انتهت، أول أمس، في ساعة متأخرة من الليل، زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، لعاصمة الأوراس والتي دامت يومين، تفقد خلالها ودشن وعاين العديد من المشاريع التنموية الكبرى، كما رفع التجميد عن أخرى بعد ما استمع لعرض قدمه الوالي عبد الخالق صيودة.
بدوي وخلال لقائه بمختلف فعاليات المجتمع المدني، بولاية باتنة، ويعدما استمع لانشغالاتهم التي تمحورت أساسا حول بعض المطالب التنموية، كشف في رده عن المتدخلين، وبعد إطلاعه على صيرورة التنمية المحلية بمختلف القطاعات خلال زيارته الجوارية للعديد من بلديات الولاية عن اتخاذه لجملة من القرارات لصالح الولاية على غرار إنشاء ثلاثة مناطق نشاط جديدة بتمويل من صندوق الضمان والتضامن بين الجماعات المحلية، لمرافقة الحركية الاستثمارية الاقتصادية الخلاقة للثروة المادية والبشرية في كل مناحي النشاط الفلاحي، الصناعي والسياحي باعتبار أن باتنة نموذج يحتذى بها في ولايات الهضاب العليا؛ كما أشار الوزير.
كما قرر بدوي مواصلة دعم مشاريع التنمية الريفية أولوية والتي اعتبرها من بين أولويات السلطات المركزية وعليه سيتم تقديم كل الدعم والمرافقة للارتقاء بقطاع الفلاحة بالولاية من حيث توفير المياه الموجهة للسقي الفلاحي، الكهرباء الريفية، تمويل النشاط الفلاحي والاستثماري من صندوق الضمان والتضامن بين الجماعات المحلية وهذا نظرا لما تتمتع به من مؤهلات في هذا المجال.
كما طمأن ممثل الحكومة سكان باتنة بخصوص إنشاء ولايات منتدبة جديدة مؤكدا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مطلع على الأمر وسيسمح بإعادة التقسيم الإداري للولايات المنتدبة بمنطقة الهضاب العليا والتي منها ولاية باتنة.
وأوضح الوزير في هذا الصدد، خلال لقائه مع إطارات الولاية والمنتخبين الوطنيين والمحليين، وممثلين عن المجتمع المدني بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بمدينة باتنة، أن التحضيرات بشأن التقسيم الإداري الجديد مستمرة تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لتحسين ظروف معيشة الجزائريين.
وأشار بدوي إلى أنه قد تم تجسيد الشطر الأول من هذا التوجه بالنسبة لولايات الجنوب بإنشاء 10 ولايات منتدبة، ترافقها وزارة الداخلية تدريجيا حتى تتمكن من أداء المهام المنوطة بها على أحس وجه، ليتم بعدها ترقيتها إلى ولايات قائمة بذاتها.
وبخصوص التنمية المحلية فقد قرر بدوي التكفل بكل الانشغالات المعروضة عليه من طرف الساكنة خاصة ما تعلق بشبكة تصريف المياه، تهيئة الطرقات، الربط بشبكة الغاز الطبيعي، الكهرباء الريفية والمياه الصالحة للشرب، التحسين الحضري والتهيئة العمرانية، الإنارة العمومية، إنجاز مساحات رياضية للشباب و كلها انشغالات في محلها يضيف بدوي سيتم التكفل بها بالتنسيق مع السلطات المحلية من خلال برنامج تأهيلي بتمويل من الصندوق الوطني للضمان والتضامن ما بين الجماعات المحلية سيتم الإعلان عنه على المدى القريب من طرف السيد والي الولاية، وذلك للحفاظ على الحركية التنموية الجوارية بباتنة.
هناك تقرير يرفع إلى الوزير الأول بعد تحديد أولويات التنمية
كما سيتم حسب بدوي تقديم تقرير إلى الوزير الأول أحمد أويحي بعد تحديد أولويات التنمية المحلية بالتنسيق مع السلطات المحلية، لإعادة إحياء صندوقي الهضاب العليا والجنوب؛ وكذا دعم ومرافقة الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد لتجسيد مشاريعهم الاستثمارية من خلال التكفل بتهيئة مناطق النشاطات بالولاية بإنجاز مستودعات تسيرها الوكالة الولائية للحفظ العقاري يتم تأجيرها للشباب أصحاب المشاريع الاستثمارية الصغيرة.
كما وضع بدوي حلا نهائيا لمعاناة بعض المواطنين خلال فترة العشرية السوداء، حيث كشف المسؤول الأول على قطاع الداخلية على تعيين لجنة عملية بالولاية تتكفل بمتابعة انشغالات ودعم كل المواطنين الذين عانوا خلال فترة العشرية السوداء التي عايشها الشعب الجزائري، بالعمل على توفير كل الظروف المناسبة لضمان العيش اللائق؛ إضافة إلى إعطائه لتعليمات صارمة للسلطات المحلية بالقضاء على العراقيل البيروقراطية في التسيير المحلي.
وكان الوزير بدوي قد أشرف على إدخال حيز الخدمة لشبكة الغاز الطبيعي لفائدة 800 عائلة تقطن بمنطقة أم الطيور ببلدية الحاسي ووسط فرحة كبيرة للسكان، الذين عانوا لسنوات طويلة من غياب هذه الطاقة الحيوية، كما دشن بدوي قاعة متعددة النشاطات ببلدية عين جاسر ووحدة أخرى لتدوير البلاستيك وأعطى في سياق متصل إشارة الانطلاق في الأشغال تهيئة منطقة النشاطات الجديدة ببلدية المعذر والتي مولها صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، إضافة إلى تهيئة المنطقة الصناعية الجديدة ببلدية عين ياقوت الممولة من طرف الصندوق الوطني للاستثمار.
كما عاين الوزير في ختام زيارته لباتنة، وحدة تركيب السيارات لعلامة «كيا» ببلدية جرمة وهو ما من شأنه التي ضمان 3500 منصب شغل، وغادر بدوي باتنة، مرتاحا لما تحقق من انجازات تنموية كبيرة بفضل حرص السلطات المحلية للولاية في مقدمتها الوالي عبد الخالق صيودة على تحقيق وثبة تنموية-حسب ما أفاد به- في ختام الزيارة.