خلص المجتمعون في اليومي التحسيسي حول زرع الأعضاء، بمعهد الكلى في المركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة، إلى أن الأئمة مطالبون مستقبلا بنقل رسائل إلى المواطنين، عبر منابر المساجد والجوامع، حول مسألة التبرع بالأعضاء والأفضال التي تعود على المرضى، خاصة مع المصابين بأمراض الكلى، والشفاء من سجن آلات تصفية الدم الأبدية.
استعرض المشاركون في اليوم التحسيسي أهمية العملية لإنقاذ حوالي 25 ألف مصاب بالعجز الكلوي، وحسب اعتراف أمين الفيدرالية الوطنية لعاجزي الكلى محمد بوخرص لـ “الشعب”، أن اليوم التحسيسي يأتي هذه المرة مستهدفا شريحة “الأئمة”، بعد خوض تجارب في المعاهد والكليات الجامعية ومواطن أخرى.
وأوضح بوخرص أن الإمام يتصل ويتواصل مع شريحة واسعة من الناس أولا، ثم لأن الإمام يمكنه عن طريق الاستدلال بالنصوص الفقهية وما إلى ذلك، إقناع الناس في التبرع بالأعضاء، خاصة وأن المشرّع أفتى بجواز التبرع وزرع عضو من شخص توفي إلى شخص مريض، وهي الإستراتيجية التي يعول ان تنجح وتحقق أهدافهم الانسانية والطبية قبل اي شيء، ليضيف بلغة الارقام ان الجزائر تحصي اليوم نفقة يومية علاجية تقدر بـ 12 مليار سنتيم، موجهة لقرابة الـ 24 الف مريض، يعالجون عبر 340 مركز تصفية دم، ويخضعون بشكل دوري لقرابة 4 آلاف جهاز تصفية.
وبدورها أوضحت المكلفة بالإعلام لدى الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء عمار خوجة نادية، بأن الجزائر تسعى الى تحقيق ارقام مهمة في هذا الشأن، مستعرضة في السياق الى انه الى غاية العام الماضي 2017، تم اجراء 251 عملية جراحية في الكلى من حي الى حي، 77 منها تمت في باتنة، و9 عمليات زرع كبد، و294 عملية زرع للانسجة، و217 عملية زرع قرنية (تكلف القرنية الواحدة حوالي 2000 دولار وتستورد من الخارج)، وأضافت بأن العام الجاري 2018 هم بصدد التحضير للقائمة الوطنية للإنتظار، والوكالة تسعى لاجل نشر ثقافة “التبرع بالاعضاء” بين شرائح المجتمع ككل.
جدير بالتذكير الى أن الشيخ احمد حماني، كان السباق في الافتاء بجواز التبرع بالاعضاء في مطلع سنة 1970، وأن عملية زرع للاعضاء الاولى جرت منذ العام 1986، وأن المجتمع الجزائري ما زال يفتقد ولا يدرك «ثقافة التبرع”، حيث أن عملية نقل الأعضاء والتبرع بها من شخص توفي دماغيا إلى مريض مصاب، ما تزال تشكل حجر عثرة في الوسط الاجتماعي، رغم أن الفتوى الشرعية تجيز مثل هذا الفعل، باتفاق المجامع الفقهية، ولكن في الإطار القانوني والطبي والديني المسموح، وأن حملات التحسيس في المجتمع حول هذه المسألة باتت أكثر من ضرورية، خصوصا وأنها تهدف بالأساس لإنقاذ حياة الإنسان المريض ولا تمس بقدسية وحرمة “الميت”.