الإتحاد يتوّج باللّقب للمرّة الثّانية في تاريخ المنافسة
حسم اتحاد بلعباس نهائي كأس الجمهورية لصالحه عقب فوزه أمس على حساب شبيبة القبائل بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي جرت بملعب 5 جويلية وسط حضور جماهيري كبير.
عرفت بداية الشوط الأول انطلاقة قوية من فريق اتحاد بلعباس، الذي استغل لاعبوه ارتباك دفاع شبيبة القبائل لمباغتة الحارس عسلة عن طريق اللاعب بلحول في د2، وهو الهدف الذي حرّر كثيرا أشبال شريف الوزاني.
دخول عناصر الشبيبة في المباراة كان بطيئا، وهو الأمر الذي ظهر خلال تحرّكات اللاعبين التي لم تكن مدروسة، وفي غالب الأحيان كانوا يمنحون الفرصة للاعبي اتحاد بلعباس من خلال المساحات الشاغرة.
ارتباك لاعبي الشبيبة ظهر أيضا من خلال تباعد الخطوط، فخط الدفاع لم يكن هناك تنسيق بينه وبين خط الوسط، وهو ما فسّر وجود مساحة كبيرة بينهما استغلها لاعبو اتحاد بلعباس جيدا.
ولم تكن هناك محاولات كثيرة لفريق شبيبة القبائل خلال الشوط الأول، حيث تمّ الاعتماد على وجه الخصوص على الكرات الثابتة التي كانت ممثلة في المخالفات المباشرة، والركنيات التي لم تمنح الفريق الأفضلية أمام دفاع اتحاد بلعباس المتماسك.
التّركيز صنع الفارق
صنع التركيز الفارق خلال الشوط الاول، وهو ما عكسته مجريات هذا الشوط الذي بدا فيه لاعبو اتحاد بلعباس يعرفون جيدا ماذا يريدون بدليل أنّهم بقوا مركّزين بعد تسجيل الهدف الاول.
تفوّق لاعبو «المكرة» في عامل التركيز خلال الشوط الاول ظهر من خلال الهجمات المركزة التي نفذها الفريق، والتي كانت في كل مرة تذكر لاعبي الشبيبة أن الاندفاع إلى الهجوم قد يكلفهم غاليا.
من جهة أخرى ظهر نقص التركيز لدى لاعبي «الكناري» من خلال فقدان الكرة والتسرع في التعامل معها عند منطقة المنافس، وهو ما جعل اتحاد بلعباس ينهي الشوط الاول لصالحه.
تركيز لاعبي الشبيبة تراجع كثيرا بعد الهدف الاول لاتحاد بلعباس، وهو ما يؤكد انهم لم يضعوا هذا السيناريو في الحسبان عكس لاعبي «المكرة» الذين لم يتأثروا بالهدف ووصلوا اللعب بنفس الطريقة.
معركة وسط الميدان
انحسر الصّراع بين الفريقين في الوسط، وحاول كل فريق السيطرة على هذه المنطقة من أجل أخذ الاسبقية على حساب المنافس، وهو ما ظهر خلال مجريات الشوط الاول الذي عرف سيطرة متوازنة لكل طرف.
ولم تشهد مجريات الشوط الاول سيطرة طرف على الآخر، فقد كانت السيطرة بالتساوي رغم أفضلية الشبيبة بما أنها كانت ترغب في العودة الى اجواء المواجهة من جديد بعد هدف بلحول.
معركة وسط الميدان في الشوط الاول كانت توحي أن الشوط الثاني سيكون مليئا بالاثارة، وهو ما أكدته بدايته بعد أن أضاف بلحول الهدف الثاني لاتحاد بلعباس بنفس طريقة الاول في د49.
إثارة، تشويق وفرجة
نهائي هذا الموسم كان مغايرا عن سابقيه من خلال الاثارة والتشويق، وهذا بسبب انتهاج كل فريق طريقة اللعب المفتوح وهو الأمر الذي أضاف متعة و فرجة وتشويق لهذا النهائي.
الإثارة والتشويق بدأ مباشرة بعد انطلاق الشوط الثاني، حيث وفي اللحظة التي كان الجميع يظن أن اتحاد بلعباس حسم المباراة لصالحه بعد أن سجّل بلحول الهدف الثاني عاد بن علجية ليؤكد أن المباراة لم تنته بعد أن قلّص الفارق لفريقه في د57.
