قال نبيل أحمجيق، وهو أحد أبرز نشطاء حراك الريف، إن الانفصال هو نظرية مخزنية لا أساس لها في الواقع، ابتدعها عدد من المسؤولين واتخذوها كمشجب لتعليق فشلهم في مواجهة الحراك.
وأوضح أمام هيئة الحكم بالقاعة 7 بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، أن نظرية الانفصال جاءت حين عجز المسؤولون عن احتواء حراك الريف وإخماده، وهو ما جعلهم يلجأون إلى ما وصفها بـ «الشيطنة» عبر مجموعة من الوسائل، ضمنها تسخير البلطجية، الذين كادوا يتسبّبون لهم في فقدان الحياة، إضافة إلى تسخير المساجد.
وأضاف ناشط حراك الريف موجها قوله للمحكمة: «حين تنعتوننا بالانفصاليين، فإنكم تجرحونا..»، في حين كان على الدولة أن تلجأ إلى المصالحة، بدل أن يأتي مسؤولون ليعمقوا جراح الريفيين، مؤكدا أنه يتحدى الجميع إن كان الريف قد أساء يوما إلى الدولة.
إلى ذلك، رفع القاضي علي الطرشي جلسة المحاكمة محددا يوم الإثنين المقبل لمواصلة استنطاق أحمجيق.
الشّارع ينتفض
عاد المحتجّون في مدينة جرادة إلى الاحتجاج نهاية الاسبوع مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين، بعد أن كانوا قد علقوا الاحتجاج في الأيام السابقة، في خطوة أسموها بـ «الهدنة».
وخرج المحتجّون في تجمّعات متفرقة في أحياء المدينة ثم تجمّعوا في حي المنار، هنالك ردّدوا شعارات تطالب أساسا بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات في مدينة جرادة، بالإضافة إلى المطالب التي يرفعها «حراك جرادة»، والتي أهمّها المطالبة ببديل اقتصادي للمدينة.
ويسعى المحتجون إلى إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة فيما بات يعرف بـ «الأربعاء الأسود»، لكن بالمقابل فإنّ السّلطات حازمة في مواجهة مثل هذه المظاهرات، والتي تعتبرها «غير قانونية».
أحداث الريف تدفع الشباب للهجرة
قال منبر إعلامي إسباني إنّ الآلاف من المهاجرين المغاربة يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى إسبانيا على متن قوارب تمر عبر مياه مضيق جبل طارق الواقع بعرض سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وأفادت صحيفة «إلباييس» بأن الارتفاع الحاصل في موجة الهجرة هذه، يعود إلى «موجة الاحتجاجات التي عمت مدينتي الحسيمة وجرادة على امتداد أشهر، بالإضافة إلى استعمال سفن مزودة بمحركات ذات قوة كبيرة».
وزادت الصحيفة، بالاعتماد على تصريح أحد النشطاء في حراك الريف، أن عددا كبيرا من شباب مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة يدفعون مبالغ مالية تتراوح 4000 و10000 أورو بهدف الهجرة عبر قوارب نحو تراب الجارة الشمالية.
وأوضح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن التزايد الملحوظ في نسبة المهاجرين المغاربة راجع إلى عدة أسباب، من ضمنها عدم الرضا في صفوف الشباب.
وتابع الحقوقي بنعيسى، بأن هناك خنقا للحريات وتراجعا في الديمقراطية وتصاعدا في مؤشرات الفساد.
وأكّدت المندوبية أنّ «لجوء العديد من شباب مناطق الريف إلى هجرة القوارب انطلق، بالأساس، خلال الفترة التي تلت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شهدتها مدينة الحسيمة صيف السنة الماضية».