حديقة ذكية بتيغنيف وفتح باب الاستثمار أمام الشباب
قررت السلطات الولائية لمعسكر انتهاج طريقة جديدة لتسيير الحدائق العمومية والفضاءات الخضراء كل لما يسمح بتنشيط هذه المرافق الترفيهية وإعادة الاعتبار لها في وقت تحولت فيه أغلب الفضاءات الخضراء والحدائق العمومية بالولاية إلى قبلة للمتسولين والمنحرفين بعيدا عن متناول العائلات، ضمن مبادرة تمكن من خلق فرص شغل للشباب وتمكن أيضا من الاستغلال الأمثل لهذه المرافق، في وقت عبر فيه والي معسكر، محمد لبقى، عن نوايا مصالحه في تغيير المشهد الحضري العام للولاية ورغبتها في دخول غمار التسابق على جائزة رئيس الجمهورية للمدينة الخضراء.
تتوفر ولاية معسكر على عدد معتبر من الحدائق التي تتوسط النسيج العمراني لمدنها أو تحيط به في شكل فضاءات غابية متوسطة المساحة بقيت لفترات طويلة من الزمن مهملة لدرجة يحظر فيها التجوال أمام العائلات و المواطنين، وتعتبر عاصمة الولاية الأوفر حظا من حيث وجود هذه المرافق تليها المدن الكبرى وتلك التي عمّر فيها الكولون واستقر فيها مخلفا شغفه بالحدائق، على غرار حدائق المحمدية وسيق وحديقة البحيرات في تغنيف.
وإن حظي سكان مدينة معسكر قبل سنوات بمشروع لإقامة حديقة تسلية تتوفر على الأقل على فضاءات مخصصة للأطفال، فإن باقي سكان الولاية على غرار مواطني مدينة المحمدية، يأملون فقط أن تفتح أمامهم أبواب الحدائق العمومية، نفسه أمل سكان مدينة تغنيف في تخصيص السلطات المحلية جزءًا من البرامج التنموية لتأهيل حديقة البحيرة الصغيرة والبحيرة الكبيرة في وسط مدينة تغنيف، الأمر الذي تصادم مع شحّ مداخيل البلدية إلى أن منحت السلطات المشروع لأحد المستثمرين الشباب الذي انطلق مؤخرا في تهيئة بحيرات تيغينف و تحويلها إلى منتجع متكامل من حيث المرافق والخدمات.
الأمر الذي عمّمته مصالح ولاية معسكر عبر كافة الحدائق العمومية الموزعة بتراب الولاية لتمنح فرصة الاستثمار أمام الشباب حاملي أفكار لمشاريع تمكن من تنشيط هذه المرافق الترفيهية مع وضع إطار قانوني لكيفية استغلالها عن طريق دفتر أعباء يحدد شروط استغلالها بخلق نشاط تجاري أو ترفيهي بمقابل رمزي لفائدة البلديات، مع توكيل مهام صيانة وتسيير الحدائق والمساحات الخضراء لصاحب المشروع.
تم مؤخرا استكمال العملية بمنح عدد معتبر من المساحات الخضراء والحدائق المهملة بالنسيج العمراني لمدينة معسكر باقي البلديات لشباب ونساء قررن استغلال هذه الفرصة لتجسيد أفكار وبرامج استثمارية صغيرة ذات طابع اقتصادي وصديق للبيئة على غرار حديقة بني شقران التي تحولت في ظرف أسبوع إلى حديقة نموذجية تقصدها العائلات وأفواج المتمدرسين.
في حين تكون محافظة الغابات للولاية قد استكملت إجراءات منح 5 فضاءات غابية لاستغلالها في إطار الاستثمار وتحويلها إلى غابات للاستجمام تتوفر على منشآت التسلية والاستجمام وباقي المرافق الخدماتية الصديقة للبيئة، ويتعلق الأمر بأجزاء من غابة خصيبية على مساحة 14 هكتارا وغابة الزقور، غابة المويلحة بالخلوية والناظور بجبل المناور والغابة الصغيرة بعين افكان.