تسلم أمس المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي 30 ألف وثيقة أرشيف مدونة في 60 علبة رقمية، جزء يوثق للثورة التحريرية المجيدة ونشاطها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الجزائر، وذلك من قبل رئيسة بعثة كاثر ينجوندر، وذلك خلال حفل حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وكذا والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ.
ميهوبي: خطوة عملاقة لكتابة التاريخ وتحليله
أفاد وزير الثقافة في تصريح أدلى به على هامش حفل تسليم وثائق الأرشيف الرقمي، الذي احتضنه أمس مقر الأرشيف الوطني، بأنها «خطوة عملاقة لكتابة التاريخ وتحليله»، معتبرا بأنه «انجاز مهم لتعزيز الذاكرة الوطنية»، ستكون لفائدة الباحثين المتخصصين في كتابة الثورة والتوثيق لها.
من جهته، اعتبر عبد المجيد شيخي تسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مبادرة هي الأولى من نوعها، 30 ألف وثيقة من أرشيفها الذي يوثق لنشاطاتها مع الجزائر إبان الثورة التحريرية، خطوة مهمة جداـ تفتح أفقا جديدة للباحثين ـ لاسيما وأنها ستوضع تحت تصرفهم، بمجرد ترتيبها ووضع محرك بحث خاص، وذلك تجسيدا لالتزامات المديرية مع اللجنة.
شيخي: وضع الأرشيف في متناول الباحثين بعد ترتيبه ووضع محرك بحث
كما حرص المدير العام للأرشيف الوطني، على التذكير بالمحطات التي مرت عبرها العلاقة بين الجزائر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واصفا إياها بالثرية والمفيدة، كما شكلت «عينة فريدة من التعاون بين هيئة دولية إنسانية وحركة تحررية، لم تكن آنذاك قد حازت صفة الدولة وهذه هي الطفرة التي أثارت نقاشات كبيرة».
وعلى غرار الوزير ميهوبي، أكد شيخي بأن الخطوة التي تندرج في إطار اتفاق أبرم بين مديرية الأرشيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر، «تفتح مجالا جديدا للبحث، فيما يتعلق بآلام الشعب الجزائري، وما بادرت به الهيئة وساهم في تخفيف معاناة الشعب والسجناء القابعين في معتقلات ارتكبت فيها أبشع أنواع التعذيب».
وفي السياق فتح قوسا، في كلام وجهه إلى الحضور عموما، والى رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الجزائر كاثر ينجوندر على وجه التحديد، لفت النظر إلى أن ممثلي الصليب الأحمر لم يكن مسموحا لهم، بزيارة المعتقلات السرية التي كانت منتشرة بكل القرى، الشاهدة على أبشع أنواع التعذيب التي تعرض لها الجزائريون، وهو جانب دعا الباحثين الى تسليط الضوء عليه، بعد وضع الأرشيف بين أيديهم مستقبلا.
وإذا كان حجم العلب، وعددها 60 تتضمن ما لا يقل عن 30 ألف وثيقة أرشيف، صغير كون اللجنة قامت بتدوينه في صيغة رقمية، فان ما يتضمنه وفق ما أكد ذات المسؤول، «ثقيل جدا» مذكرا أن الجزائر انتزعت صفة المحارب، بفضل الهيئة مع العلم أنها كانت لا تحوز صفة دولة، الا أن تعاملها مع الصليب الأحمر جعل فرنسا الاستعمارية في وضع صعب، وكان لزاما عليها الاعتراف بها، كما أن الصفة جعلتها في منأى عن كل الضغوطات المنجرة عن عدم الاعتراف بها.
والفضل في ذلك يعود لأعضاء قيادة الثورة المجيدة، وكذا الحكومة المؤقتة، التي تستحق وقفة إجلال، كونها قامت بخطوة التعامل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي كانت بمثابة اعتراف ضمني بها كحرب تحريرية.