شهدت العديد من مناطق ولاية تلمسان فيضانات عارمة طيلة ال48 ساعة الماضية نتيجة انسداد مجاري المياه بالأوحال والأوساخ و أوراق الأشجار والحشيش التي لم تتمكن من مقاومة غزارة مياه الأمطار المتساقطة على الولاية منذ أول أمس ، فتحولت الشوارع بعدة مناطق إلى فيضانات عارمة ما جعل المسؤولين ورؤساء البلديات يجندون كافة العتاد واللوازم للتصدي للظاهرة ومحاولة بحث السبل لانقاذ ما يمكن إنقاذه في حين فاضت الأودية مهددة العديد من التجمعات السكنية .ففي بلدية هنين غمرت مياه وادي رقو التجمعات السكانية مشكلة خطرا عليها كما اثرت على الميناء وجرفت العديد من قوارب الصيد ومعداته ، وبقرية سيدي بونوار هددت فيضانات وادي دحمان العديد من السكنات الهشة المقامة بجواره والتي هجرها أصحابها خوفا من ارتفاع المد.
ونفس الشيء شهدته الغزوات جراء فيضانات وادي غزوانة أما بمدينة الرمشي تحول كل من شارع عميروش والعربي بن مهيدي الى وادي من المياه القادمة من أعالي قرية سيدي احمد المحملة بمختلف الاوساخ والقنينات البلاستيكية التي حولت المدينة الى كومة من الاوساخ.وتسببت الفيضانات في انسداد قنوات تصريف المياه باجتياح عدة مؤسسات عمومية تتقدمها المتوسطات والثانوية ما جعل السلطات البلدية تجند كافة العمال للتصدي للوضعية وبعث السيل لتحويل المياه وتطهير قنوات تصريف مياه الامطار . وبتلمسان عادت الفيضانات لتغزو بعض الشوارع المنحدرة ، فتجمعت المياة في شارع باب البحر واجتاحت السيول النفق الرئيسي للمدينة كما حملت المياه الاتربة والحجارة الى المدخل الرئيسي بالجانب الشمالي للمدينة وبحي الدالية اجتاحت المياه منطقة الثكنة وشكلت بركا مائية كبيرة ، وبمنصورة تجمعت المياه بشكل كبيرة غرب فندق ايبيس مشكلة بركا كبيرة.
كما نقلت المياه الحجارة والقنينات البلاستيكية من حي 400 سرير الى ناحية الجامعة مشكلة ديكورا من الاوساخ التي سدت قنوات الصرف الخاصة بمياه الامطار.وكانت الولاية قد شهدت امطار غزيرة تسببت في عدة حوادث مرور خطيرة منها انقلاب حافلة لنقل المسافرين بالطريق الوطني رقم 22 بإقليم بلدية عين يوسف واصطدام مركبتين بالطريق الوطني رقم 35 بإقليم سيدي بونوار ما نجم عنه 03 إصابات خفيفة.
قتيل ومفقودان في فيضانات وادي صفي بالبيض
توفى شخص وجرح آخر فيما يبقى إثنين مفقودين بسبب فيضان وادي صفي بالقرب من بلدية بوعلام بالبيض البارحة من جراء التساقطات المطرية المعتبرة التي عرفتها المنطقة.
عملية البحث التي ما تزال جارية منذ الساعة الثانية صباحا من قبل مصالح الحماية المدنية على المفقودين الآخرين من مجموع الأربعة الذين كانوا على متن سيارة سياحية جرفتها مياه وادي صفي بالطريق الوطني رقم 47 تجاه ولاية الأغواط. حيث لم يتم تسجيل سوى شخص واحد ، وحسب مصالح الحماية المدنية فإن المتوفى والمفقودين ينحدرون من شرق جزائر وهم من أعوان الجيش الوطني الشعبي .
كما تمكنت مصالح الحماية المدنية من جهة أخرى وفي الطريق الوطني ذاته من إنقاذ عائلة من أربعة أشخاص ( رجلين وامرأتين) حوصرت داخل سيارتها السياحية بواد، بمفترق الطرق إلى بلدية سيدي سليمان، دون تسجيل إصابات.
وسجلت مصالح الحماية المدنية 15 تدخلا إثر غمر مياه الأمطار لسكنات المواطنين بنقاط متعددة من الولاية، حسب مسؤول الإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية البيض.
...و ١٢٠ تدخل للحماية المدنية..و خسائر في الارواح والبنية التحتية بتيارت
تسبب سوء الاحوال الجوية الذي شهدته ولاية تيارت في خسائر مادية منها سقوط جدران مثل ما حدث ببلدية مادنة، حيث غمرت المياه المدرسة ابتدائية شعبان محمد و سقوط حائط واق لعمارات بنفس البلدية مما ادى الى تدخل مصالح الحماية المدنية و ديوان التطهير لدائرة عين كرمس ومصالح البلدية و تم فتح قناة لمرور المياه التي غمرت الحي المذكور عبر ثقف كبير تم فتحه خصيصا، كما غمرت المياه القوية منازل بتيارت و عين بوشقيف و السوقر و عين كرمس .
كما تسببت البرك المائية الناجمة عن التساقطات المطرية في عرقلة السير و غمرت المياه بيوت المواطنين و لا سيما بالمساكن الهشة مثل ما جرى بكارمان بتيارت حيث يوجد عدد معتبر من السكنات القصديرية و التي قال عنها رئيس بلدية تيارت رابح بوثلجة ان البعض منهم سيستفيدون من سكنات لائقة و سيتم منح البقية قطع اراضي للبناء .
الأمطار المتساقطة بغزارة تسببت في ضحايا بشرية خاصة ببلدية عين بوشقيف التي شهدت وفاة ثلاثة اشخاص تتراوح اعمارهم بين و9 و ٥١ سنة بينما ما يزال طفل عالقا ولم يتم العثور عليه من طرف مصالح الحماية المدنية التي جندت جميع اعوانها و عتادها خلال 24 ساعة دون انقطاع ، الجيش الوطني الشعبي و رجال الدرك الوطني و مصالح الشرطة كلها جندت لانقاذ المتضررين.
بلدية توسنينة شهدت هي الاخرى امتلاء الاودية حيث علق بعض المواطنين لساعات للوصول الى بيوتهم حيث سارع المواطنون الى مساعدتهم.
ومن بين الخسائر المادية تضرر و بشكل كلي لمحطة ضح الماء الشروب بحي وادي الطلبة الآهل بالسكان بتيارت ، و جندت مديرية الموارد المائية اعوانها لاصلاح المحطة و يتطلب ذلك 72 ساعة حسب المدير الولائي ، و تجندت مصالح الديوان الوطني للتطهير لفتح البالوعات والمجاري المائية لتصريف مياه الامطار التي غمرت المناطق الداخلية للولاية.
تيارت: ع- عمارة