وأخذت المباراة منحى آخر بعد ذلك، حيث كادت الشبيبة أن تعدل النتيجة بعد ارتباك في دفاع اتحاد بلعباس، لكن تسرع المهاجمين حال دون ذلك ليرد زواري بكرة خطيرة ارتطمت بالقائم الايمن لمرمى الحارس عسلة.
اندفاع بدني كبير
عرفت المباراة اندفاعا بدنيا كبيرة بين الفريقين بسبب رغبة كل فريق في حسم المباراة لصالحه، وبعد الهدوء الذي ميز الشوط الاول عرف الثاني تدخّلات كثيرة وصراعات قوية في الثنائيات.
وكانت الرغبة في الفوز عاملا مهما في زيادة عامل الاندفاع البدني لدى اللاعبين، خاصة بعد الهدف المبكر الذي سجله اتحاد بلعباس، وهو ما جعل عناصر الشبيبة يرمون بكل ثقلهم في الهجوم.
وظهر الاندفاع البدني خلال تدخّل الحارس عسلة على مهاجم اتحاد بلعباس بطريقة توحي بالضغط الكبير الذي يعاني منه لاعبو الشبيبة خاصة بعد تأخرهم في النتيجة على مرتين ..وهو ما أدى إلى طرده في الدقيقة ٧٢.
أصداء من النّهائي
- عرف النهائي حضور أعداد كبيرة من أنصار الفريقين، حيث امتلأت جنبات الملعب من الساعات الأولى للصباح بما أن عملية بيع التذاكر جرت في بلعباس وتيزي وزو يوما قبل النهائي، وهو ما جعلت إدارة الملعب تغلق منافذ بيع التذاكر المتواجدة حول الملعب.
- تغطية صحفية كبيرة عرفها النهائي، حيث لوحظ تواجد أعداد كبيرة من الصحفيين والمصورين الذين مثلوا مختلف المؤسسات الإعلامية الوطنية وحتى الدولية بما أن النهائي بث على المباشر على بعض القنوات العربية.
- إجراءات أمنية مشدّدة تمّ اعتمادها من طرف السلطات المعنية لإنجاح العرس الكروي، وهو ما لوحظ من خلال الولوج بكل سهولة إلى الملعب، إضافة إلى تفتيش كل من يدخل الملعب.
- قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتوفير حافلات لنقل الصحفيّين والمصوّرين من مقر «الفاف» إلى داخل الملعب لتسهيل عمل ممثلي مهنة المتاعب.
- لم تفوّت إدارة ملعب 5 جويلية الفرصة لتوفير ظروف العمل الجيدة لوسائل الإعلام من خلال فتح «الغرف الصغيرة» المتواجدة في الملعب أمامهم مع العلم أنّه تمّ تنظيفها جيدا.
- صنع عناصر الحماية المدنية الحدث من خلال حضورهم المكثف في الملعب، ورسمهم لصور مميزة في المنصة المقابلة للمنصة الشرفية أكد احترافيتهم الكبيرة في أداء مهنتهم.
- تحسّنت حالة الطقس كثيرا مقارنة بالصبيحة التي عرفت هطول أمطار غزيرة، لكن قبل انطلاق المباراة الأمور تحسّنت كثيرة وزادت أشعة الشمس من جمالية الملعب والأرضية.
- لم تتأثّر أرضية الميدان بالأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة صباح أمس، وهو الأمر الذي لوحظ خلال إجراء النهائي العسكري وحتى خلال النهائي بين شبيبة القبائل وإتحاد بلعباس.
- عرف النهائي حضور أعداد كبيرة من عناصر الجيش الوطني الشعبي، الذين تفاعلوا كثيرا مع مجريات النهائي العسكري، حيث صنعوا أجواء مميزة وأعطوا الأجواء في الملعب بعدا آخرا.
- لم ينس الأنصار تحيّة فلسطين من خلال عبارة «فلسطين الشّهداء» التي تغنّوا بها قبل أثناء وبعد المباراة، وهو ما يؤكد شغف الشباب الجزائري بالقضية الفلسطينية وإيمانه الشّديد بحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام.
- دوّت عبارة «بوفاريك الشّهداء» ملعب 5 جويلية الاولمبي، حيث لم يفوّت أنصار الفريقين الفرصة لتوجيه تحية إكبار وإجلال إلى ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت في بوفاريك الشهر الماضي.
