تتواصل بعاصمة الغرب الجزائري وهران لليوم الثاني على التوالي فعاليات المؤتمر الـ18 للجمعية الإفريقية لتثبيت الأزوت الجوي والذي ستواصل فعالياته إلى غاية 24 أبريل 2018 بفندق نيو بيتش، تحت شعار «الأمن الغذائي في إفريقيا والتنمية المستدامة» وذلك بمشاركة معظم الدول الإفريقية إضافة إلى بعض العلماء والخبراء الأوربيين على غرار فرنسا واسبانيا وفلندا والمجر.
ينظم المؤتمر الثامن عشر «للجمعية الإفريقية لتثبيت الأزوت الجوي تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومخبر البيوتكنولوجيا وتحسين النبات « LBRAP » التابع لجامعة أحمد بن بلة وهران 1 من خلال تنشيط العديد من المحاضرات وعقد اجتماعات وموائد مستديرة وحلقات عمل ومقابلات بين مختلف الجهات الفاعلة في المجال من (باحثين وكلاب وشركاء اجتماعيين واقتصاديين...).
وسيتم مناقشة عديد المواضيع أبرزها وإدارة النظم الإيكولوجية للتنمية المستدامة مع ضمان الأمن الغذائي لسكان عددهم في تزايد مستمر، وكذا عرض أهم مستجدات المثبتون النيتروجين وأبرز الأنشطة الوطنية والدولية في التعليم العالي والبحوث المتعلقة المتعلقة بتطبيقات الإنتاج والتكنولوجيا الحية للنظم البيولوجية.
عرفت هذه التظاهرة العلمية الرفيعة مشاركة باحثون من أفريقيا وأوروبا، بهدف البحث عن أفضل الطرق لتغيير نظم الإنتاج الزراعي نحو الممارسات المستدامة والنهوض بجودة الإنتاج والحفاظ على إنتاجية التربة على المدى الطويل وضمان دمج واعتماد الاعتبارات البيئية، انطلاقا من تشجيع زراعة البقوليات بشكل عام، خصوصا بسبب قدرتها على تثبيت النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي للتربة.
واعتبر المشاركون أنّ «الآزوت» هو مغذ ضروري لنمو النباتات، لكن العديد من النباتات، بما فيها الحبوب غير قادرة على تثبيته على شكل غازي، فهي تمتصه على شكل نترات متواجدة بالأرض، بفضل البكتريات والفطريات، لكن بعض النباتات مثل البقوليات، وجدت طريقة لتوظيف البكتريا المثبتة للآزوت بإيوائها في عقدها الجذرية. وبالعودة إلى ما توصلت إليه الأبحاث التي طورها الفريق الذي يقوده الباحث إدوارد كوكين، باستعمال بكتيريا قادرة على استغلال الآزوت الجوي، هذه البكتيريا وجدت في قصب السكر، وهي قادرة على التغلغل داخل خلايا النبتة، وحسب نفس الدراسة، فهذا الكائن الدقيق قد يقوم بنفس الأمر مع أغلب النباتات المزروعة، وبالتالي يمكن تطبيق هذه الطريقة تقريبا على جميع النباتات ذات النفع الفلاحي في العالم، وتفادي استعمال الأسمدة الكيماوية. مع العلم أنّ أصحاب هذه التقنية التي أطلق عليها الآزوت المثبت يعتبرون اللجوء إلى لأسمدة ضروريا لتعويض الكمية المحدودة من الآزوت المعدني في التربة، كما اعتبروا أنّ الأسمدة مغذيات للنباتات، لكنها تستهلك أيضا من طرف الكائنات الدقيقة ( البكتيريا والفطريات على حد سواء)، وبذلك، هي تسهم في إنتاج مواد عضوية تطلق عند موتها كمية من الأزوت على شكل نترات، هذه الأخيرة التي تذوب تماما في الماء، تتسرب وتلوث الفرشات المائية.
وعلى هذا الأساس تطرّق عدد من المشاركين إلى النتائج الإستراتيجية والمزايا الممكن أن تحققها هذه الطريقة على جميع الزراعات الفلاحية، معتبرين أنها ثورة على جميع الممارسات، انطلاقا من الحد من تلوث التربة بالنترات والمبيدات، التي تعد حاليا السبب الرئيسي لتلوث الخزانات الكبرى للمياه الجوفية، إضافة إلى تعزيز استقرار التربة.
كما أكدوا على ضرورة الاعتراف بالملوثات المدمرة للبيئة والموارد الطبيعية والحد منها، داعين إلى تطوير البحوث والابتكارات المتعلقة بالكائنات الحية الدقيقة وتطبيقاتها التكنولوجية الحيوية وإعطاء قيمة مضافة للزراعة المستدامة التي تحترم البيئة والنظم الإيكولوجية في أفريقيا، من أجل «الأمن الغذائي في إفريقيا والتنمية المستدامة»، وهو شعار هذه الدورة.