وزارة الصّحة والسّكان تطمح لتوسيع العلاج المنزلي خلال 2018
أوضح المدير العام لمصالح الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور محمد الحاج، خلال مائدة مستديرة حول العلاجات المنزلية للأورام السرطانية المنظمة مؤخرا بفندق الجزائر، أنّ مفهوم العلاج المنزلي يحتل مكانة خاصة في النظام الصحي الوطني المسطر في العام 2014. ويجذب هذا البرنامج اهتماما متزايدا للمواطنين الذين يقبلون أكثر فأكثر على هذا النوع من الخدمات العلاجية.
في هذا الصدد، أكد البروفيسور محمد الحاج أن العلاج المنزلي يعد اليوم هدفا رئيسيا للصحة العمومية، حيث «يستجيب لطلبات المرضى ومحيطهم»، وحسبه فإن هذا النوع من الخدمات الطبية يخص أيضا المخطط الوطني لمكافحة السرطان ٢٠١٥ - ٢٠١٩، الذي يمثل التعبير عن إرادة والتزام السلطات الجزائرية لمكافحة هذا المرض.
وأضاف ممثل الوزارة أن هذا البرنامج للعلاج المنزلي للأورام يغطي حاليا أهم المدن الرئيسية برضا واعتراف من قبل المرضى وعائلاتهم وكذا الأطباء المعالجين.
من جهته، يرى البروفيسور طبايبية عمّار أنّ تطوير العلاج المنزلي هو هدف أساسي للصحة العمومية رغم صدور تعليمتين ترخصان للقطاع الخاص في مرحلة أولى لتوفير الرعاية المنزلية، قائلا: «لا تزال هذه الممارسة في بداياتها، 237 مؤسسة جوارية فقط تقدّم هذا العلاج، كما أن الاستشفاء المنزلي يتطلب وسائل على غرار التجربة التي يخوضها مستشفى بئر طرارية منذ سنوات».
قالت رئيسة الجمعية الجزائرية للكيس المائي البروفيسور عاشور، أنّ السرطان دائما هو السبب الأول للوفاة في الجزائر، وتضاعف نسبة الخطر شيخوخة السكان والعوامل البيئية وتغير العادات الاستهلاكية، مع 40 ألف إصابة جديدة سنويا وأن الطلب سيكون أكبر، مضيفة أن الأشخاص الذين يعانون من السرطان بحاجة أكثر إلى هذه الرعاية، ومع آفاق 2025 يتوقع أن ترتفع الإصابة إلى 60 ألف حالة جديدة سنويا، فالسرطان مشكلة صحية عمومية في تطور مستمر.
في هذا الإطار أوضحت البروفيسور أنّ حل العلاج المنزلي يسمح بالتخفيف عن الهياكل الصحية، لاسيما بالنسبة لبعض التدخلات العلاجية الخفيفة التي يمكن القيام بها في منزل المريض وتجنيبه التنقل.
في الجزائر السرطانات الأكثر انتشارا عند الرجال، هي سرطان الرئة والقولون والبروستات والمثانة، بينما بالنسبة للمرأة فإن أكثر السرطانات انتشارا هي سرطان الثدي وعنق الرحم.
في الجزائر «باير» و»أسرازينيكا» يقدّمان إضافة في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان، ما يعد فرصة حقيقية للمخابر للالتزام لصالح خدمة المريض الجزائري، إلى جانب الهيئة العلمية وهذا بالتعاون مع السلطات الجزائرية.
وقدّمت الدكتورة مريم بلوزداد المديرة الطبية لـ «باير» خلال مداخلتها، مختلف البرامج الموضوعة من قبل المجموعة الصيدلانية «باير» لفائدة المريض: برامج تربية وتكوين لمهنيي الصحة، لاسيما سلك شبه الطبي من أجل تكفل أفضل بالمريض والبرامج التربوية العلاجية، وكذا إدارة المرض خاصة في الوسط الاستشفائي.
وقد وقعت «آسترزينيكا» في 2015 عقد شراكة مع وزارة الصحة، حسب ما صرحت به الدكتورة آمال حدوش حامد عبد الوهاب المديرة الطبية لـ «أسترازينيكا»، حيث قالت أن التكوين المتواصل لمهنيي الصحة والشراكة مع مركز مرجعي عالمي، وكذا وضع برنامج تحسيسي ودعم العلاج المنزلي لمرضى السرطان في الجزائر، وكذا تطوير البحث الإكلينيكي والوبائي هي أهم النقاط الرئيسية لهذه الشراكة.
أكثر من 6 آلاف شخص استفادوا من الخدمات العلاجية هذا العام
وبالنسبة للعلاجات المنزلية فقد تم تقييم هذه الخدمة لـ 1336 شخصا، وكذا 2149 لقاء بسيكولوجيا تم القيام به عام 2015، أمّا بالنسبة للعام الماضي فقد تم القيام بـ 18903 تقييم وكذا 6388 لقاء صحفيا، وخلال 2018 والى يومنا هذا استفاد أكثر من 6 آلاف شخصا من هذه الخدمات العلاجية.
«صونتي دوم» أول مؤسسة خاصة للعلاج المنزلي، معتمدة من قبل وزارة الصحة تهدف إلى إنشاء شبكة وطنية للأطباء وشبه الطبي يمكنهم التدخل 24 ساعة على 24 ساعة و365 يوما في العام، وذلك بالتكفل بمختلف الأمراض الصعبة والمزمنة في الليل والنهار وحتى في عطل نهاية الأسبوع. ويعتبر مفهوم «صونتي دوم» بسيطا جدا، فهو مرتكز على الخدمة المقدمة للمريض من خلال من خلال التنقل السريع للطبيب، أو الممرض وفقا لملاءمة الطلب، كما يعتمد نجاحها على خبرة فرق الرعاية المكونة، والمؤطرة والقراءة الكاملة للجهاز: رقم هاتف بسيط وتجنّد دائم.
علما أنّ الطلب يكون في الغالب من قبل المسنّين الذين يعانون مختلف الأمراض، ويجب تجنب الانتقال غير المجدي لمرضى السرطان، إلى مراكز مكافحة السرطان وبذلك تمكينهم من الراحة والاستعداد للمرحلة العلاجية المقبلة.
وحسب مسؤول «صونتي دوم»، فإنّ تحقيقا قامت به المؤسسة كشف «أنّ 81 بالمائة من المرضى راضون عن مستوى التكفل بهم في المنزل، وأنّ 90 بالمائة من المرضى في وضع جيد في المنزل مقارنة مع المستشفى، أما بالنسبة لنوعية الرعاية المقدمة من قبل الفريق شبه الطبي فقد عبر المرضى عن رضاهم في أكثر من 90 بالمائة».
وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج المنزلي يساعد المرضى في الحصول على نوعية حياة جيدة لاسيما المتواجدون في حالة متقدمة أو الذين يعانون من أعراض جانبية غير مريحة، وتكون بالنسبة لهم دعما نفسيا للمريض ومحيطه.
من جهة أخرى، تطمح وزارة الصحة والسكان خلال العام 2018، توسيع العلاج المنزلي لتشمل العلاج الآني والمستمر، وحتى العلاج التأهيلي المنزلي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللّقاء العلمي المنظم من قبل الجمعية الجزائرية للكيس المائي برعاية مخابر «باير» و»آسترازينيكا» شارك فيه البروفيسور عمار طبايبية رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي، وكذا مسؤولين من مؤسسة «صونتي دوم» المؤسسة الأولى المعتمدة في مجال العلاج المنزلي.