أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جي التزامهما بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإرساء السلام بينهما في أعقاب قمة تاريخية جمعتهما، أمس الجمعة.
قال الزعيمان في بيان مشترك، إن «الكوريتين تؤكدان هدفهما المشترك بأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، من خلال القيام بنزع تام لهذه الأسلحة».
أكد الجانبان أن البلدين «سيعلنان نهاية الحرب الكورية هذا العام، وسنغير اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاقية سلام، ولن تنشب حرب أخرى في شبه الجزيرة الكورية». مع بدء الجلسة الثانية للقاء القمة التاريخية، زرع زعيما الكوريتين شجرة صنوبر على الحدود شديدة التحصين التي تفصل بين بلديهما، وأهالا التربة على جذور الشجرة وكشفا عن حجر كتب عليه «زرع السلام والازدهار» فوق اسميهما وألقابهما الرسمية.
في وقت سابق لصدور البيان الختامي، قال المتحدث باسم مكتب الرئاسة الجنوبي يون يونغ تشان إن الجانبين عقدا محادثات «جادة وصادقة» بشأن نزع السلاح النووي، وإقامة سلام دائم وتطوير العلاقات.
أون مستعد لزيارة سيول
كانت الجلسة الأولى من محادثات القمة التاريخية بين الزعيمين قد انتهت في بلدة بانمونغوم الحدودية على الخط الفاصل بين الكوريتين. وأعرب الزعيم الشمالي عن استعداداه لزيارة سيول إذا تلقى دعوة من نظيره الجنوبي.
استقبل رئيس كوريا الجنوبية الزعيم الشمالي الذي عبر الخط الحدودي الفاصل سيرا على الأقدام ليكون أول زعيم شمالي تطأ قدماه أرض الجنوب منذ الحرب الأهلية في شبه الجزيرة الكورية.
كتب كيم في دفتر الزوار عبارة «تاريخ جديد يبدأ الآن» بينما أعرب رئيس كوريا الجنوبية عن الأمل في التوصل إلى «اتفاق جريء» خلال القمة.
جلس الزعيمان وجها لوجه على طاولة بيضاوية لعقد محادثات مغلقة، عبّرا بدايتها عن آمالهما في كتابة تاريخ جديد لشبه الجزيرة الكورية والتوصل إلى «اتفاق جريء». ووصف الرئيس الجنوبي قرار الزعيم الشمالي عبور الخط الفاصل بين البلدين بـ «الشجاع»، مضيفا أن «الربيع ربما يكون قد حل بشبه الجزيرة الكورية».
من جانبه، قال الزعيم الشمالي على طاولة المحادثات، إنه يشعر وكأنه يطلق إشارة البدء لكتابة تاريخ جديد في العلاقات بين الشمال والجنوب، وأضاف أن الاجتماع يمكن أن يساعد في «تعويض الوقت الضائع».
عبر كيم خط الحدود إلى الجارة الجنوبية، صباح أمس، ليصبح أول زعيم شمالي تطأ قدماه الجنوب، منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953. حظي كيم بمراسم استقبال رفيعة، حيث سار مع الرئيس الجنوبي خلف تشكيلات من حرس الشرف بأزياء كورية تقليدية.
ترحيب وإشادة
في إطار ردود الفعل على اللقاء التاريخي، أشادت الصين بقمة زعيمي الكوريتين وحيّت «شجاعتهما»، معتبرة أن المصافحة بينهما عند الخط العسكري الفاصل بين البلدين تشكل «لحظة تاريخية». وبدورها أشادت روسيا بالقمة واعتبرتها خبرا إيجابيا.
في وقت سابق، قال البيت الأبيض في بيان إنه يأمل أن تحقق تلك المحادثات «تقدما نحو مستقبل من السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية بكاملها» وأضاف أن واشنطن تتطلع إلى مواصلة المناقشات «استعدادا للاجتماع المقرر بين الرئيس دونالد ترامب وكيم في الأسابيع المقبلة».
هذه هي القمة الثالثة للكوريتين، منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953، إذ عقد الجانبان قمتين عامي 2000 و2007، لم يتوصلا فيهما إلى أي تسوية.
قبل أيام من القمة، أعلن كيم تعليق التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى، وتفكيك موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في كوريا الشمالية.
وتمهد قمة الكوريتين الطريق أمام كيم للقاء ترامب أواخر ماي أو مطلع جوان، في قمة ستكون الأولى على الإطلاق بين زعيم كوري شمالي ورئيس أمريكي.