إنشاء بنك للمعلومات لرصد مؤشرات الأسواق
سلّط المشاركون في المنتدى الوطني لترقية التصدير والتجارة الخارجية، الضوء على أهمية الانتهاء من بلورة الإستراتجية الوطنية للتصدير التي شارك بمقترحاتها جميع الفاعلين، وتحدثوا على ضرورة الانفتاح الكبير على السوق الإفريقية، ومنح التصدير أهمية كبيرة واعتباره تماما مثل الابتكار، كونه أحد مصادر الثروة ومن أجل تنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات، مع ضرورة التعجيل بإنشاء بنك للمعلومات حول الأسواق.
اعتبر هشام سعيدي رئيس مؤسسة الابتكار والاستشراف الاقتصادي التي أشرفت على تنظيم هذا المنتدى الأول من نوعه بشكل محكم، من خلال حرصها على حضور جميع المعنيين بدءا من المتعاملين الاقتصاديين إلى غاية الوزارات التي لديها صلة مباشرة، أن مسألة الصادرات تعد تماما مثل الابتكار من حيث الأهمية بالنسبة للدول المتقدمة.
ويرى أن عملية التصدير تبقى رهينة القانون الذي يمنحها الفعالية اللازمة، لذا تمّ فتح النقاش في هذا اللقاء كون الجزائر تحرص على تطوير شراكتها، وبفضل توجيهات رئيس الجمهورية تنفتح وتتجه نحو السوق الإفريقية التي تكتسي أهمية، علما أن الجزائر وقعت بتاريخ 21 مارس 2017، لإنشاء منطقة للتبادل الحر القاري، بهدف تعزيز الشراكة مع إفريقيا.
وفي الوقت الحالي الحكومة تعمل مع المركز الدولي للتجارة بهدف رسم معالم إستراتجية التصدير، وقال سعيدي أن مؤسستهم تطمح للمساهمة في رسم إستراتجية التصدير وإنشاء بنك للمعلومات حول الأسواق، مع استحداث فضاء افتراضي لربط الفاعلين والإنتاج الوطني، وكذا مشروع إنشاء فضاء مع إفريقيا للتصدير وفضاء للتلاقي والتوجيه بهدف تثمين المنتوج الوطني.
من جهته، ممثل وزير التجارة والأمين العام لوزارة التجارة بن غانم لحسن، أكد أنه في إطار تنويع الصادرات تجري عملية بلورة استراتجية وطنية للتصدير ستكون نتائجها جاهزة شهر جوان المقبل، أي إستراتجية جديدة توفر فرص ثنائية وجهوية للجزائر، أي هذه الإستراتجية سوف تأخذ بعين الاعتبار موقع الجزائر في المنطقة العربية وإفريقيا، وحتى يكون لها الدور الرئيسي، وذكر أن اللقاء يعد فرصة للجميع للحديث عن اندماج الاقتصاد الجزائري مع الاقتصاد العالمي.
وأشار ممثل وزير التجارة أنه من المقرّر أن تتضمن ذات الإستراتجية أهدافا على المدى البعيد، لمواجهة التحديات وكسب الرهانات واستغلال جميع الفرص وتنويع العرض والشركاء وتحرير المبادرات، ولم يخف بن غانم أن فتح النقاش من أجل تنويع وإنعاش الصادرات والتفكير في الإجراءات المثلى لترقية التصدير يكتسي أهمية كبيرة.
بينما بلقاسم بلقايد مدير ترقية ودعم التبادل الاقتصادي بوزارة الخارجية، راهن على الشراكة الإفريقية وضرورة تعزيزها من أجل تحقيق النمو الدائم وتحقيق دعم يرتكز على امتيازات اقتصادية، بالنظر إلى الموقع الفعال الذي تحتله الجزائر. وقال بلقايد أن الجزائر التزمت بإستراتجية ركزت فيها على أولوية إفريقيا ولأن الدول الإفريقية شريك المستقبل، وتحدث عن تحقيق الجزائر في السنوات الأخيرة للنمو ومستوى تنمية يؤهلها لأن تكون من أهم الدول الإفريقية.
وبهدف تنويع الاقتصاد والرفع من الصادرات خارج قطاع المحروقات، جسدت العديد من الإجراءات من بينها تحسين مناخ الأعمال من خلال تحيين قانون الاستثمار ومنح المستثمر امتيازات أكبر واستحداث لجنة لفحص ومرافقة المصدرين أي فتحت رواق للمصدرين.
وتطرّق ممثل وزارة الخارجية إلى المكاسب التي حققتها الجزائر لترقية صادراتها من بينها أرضية تحمل العديد من الإجراءات واستحداث سوق جيد في إفريقيا ومنطقة تبادل حرّ ومضاعفة التبادل مع الدول الإفريقية، والشراكة كذلك حسب تقديره تسمح بتصدير المادة الأولية للسوق الإفريقية وتنمي النسيج المؤسساتي.
وذكر بلقايد أن نسبة 3 بالمائة من الاستهلاك العالمي في آفاق عام 2030 سيكون في القارة السمراء، بالإضافة إلى أن إفريقيا تحظى بالمرتبة الثانية من حيث أنها السوق المهمة بعد القارة الأسياوية في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، أي يقدر حجم السوق سنويا 5 ملايير دولار.
في حين مراد خلفي ممثل وزير النقل ومدير عام بالوزارة، صرح بأن الطريق الصحراوي يعد هيكل أساسي للنقل والانفتاح على السوق الإفريقية وفك العزلة عن المناطق المحرومة، وتحدث عن مشروع لتعزيز النقل بواسطة السفن، حيث يوجد مشروع لاقتناء 16 سفينة لنقل مختلف البضائع وسفينة واحدة لنقل المسافرين، إلى جانب توفير شبكة مهمة للنقل، وتحديث شبكة بطول 4200 للسكك الحديدية.