تمكّنت مصالح الدرك والشّرطة في عمليات نوعية بتراب ولاية المسيلة من استرجاع العديد من القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية والمادية في إطار الحفاظ على التراث الوطني من النهب والسرقة والاتجار، وإعادة تسليمها لمديرية الثقافة والتي دورها وضعتها بمتحف الحضنة للاطلاع الجمهور عليها.
أجمع المتدخّلون من رجال الثقافة والدرك والشرطة خلال الندوة التي تمّ عقدها بمقر دار الثقافة قنفوذ الحملاوي نهاية الأسبوع، على استرجاع عدد هام ولا بأس به من القطع الأثرية عبر مدينة بوسعادة وأولاد دراج، في انتظار وصول قطع أخرى ما تزال لدى بعض المصالح الأمنية والثقافية ولدى السلطات القضائية قصد وضعها في متحف الحضنة ومتاحف أخرى يستطيع الجمهور الاطلاع عليها.
وفي ذات السياق، كشف العميد بشير بن يونس عن الأمن الوطني أنّ عملية استرجاع القطع الأثرية، وتوقيف المتهمين التي قامت بها مصالح الشرطة تمّت وفق معلومات تطلّبت قرابة ستة أشهر من البحث والتحري والعمل الميداني والاعتماد على عنصر الاستعلامات كلّلت باسترجاع هام من المحجوزات، فيما تزال حسب المتحدّث أجزاء أخرى في انتظار وصولها على مستوى مركز شاطو ناف بالعاصمة ووزارة الثقافة.
وأكّد عميد الشرطة بن يونس أنّ العملية التي تمّت على مستوى مدينة بوسعادة بقيادة محافظ الشرطة تشيشة فريد تمكنت من خلالها مصالح الشرطة من خلال وضع حد لنشاط مجموعة إجرامية مكوّنة من 03 أشخاص تنشط على مستوى عدة ولايات من الوطن من بينها مدينة بوسعادة، وتمّ استرجاع العديد من المحجوزات هي الآن قيد الخبرة التقنية ليتم تشكيل ملف قضائي وتقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية، فيما أشار مزعاش عبد المالك إطار مختص بمديرية الثقافة عند شرحه للمحجوزات التي كانت معروضة للحاضرين أنّ ضمن المحجوزات ما يعود تاريخه من 150 مليون سنة إلى 200 مليون سنة، وهي تعبر حسبه عن العديد من الحقب التاريخية التي مرت بها المنطقة خلال القرنين 17 و18.
من جانبه الرّائد فوضيل عن مجموعة الدرك نوّه إلى أنّ قضية حجز القطع الأثرية عولجت من طرف فصيلة الأبحاث بالمسيلة وفق قضيتين الأولى كانت في شهر جانفي 2017 من خلال بعض المعلومات التي وصلت إلى فصيلة الأبحاث مفادها وجود شبكة إجرامية مختصة في تهريب والمتاجرة بالآثار، واستغلالا لهاته المعلومات تم تشكيل فريق من المحققين والتوصل إلى هوية المتهمين ووضعهم تحت الرقابة الدائمة والمستمرة، حيث تم حسب ذات المتحدث مداهمتهم وهم بصدد القيام بصفقة بيع وتمّ اقتيادهم إلى التحقيق
وحجز 03 تماثيل منها 02 على شكل امرأة و01 على شكل رجل. وقطعتين من نحاس يحملان رسومات وكتابات هيروغليفية، وكذا حجز سوار يد نحاسي وأقراط كبيرة وقلادة نحاسية، في ما تمّ خلال العملية حسب الرائد توقيف 03 أشخاص يقطنون على مستوى بلدية أولاد عدي لقبالة.
أما في العملية الثانية حسب ما أدلى به الرائد فوضيل تمّ استرجاع قطع أثرية متأتية من عملية حفر على إثر معلومات تفيد بوجود ثلاث سيارات مشبوهة مركونة على حافة الطريق ليتم العثور على قطع أثرية مخبأة تحت المقعد الأمامي لإحدى السيارات والعثور على 11 قطعة نقدية أثرية أخرى لدى أحد المشتبه فيهم، وكذا صندوق معدني فارغ لجمع المجوهرات وقطع معدنية منحوت عليها وجه إنسان و11 قطعة أخرى معدنية صفراء اللون وكمية من الحجارة زجاجية اللون وبقايا حجرية وقطعة من القماش، وكذا توقيف 03 أشخاص ينحدرون من ولايتي البرج والمسيلة.
وفي ذات الشأن، كشف منير ضيف إطار بمديرية الثقافة بالمسيلة عن إحصاء حجز 03 قطع حجرية من الحجر العتيق و13 قطعة رومانية مقلّدة وقطعة نقدية واحدة تعود للدولة العثماني و04 لوحات محجرة و13 قطعة حجرية من نوع حجر الصوان و12 حلزونية محجرة و11 مخطوط.