شهدت مشاريع قطاع التّربية بولاية بومرداس حيوية جديدة بعد رفع التّجميد على حوالي 47 منشأة تمثل مجمل الهياكل والمرافق التربوية المسجلة لفائدة الولاية في المخطط الخماسي 2014 - 2019، حيث من المنتظر أن يتم تسليم كمرحلة أولى ثانويتين، متوسّطتين، 7 مجمّعات مدرسية ابتدائية و13 قسم توسعة خلال الدخول المدرسي القادم في انتظار باقي المشاريع المسجّلة.
بعثت الزّيارة الميدانية التي قام بها والي ولاية بومرداس عبد الرحمان مدني فواتيح إلى قطاع التربية بثماني بلديات شرقية الروح مجدّدا في عدد من المشاريع التربوية المسجلة، التي تراوحت وضعيتها بين التجميد نتيجة الأزمة المالية والتأخر في الانجاز لأسباب متعدّدة، وهو ما انعكس سلبا على عملية تمدرس التلاميذ نتيجة الاكتظاظ الراجع إلى عدم استلام عدد من المؤسسات التربوية لأقسام توسعة وتهيئة بعض الأقسام، إضافة إلى نقص الإمكانيات وافتقاد أغلب المدارس خاصة الابتدائية منها لفضاءات ممارسة الأنشطة الرياضية والخدمات المرفقة كضمان الوجبة الساخنة والنقل المدرسي.
وستعطي هذه الزّيارة دفعا قويا للإسراع في تجسيد المشاريع المسجلة، وتسليمها في الوقت المناسب أثناء الدخول المدرسي القادم التي تشمل بالأساس ثانوية بلدية أولاد عيسى الوحيدة بهذه المنطقة النائية التي انطلقت بها الأشغال منذ 6 سنوات لكنها لم تسلم للتلاميذ المشتتين بين بلدية سيدي داود بالنسبة لمستوى الأولى ثانوي وملحقة متوسطة بالنسبة لمستوى الثانية والثالثة ثانوي، إضافة إلى ثانوية تيمزريت التي تفتقد هي الأخرى لثانوية رغم الوعود بتحقيق هذا الحلم للتلاميذ الذي يقطعون يوميا 30 كلم ذهابا وإيابا إلى ثانوية مقر الدائرة بيسر.
كما تشمل العملية أيضا تسليم متوسطتين في كل من بلدية الثنية وسي مصطفى، وكذا 6 أقسام توسعة بالمدرسة الابتدائية علي خليوان بالمدينة الجديدة لدلس و4 أقسام توسعة لتعويض أقسام الشاليهات ببلدية سيدي داود، ومرافق أخرى لاحقة تشمل 7 مجمعات مدرسية من الصنف «ب» تشمل كل من حي الحمري ببلدية يسر، مجمّعين مدرسيين بحي 1558 مسكن ببلدية سي مصطفى الذي عرف استقبال قاطنو الشاليهات والسكنات الهشة من العاصمة، مجمع في بلديات سيدي داود، أولاد موسى وحي 350 مسكن بالكرمة و13 قسما توسعة أيضا تشمل مدرسة «نقاز سعيد» ببلدية شعبة العامر، ثلاثة أقسام بحي اللوز الجديد، وثلاثة أقسام أخرى ببلدية خميس الخشنة وأربعة أقسام توسعة على مستوى مدرسة «علالو نوادر» ببلدية الاربعطاش، وأيضا قاعة رياضية وداخلية بسعة 300 سرير ببلدية تيجلابين.
يذكر أنّ مشاريع قطاع التربية بولاية بومرداس التي رفع عنها التجميد، وصلت إلى 47 عملية في الأطوار التعليمية الثلاثة وتشمل 3 ثانويات في كل من حمادي، خميس الخشنة وبودواوالبحري من أصل 8 ثانويات مبرمجة للانجاز، 10 متوسطات من أصل 15 متوسطة مبرمجة منها 3 متوسطات ببلدية بودواوومتوسطة واحدة في كل من بومرداس، قورصو، يسر، برج منايل، رأس جنات، بني عمران وحمادي و25 مجمع مدرسي و28 قسم توسعة من أصل 54 قسم مبرمج للانجاز.
الرّياضة المدرسية..إشكالية مطروحة
إلى جانب التأخر في تسليم عدد من مشاريع قطاع التربية بولاية بومرداس، الذي أثّر سلبا على العملية التربوية وتحصيل التلاميذ ومحاولة تدارك العجز بهذه البرامج التي رفع عنها التجميد، لا يزال مشكل التأطير في بعض التخصصات وضعف الأنشطة الرياضية والثقافية خاصة في الطور الابتدائي نتيجة غياب المرافق وفضاءات ممارسة هذا النشاط يشكل تحد آخر للقطاع، فقد سبق للجنة الشبيبة والرياضة للمجلس الشعبي الولائي أن رفعت في تقريرها لشهر جانفي من سنة 2016 هذا الإشكال بناء على المعاينة الميدانية، حيث توصّل التّقرير «إلى التأكيد أنّ ساحات اللعب في مؤسسات الطور الابتدائي منعدمة تماما، فمن أصل 371 مؤسسة لا تملك ولا مدرسة فضاء مهيئا لممارسة الرياضية المدرسية، في حين لا تتجاوز 50 ساحة لعب في المتوسط من أصل 103 متوسطة و20 مساحة في الطور الثانوي من مجموع أزيد من 41 ثانوية».
كما أنّ نسبة توزيع أساتذة التربية البدنية والرياضية يقدّر بأستاذ واحد لكل 1331 تلميذ، أي 306 أستاذ لكل تلاميذ الولاية بمعنى 3 أساتذة فقط في الطور الابتدائي، 191 أستاذ في المتوسط و112 في الثانوي، وهو رقم ضعيف حسب أعضاء اللجنة ولا يخدم أبدا العملية التربوية، وحذّروا من مغبة استمرار ممارسة الأنشطة الرياضية في فناء المدرسة في عدد من المؤسسات، الذي قد يشكّل خطورة على سلامة التلاميذ رغم تأكيدهم أنّ الأغلبية الساحقة منهم لا يمارسون الرياضة في ظل غياب المبادرات والدعم الكافي لإنشاء جمعيات ثقافية ورياضية للتكفل بهذا الجانب، فهي لا تتعدى 9 جمعيات في الطور الابتدائي، 43 في المتوسط و25 جمعية في الثانوي، وبالتالي يبقى الكثير من العمل ينتظر المشرفين على قطاع التربية لتحقيق رسالة تعليمية متكاملة وعادلة بين المؤسسات.