الفترة المسائية من اليوم الثاني من زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران.
تميزت الفترة المسائية من اليوم الثاني من زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الثانية، بتفقد وتفتيش بعض وحدات القطاع العسكري لوهران.
الفريق وخلال ترأسه لاجتماع توجيهي، رفقة اللواء سعيد باي قائد الناحية، ألقى كلمة توجيهية أبرز من خلالها المحاور الكبرى لخطة الطريق المتبناة من قبل الجيش الوطني الشعبي من أجل النهوض بقدراته، بالاستناد إلى محتوى المقاربة الشاملة التي وضعها فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني:
"إن خريطة الطريق التي اتبعناها في سبيل النهوض بقدرات الجيش الوطني الشعبي، كانت في الأساس مستندة إلى محتوى المقاربة الشاملة وبعيدة النظر، التي وضعها فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وتحددت بموجبها المحاور الأساسية التي رأينا أنها بحاجة إلى انتهاج والتركيز على جملة من المحاور الناهضة الرئيسية، تبدأ بالعناية القصوى بالجانب التكويني من القاعدة إلى أعلى هرم المنظومة التكوينية، هذه العناية التي أضفت عليها مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، بإعادة بعث مدارس أشبال الأمة بعدها التاريخي والمستقبلي، لتصبح فعلا خزانا بشريا نوعيا تشهد عليه هذه الأعداد النخبوية المتزايدة، ذات المستويات العالية التي التحقت بمختلف القوات والمصالح وأصبحت تسهم في الجهد التطويري العام للجيش الوطني الشعبي.
فالمراهنة على توفير العنصر البشري المؤهل تأهيلا كافيا ووافيا، هو الاستثمار المربح الكفيل بإنجاح مسعانا، الرامي إلى عصرنة وتطوير الجيش الوطني الشعبي، والارتقاء بجاهزيته إلى أرقى مستوياتها الممكنة والمطلوبة.
وتماشيا مع أبعاد هذه النظرة المتبصرة، أصبح جيشنا اليوم يولي رعاية شديدة ومتزايدة لإرساء إستراتيجية عسكرية ذات طابع عملياتي بحت، أي تهتم أساسا بإعداد الجيش الوطني الشعبي وتحضيره وتطويره في كافة المجالات، بما يكفل ترقية مسعى الاحترافية أكثر فأكثر وترسيخها بين كافة مكوناته ويسمح بالتالي بالتحديد المتواصل والمحين لأسس تكوين وتحضير القوات وإدارة العمليات، والأكيد أن ذلك أملى علينا، تطبيقا لمضمون النهج التطويري المتبع، زيادة وتيرة إسراع الخطى نحو التفكير والتخطيط لإجراء تمارين متنامية المستويات والدرجات، بحيث يتوجب علينا الانتقال مستقبلا إلى بلوغ مستويات أعلى، وتلكم هي الأهداف الحقيقية التي عملنا على بلوغها.
وفي ذات السياق، وما دام لكل جيش عقيدته العسكرية الخاصة به، التي تكون دوما متوافقة مع خصوصياته الذاتية ومنبثقة من قيمه الوطنية ومنسجمة مع متطلبات موقعه الجيوسياسي ومقدرات وطنه، فمن وحي كل ذلك فإننا نعمل على أن تكون العقيدة العسكرية للجيش الوطني الشعبي، مستوحاة من مبادئ وضوابط ثورتنا التحريرية المباركة، ومتوافقة تماما مع قيمها الوطنية والروحية والإنسانية النبيلة، ومعتمدة أساسا في بنائها ومسارها على سياسة الدولة الجزائرية ومبادئها الثابتة وعلى تعبئة كافة مقدراتها، هذا فضلا عن ضرورة، بل حتمية تكيفها مع التطورات الحاصلة في عالمنا اليوم".
الفريق أشاد بالمستوى الراقي الذي بلغته الصناعات العسكرية في بلادنا رغم حداثتها، والتي من خلالها يسعى الجيش الوطني الشعبي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، كمرحلة أولى، في مختلف مجالات الصناعة العسكرية:
"وطالما أن مبدأ الاعتماد على النفس، هو خاصية جزائرية بامتياز، فقد أولينا في الجيش الوطني الشعبي عناية قصوى بمجال الصناعات العسكرية وأؤكد اليوم على أننا عازمون، بحول الله تعالى وقوته، على المضي قدما نحو ترقية الأسس الصلبة، أكثر فأكثر، لهذه الصناعة الواعدة بما يلبي في المقام الأول احتياجاتنا الذاتية، ويسمح أيضا بتلبية حاجيات المؤسسات العمومية الوطنية ومختلف الأسلاك الأمنية، هذا علاوة على الإسهام التدريجي في المشاركة في تطوير النسيج الصناعي الوطني بكل ما لذلك من تأثيرات إيجابية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا".
