حذّر مختصّون في أمراض النساء والتوليد بوهران من ارتفاع حالات اللجوء للولادات القيصرية من دون الحاجة إليها، خاصة بعد أن تجاوزت 30 في المائة مقارنة بالكثافة السكانية للولاية، حسبما أكّده الدكتور شارف مختص رئيسي في العيادة الجوارية العمومية بن يحيى الزهرة.
ارتفعت نسب الولادة القيصرية بعاصمة الغرب الجزائري وهران لتتعدى 30 في المائة، بعدما كانت سبعة في المائة عام 2000، في حين أجرت العيادة الجوارية العمومية بن يحيى الزهرة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية زهاء 48 عملية قيصرية لأسباب صحية وطبية واضحة.
قال الدكتور شارف مختص رئيسي في أمراض النساء والتوليد، إن انتشار الجراحة القيصرية مقلق وأسبابه عديدة؛ منها ضعف الثقافة الطبية لدى بعض السيدات وأزواجهن، الذين يفضلون الولادة بالعملية القيصرية هربا من آلام الولادة الطبيعية، دون الوعي التام بأضرارها، محذّرا في الوقت نفسه من مخاطرها وأضرارها على الأم والجنين، إذ أنّها عملية جراحية كاملة قد تؤدي إلى نزيف حاد بعد الولادة أو استئصال الرحم في بعض الحالات المتقدّمة.
ويرجع جزء كبير من المشكلة إلى أنّ الكثير من الأطباء المشرفين يقترحون هذا النوع من الولادة لتفادي الإزعاج والألم أو كحل آمن يجنّبهم المضاعفات والمشاكل الخطيرة التي قد تحدث أثناء الولادة الطبيعيّة، أو لأنّها تحوّلت إلى مجرّد تجارة في مهنة الطب، كماأشار إليه نفس المصدر.
كما أوضح الدكتور شارف أن اللجوء للعمليات القيصرية سببه أيضاً تغير نمط الحياة من قلة الحركة وزيادة الطعام، وبالتالي الارتفاع المتزايد لنسب الأمراض المزمنة، وكذا ارتفاع حالات الزواج المتأخّر لدى الفتيات وغيرها من العوامل الأخرى.
وتختلف بذلك أنواع الولادة القيصريّة، حسب نفس التوضيحات باختلاف المسبّب لها وهي: الولادة القيصريّة حسب الطلب وتختارها النساء بدلا من الولادة المهبلية خوفا من ألم المخاض، أو الأعراض التي يمكن أن تتعرّض لها.
ويعرف النوع الثاني بالولادة القيصرية الطارئة، ويتم اللجوء إليها لإنقاذ حياة الأم والجنين معا، وذلك إذا لاحظ الطبيب وجود نزيف شديد أثناء الحمل يهدّد حياة الأم وجنينها أو عندما يتقدم الحبل السري رأس الجنين أثناء خروجه من الحوض، أو في حالة كبر رأس الجنين، أو عدم اتساع عنق الرحم بما يكفي لمرور الجنين، أو بسبب خطر على الأم كإصابتها بأمراض الكبد الشديدة وغيرها من المشاكل الصحية المفاجئة لدى الأم أو الجنين.
والنوع الثالث يسمّى الولادة القيصرية غير العاجلة: وفي هذه الحالة غالبا ما يتم إخبار الأم بهذه الولادة ليتم ترتيب العملية لها، ويتم إجراؤها في غضون أسبوعين قبل موعد الولادة المتوقع من أجل تجنّب حدوث خطر محتمل، ولاسيما عند الأم التي تعاني من ضيق في الحوض، أو عند الأم البكرية كبيرة السن، حيث تفقد عضلاتها المرونة للولادة المهبلية، أو في حالة وجود مشكلة ما في الرحم كشكله غير الطبيعيّ، أو مشاكل في المشيمة كانغراسها في أسفل الرحم، أو عدم انتظام الطلق وأسباب أخرى تمنع ولادته مهبليا ككبر حجم الجنين ممّا يصعّب الولادة على الأم ويضرّ بها، أو لصغره كثيرا فتكون الولادة المهبليّة خطراً على حياته.
أما في حالة وفاة الأم، يقرّر الطبيب اللجوء الفوري للولادة القيصرية، ويتم شقّ بطنها، وإخراج الجنين بأسرع وقت ممكن لإنقاذ حياته، وتسمّى القيصرية ما بعد الوفاة.
وتم التوجه مؤخّرا في المؤسسات الإستشفائية بوهران لتشجيع الولادة الطبيعية ومنع الولادة القيصرية إلا عند الحاجة من أجل تحسيس الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية وفوائد الولادة الطبيعية ومشاكل وأضرار الولادة القيصرية للأم والجنين، على غرار العيادة الجوارية بن يحيى الزهرة التي تقوم بتنظيم جلسات علاجية نفسية للنساء الحوامل إلى غاية الولادة.