الجزائر وفيّة لطابعها الاجتماعي وحريصة على سيادتها الاقتصادية
أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي ممثّلا لرئيس الجمهورية، رفقة الطاقم الوزاري والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، أمس، على مراسم الاحتفال الرسمي المخلّد لليوم العالمي للشغل تحت شعار«السيادة الإقتصادية وترقية المنتوج الوطني»، وذلك من قاعدة الحياة لمديرية الإنتاج لسوناطراك «إغرارة» بحاسي مسعود بورقلة.
في كلمة رئيس الجمهورية بهذه المناسبة، ألقاها بدوي، أكد أن هذه المحطة تركت دروسا جوهرية نحتاج إلى أن نستلهم منها اليوم، الروح الوطنية والتجند الصادق لرفع التحدي أيّا كان، معتبرا العمال والعاملات الركيزة والمحرك الأساسيين لبناء الدولة الوطنية غداة الاستقلال، قائلا: «أنحني أمام الأرواح الطاهرة لشهداء الواجب الوطني أيام المأساة الوطنية، ويعتبر الشهيد عبد الحق بن حمودة أحد الرموز الكبرى لهؤلاء الوطنيين».
في هذا الإطار، ذكّر رئيس الجمهورية بحجم التحديات التي كانت أمام الشعب الجزائري في العشريتين الأوليين للاستقلال، عبر إنشاء المصانع وتأميم المحروقات بفضل حنكة قيادتها آنذاك، وتجنّد عمالها وعاملاتها في الظروف الصعبة، مشيرا إلى أنه بفضل سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية، استطاعت الجزائر الإنطلاق في ورشة إعادة البناء الوطني في إطار مبادئ الفاتح نوفمبر، وأهدافه الرامية لتشييد دولة ديمقراطية ذات بعد إجتماعي، في إطار المبادئ الإسلامية.
وأضاف رئيس الجمهورية أنّه، بالرغم من الصعوبات تستمر الدولة في الإنفاق في المجالين الاجتماعي والثقافي، وفي إنجاز الهياكل القاعدية والسكنات وتحفيز الاستثمار، مع مواصلة الإصلاحات، وحسبه فإنّ المصاعب المالية الحالية للدولة أصبحت حافزا لمزيد من الإرشاد في الحوكمة، وترشيد النفقات العمومية.
بالمقابل، دعا رئيس الجمهورية في كلمته، أطراف العقد الاقتصادي والاجتماعي للعمل يدا واحدة لخدمة الجزائر ورفاهية شعبها، معتبرا ميثاق الشراكة الاقتصادية والاجتماعية نموذجا لدول أخرى في عالم الشغل. كما دعا الحكومة للاستمرار في إشراك شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في تنفيذ عقدهم المشترك، وفي ترقية الإصلاحات والمضي قدما بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وطالب أيضا، الشريك الاقتصادي بالمزيد من التجند كون المؤسسات الاقتصادية هي المحرك الأساسي للاقتصاد، والوسيلة الوحيدة لتحسين الجودة الاقتصادية، وربح المنافسة وإقتحام أسواق العالم بمنتوجنا الاقتصادي، كما ناشد القاضي الأول في البلاد العمال والعاملات لمزيد من التجند لتحسين الأداء، وربح معركة التنمية في منافسة عالمية لا ترحم على حد تعبيره، قائلا: «يمكن لعمالنا وعاملاتنا الاعتزاز بما حقّقوه حتى الآن جرّاء تقدّم البلاد، كما يحق لهم التطلع إلى المزيد من المكاسب الإجتماعية».
وجدّد دعوته لشركاء العقد الثلاثي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى تغليب الحوار الجاد والبناء لإجتياز كل النزاعات في إطار القانون، مع الأخذ في الحسبان الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد، وحتى العديد من مؤسساتها الإقتصادية، مع توظيف الحوار في ترقية التكامل والفعالية لإستمرار المسار الوطني من أجل بناء جزائر تتغلب على قساوة ظروفها المالية الحالية، وتستمر في تحسين ظروف معيشة مواطنيها دون إقصاء، وتظل وفية للطابع الاجتماعي لدولتنا، أضاف رئيس الجمهورية.
سيدي السعيد: أول ماي يوم للدّفاع عن مؤسّسات الجمهورية والحفاظ عليها
من جهته، طالب الأمين العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد بجعل أول ماي يوما للدفاع عن مؤسسات الجمهورية والحفاظ عليها، قائلا إنّ الفاتح ماي في قلب السيادة الوطنية بحاسي مسعود القاعدة البترولية التي لها تاريخ، وهي إسمنت الوحدة والتلاحم بين العمال، داعيا إلى تشجيع المنتوج الوطني الذي يساهم في خلق مناصب الشغل وديمومة المؤسسات.
في هذا السياق، أشار سيدي السعيد إلى أن بعض الأطراف الأجنبية التي تريد تقديم لنا الدروس، وتلوم على توقيف الاستيراد كي لا تغلق مؤسساتها ويطرد عمالها، قائلا: «عندما نستورد نساهم في تطوير تشغيلهم، لدينا مؤسسات جزائرية لها منتوج من النوع الرفيع مثل إحدى مؤسسات السيراميك التي استحدثت عشرة آلاف منصب شغل، كنقابي يجب الحفاظ على المنتوج الوطني»، مضيفا أنه خلال العشر سنوات بلغت قيمة الواردات 220 مليار دولار مقابل 12 مليار دولار تصدير.
بالمقابل، قال الأمين العام للمركزية النقابية أنه يرفض الذين يحاولون خلق الانشقاق بين أرباب العمل والإتحاد العام للعمال الجزائريين، وحسبه فهم يعملون لفائدة الاقتصاد الوطني وهم كذلك.