الفريق، أكد أن كل الجهود المبذولة والنتائج المحققة رافقتها منظومة اتصال فعالة، ذات مصداقية عالية، تهدف دوما إلى تمتين العلاقة القوية بين الشعب الجزائري وجيشه:
"ومن أجل مواكبة كل هذه الجهود وإبراز ثمارها وحصائل عمالها أأعمالها، تم إرساء منظومة إتصال عملياتي أردناه بأن يكون مرافقا لكافة الجهود المبذولة ولكافة التحولات الحاصلة، وكذلك همزة وصل متينة ذات المعلومة الصحيحة والصادقة متوافقة تماما مع درجة المصداقية التي ما انفكت تتوطد عراها بين الشعب وجيشه، هذه المصداقية التي ما فتئت تتدعم بفضل الرعاية التي يوليها جيشنا لكل ما من شأنه أن يدعم هذه الرابطة جيش- أمة، ويضفي عليها طابعها الوجداني بل والتاريخي.
إننا نعتبر منظومة الاتصال عموما والاتصال العملياتي على وجه الخصوص، بمثابة الأداة الأساسية من الأدوات التي تعتمد عليها إستراتيجيتنا الدفاعية، فهو لسان حال جيشنا الذي يبدي أهمية قصوى لعلاقته مع شعبه، ويبدي أهمية مماثلة لترسيخ مضمون مـهـنـيـته واحترافيته المنطلقة من كونه جيش جمهوري في خدمة الشعب والوطن، ويحرص على النهوض الدائم بكامل جاهزيته القتالية والعملياتية في سبيل الدفاع عن المصلحة العليا للوطن، جيش يفتخر بالقيم العريقة التي يتشبع بها أفراده ويعتز بقيم الإخلاص والوفاء لرسالة الشهداء".
إثر ذلك قام السيد الفريق بزيارة مدرسة أشبال الأمة بوهران، أين استمع في البداية إلى عرض قدمه قائد المدرسة، ليطوف بمختلف المرافق الإدارية والبيداغوجية ومختلف المخابر، ويلتقي بعدها مع الأشبال حيث تبادل معهم الحديث مطولا، كما ألقى كلمة توجيهية ذكّر من خلالها بالحرص الشديد والأهمية الكبرى اللذان توليهما القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتوفير فرص متكافئة لكافة أبناء الشعب الجزائري وتعزيز المنظومة التكوينية للجيش بهذا الصرح الجديد الذي سيُعطي قواتنا المسلحة جيلا نخبويا متشبعا بالقيم الوطنية ومعتزا بأمجاد ومآثر أسلافه الميامين:
"بداية أعرب عن كامل ارتياحي لهذه الزيارة وامتناني بهذا اللقاء الذي يجمعني بكم أنتم أشبال وشبلات المدرسة الثانوية للأشبال لوهران بالناحية العسكرية الثانية، هذه المدرسة التي عليها أن تفتخر بأنها كانت باكورة هذا المسعى التعليمي والتربوي الذي أريد له أن يكون حلقة وصل وتواصل بين جهد أشبال الثورة وجهد أشبال الأمة، وتلكم علاقة تاريخية بين الأمس واليوم، بين مقاصد الثورة الجزائرية التي كان هدفها الأسمى هو بناء أمة عصرية بمقومات قيم نوفمبر المجيد، ولنا في بيان أول نوفمبر الخالد كل العبر والدروس. هذه القيم التي لا نمل أبدا، من ترديد وتكرار أننا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، كنا وسنبقى، بحول الله تعالى وقوته، نعمل وفقا لتوجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على أن تسود بل وتقود قيم نوفمبر دروب أعمالنا ومناهج جهدنا المهني والتطويري لقواتنا المسلحة.
فالأعمال المخلصة لا تنتج إلا الثمار الطيبة واليانعة، وهو ما يجعلني دائما وأبدا أنتهز كل مناسبة متاحة لأعبر عن فائق تقديري وعرفاني للنتائج التي حققتها مدارس أشبال الأمة سواء على مدار السنوات الدراسية ومسارها الدراسي أو فيما يتعلق بالنتائج الرائعة التي تحققت في شهادة الباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط".
وخلال الزيارة التي قادته إلى القاعدة البحرية الرئيسية مرسى الكبير، أين تفقد مختلف مشاريع تطوير وعصرنة هذه القاعدة الاستراتيجية، اطلع السيد الفريق على التحضيرات التي تجريها وحدات برية وبحرية مشتركة، بما فيها وحدات الغواصين، والتي ستقوم خلال الأيام القليلة القادمة بتنفيذ تمرين إبرار، وهذا طبقا لما جاء في توجيهة تحضير القوات لسنة التحضير القتالي2017/2018، أين تحادث مع أفراد الوحدات المشاركة في أدق تفاصيل هذا التمرين الذي يهدف إلى تدريب أفراد مختلف القوات على خوض الأعمال القتالية المشتركة في تنسيق تام وفي كل الظروف.
وبالقاعدة الجوية بوسفر قام الفريق بتدشين بعض المرافق الإدارية والبيداغوجية التي تعززت بها هذه القاعدة.