا من أجل تحقيق أهداف شعبنا، وعلى رأسها حق العودة الشرعي والقانوني”.
ذكرى النكبة
إلى ذلك، من المتوقع أن تصل فعاليات مسيرة العودة ذروتها، يوم الثلاثاء وسط دعوات لاجتياز السياج الأمني شرقي قطاع غزة، في محاولة للعودة إلى الأراضي المحتلة، وتطبيق القرارات الدولية بهذا الشأن، بعد عجز المجتمع الدولي.
وسيكون الثلاثاء 15 ماي، مناسبة لاستذكار “النكبة”، حيث من المقرر استمرار الاعتصامات والمظاهرات الشعبية، التي يعول عليها في إرغام المجتمع الدولي على التجاوب مع الحقوق الفسلطينية المهضومة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في تصريحات من مخيم العودة شرقي البريج، سنحول النكبة التي حلت بفلسطين إلى نكبة ستحل بإسرائيل والمشروع الصهيوني”.
وأكد “نحن على موعد مع الزحف الكبير في يوم 14 ماي سيزحف شعبنا في مخيمات لبنان على حدود فلسطين الشمالية كما يزحف أهلنا في الأردن إلى منطقة الكرامة التي تشرفعلى فلسطين”.
إدانة موقف رومانيا والتشيك والمجر
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ«شدة” مساعي كل من رومانيا والتشيك والمجر التي حاولت وبالتنسيق مع الكيان الإسرائيلي، منع إصدار الاتحاد الأوروبي لبيان يؤكد مواقفه السابقة المعارضة للقرار الامريكي اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، والرافضة لقرار نقل سفارة الولايات المتحدة إليها، ويتضمن أيضا أن وضع القدس يبقى للتفاوض وهي عاصمة للدولتين، وينص على أن دول الاتحاد لن تنقل سفاراتها إلى المدينة المقدسة.
تخوف إسرائيلي
ويتوقع الإعلام الإسرائيلي بأن يكون يوم ذكرى النكبة أكثر عنفا، وعلى نطاق واسع أكثر من أي حدث سبقه، ووفقا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين، فقد بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية في تعزيز كتائبها بشكل كبير في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويساور جيش الإحتلال القلق من أن تحاول “حماس” خلق اندفاع واسع وخارق للسياج؛ للسعي إلى خطف عساكر إسرائيليين.
ووفقا للتقييمات الإسرائيلية، من المتوقع أن يتظاهر 100 ألف متظاهر في 17 نقطة اشتعال على طول حدود غزة، مقارنة بخمس نقاط خلال احتجاجات يوم الجمعة الماضي.
ومن المحتمل، أن يبدي الجيش الإسرائيلي ردا عنيفا بدرجة قوة المسيرات الشعبية السلمية، ما قد ينجم عنه انزلاقات أمنية قد تؤدي إلى تفجير انتفاضة ثالثة.
تضامن بريطاني
تظاهر بريطانيون متضامنون مع الشعب الفلسطيني أمام السفارة الإسرائيلية في لندن احتجاجا على استمرار العنف الإسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين بقطاع غزة.
وجاءت المظاهرة التي دعت إليها منظمات بريطانية - منها حملة التضامن مع فلسطين ومنظمة أصدقاء الأقصى - إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية، وندّد المتظاهرون باستمرار إسرائيل في ممارساتها القمعية وسياسية التطهير العرقي للفلسطينيين بالأراضي المحتلة.
ميثاق القدس
أعلنت رابطة برلمانيون من أجل القدس (غير حكومية)، أمس، عن مشاركة نحو 3000 برلماني، في التوقيع على ميثاق القدس، المساند للحق الفلسطيني.
جاء الإعلان خلال ندوة صحفية، عقدت في مدينة إسطنبول، شارك بها أكثر من 50 برلماني، من تركيا والجزائر وتونس والسودان ومصر وفلسطين والأردن والعراق واليمن وليبيا.