سارعت إيران، أمس، إلى رفض دعوة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون الى العمل على اتفاق جديد حول الملف النووي الايراني، فيما اعتبرت موسكو أنه لا بديل عن الاتفاق الحالي.
وشدّد الاتحاد الاوروبي من جهته على ضرورة الحفاظ على الاتفاق غداة إعلان ترامب وماكرون عن رغبتهما في التوصل الى اتفاق «جديد» مع إيران يحل مكان الاتفاق النووي الموقع عام 2015، لكن بدون الافصاح عن معالم ونطاق المساعي الجديدة.
وقال ماكرون بعد محادثاته مع ترامب في واشنطن أمس الأول «نأمل اعتبارا من الآن العمل على اتفاق جديد مع ايران»، في معرض تطرقه الى احتمال أن يقوم ترامب بتنفيذ وعده الانتخابي بـ «تمزيق» الاتفاق الهادف الى منع ايران من امتلاك القنبلة الذرية.
وردّ الرئيس الايراني حسن روحاني أمس في خطاب ألقاه في تبريز على هذه التصريحات مشككا في شرعية مساعي التوصل الى اتفاق جديد، مضيفا: «عليكم أن توضّحوا كيف سيسير الاتفاق في السنوات المقبلة، قولوا لنا من فضلكم أولا ماذا فعلتهم في السنتين الماضيتين»، فيما تتّهم إيران الغربيين بانتظام بعدم الوفاء بتعهداتهم.
وانتقد روحاني الرئيس الامريكي بدون تسميته قائلا: «لست سوى رجل أعمال لا يملك أي خبرة في السياسة ولا في مجال القانون أو الاتفاقات الدولية».
موسكو وبروكسل تعارضان
ورفضت موسكو والاتحاد الأوروبي إدخال أيّة تعديلات على الاتفاق، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نعتقد أنه لا يوجد بديل حتى الان» للاتفاق النووي.
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن الاتفاق النووي الايراني «يعمل جيّدا ويجب الحفاظ عليه».
وقالت موغيريني عند وصولها للمشاركة في مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل: «بالنسبة لما سيحصل في المستقبل سنرى حينذاك، لكن هناك اتفاق قائم الآن يعمل جيدا، ويجب الحفاظ عليه».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس، إن الحفاظ على الاتفاق النووي العالمي الذي أبرم مع إيران هو على رأس أولويات ألمانيا، ولا مجال لإعادة التفاوض عليه.
ومنذ وصوله إلى البيت الابيض وطوال فترة حملته الانتخابية، لم يتوقّف ترامب عن انتقاد الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما في إطار مجموعة الدول الست (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا) في ختام مفاوضات صعبة في فيينا، واصفا اياه بأنّه «أسوأ اّتفاق» وقّعته بلاده.