جمعها: عمار حميسي
تصريحات:
- الشريف الوزاني سي الطاهر: نستحق هذا التتويج المباراة كانت صعبة أمام منافس خلق لنا متاعب في الشوط الثاني. مباراة النهائي، المهم الفوز بها بغض النظر عن المردود والأداء. الضغط كان كبيرا على اللاعبين الذين كانت تحذوهم إرادة قوية للتتويج لنسيان متاعب الموسم ضمن البطولة. ضيعنا ضربة جزاء في وقت قاتل كان بالإمكان ان تسمح لنا بإنهاء المباراة بأريحية. أشكر الجمهور كثيرا لمساندته الفريق طوال السنة ويستحق مثل هذا التتويج. أهدي هذه الكأس لوالدي المتوفى ووالدتي التي ساندتني كثيرا في الاوقات الصعبة خلال هذا الموسم.
- فارس بن عبد الرحمان : هذا الفوز جميل . خسرت نهائي كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل 2011 والمباراة لم تكن ثأرية، أشكر الجماهير على مساندتها للمجموعة وأتمنى التوفيق لشبيبة القبائل التي هي فريق القلب، فيما تبقى من المباريات. اعتقد اننا نستحق التتويج الذى اهديه لكل انصار الفريق الذين تنقلوا بأعداد كبيرة لمساندتنا.
- حمزة بلحول: وصاحب الثنائية): عملنا المستحيل للظفر بالنهائي. أشكر الأنصار الذين توافدوا من بعيد لتشجيعنا. قمنا برد جميله وجهودنا فوق الميدان كانت من أجله وإدخال الفرحة على قلبه. بالطبع أنا مسرور بهذا الفوز وبالهدفين. انه ثمار سنة كاملة من العطاء والبذل.
- بلحوسيني عبد النور : الحمد لله على هذه النتيجة. الفوز لم يكن سهلا والمهم اننا حققنا الهدف الذي آتينا من أجله وحلم الجماهير. سنعمل الآن على انهاء البطولة على أحسن وجه وضمان البقاء رسميا ضمن أندية الرابطة المحترفة الأولى.
- طوال (حارس / اتحاد بلعباس): جاء هذا التتويج بعد عمل شاق ومتعب لمدة موسمين. اللقاء كان في غاية الصعوبة خاصة بعد تمكن شبيبة القبائل من تقليص النتيجة في الشوط الثاني وتضييعنا لضربة الجزاء. الحمد الله أننا تمكنا في الحفاظ على النتيجة وتحقيق التتويج. انه يوم تاريخي بالنسبة للفريق.
- عسلة (حارس / شبيبة القبائل): فريق اتحاد بلعباس لم يسرق التتويج وقدم كرة جميلة. رغم أننا قلصنا النتيجة إلا أننا ضيعنا العديد من الفرص السانحة للتهديف. عن قرار الطرد، فإن الكلمة الأخيرة تعود للحكم لأنه صاحب القرار الأول والأخير.
- بونوة (لاعب / اتحاد بلعباس): الحمد الله أننا لم نخيب هذا الجمهور الكبير الذي قطع مسافة طويلة من أجل مساندتنا. أعتقد أن قوة اتحاد بلعباس تكمل في المجموعة التي لعبت بروح ويد واحدة. لقد قدمنا مباراة كبيرة وكنا جيدين داخل الملعب ونستحق هذا التتويج الذى ينسينا قليلا متاعبنا في بطولة هذا الموسم.
بطاقــة فنيــــة
أرضية الميدان: جيدة
الجمهور: غفير
الطقس: مشمس
- ثلاثي التحكيم: مهدي عبيد شارف بمساعدة كل من عبد الحق ايتشعلي ونبيل بونوة.
الحكم الرابع: سعيدي محمد.
- الأهداف:
إتحاد بلعباس: بلحول حمزة (2, 48)
شبيبة القبائل: جرار عادل (55)
- الإنذارات:
إتحاد بلعباس: بونوة (7)
شبيبة القبائل: رايح (20)، بن يوسف (45)، شتي (84)
الطرد:
شبيبة القبائل: عسلة (72)
- تشكيلة الفريقين:
- شبيبة القبائل: عسلة - رضواني - شطي - بلكالام - سعدو - رياح (بوخنشوش 70) - جرار (بولطيف 72) - يطو - بن يوسف (حمار 70) - بن علجية - جعبوط.
المدرب: بوزيدي.
- إتحاد بلعباس: طوال - تابتي (صلاح 90+2) - بونوة - خالي - لعمارة - عبدلي - بن عبد الرحمان - لقرع - زواري - بوقلمونة (بلحوسيني 66) - بلحول (لاباني 85).
المدرب: شريف الوزاني.