وضعت السلطات المحلية لولاية المدية مسألة توفير مياه الشروب والسقي الفلاحي نصب عينها كواحدة من الأولويات لأجل القضاء على الأزمة وترقية وتنويع المنتوج ومحو مشكلة انكسار قنوات التوصيل لفائدة سكان عاصمة الولاية ودائرة البرواقية التي لطالما اقتصرت عملية التموين على نظام التوزيع بسدي غريب وموزاية بضواحي بلدية الحمدانية.
وتشير مصادر لـ» الشعب» الى أن قطاع الري بهذه الولاية استفاد من حصة معتبرة من الماء الشروب ابتداء من سد كدية أسردون المتواجد بإقليم ولاية البويرة، موجهة لتزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية وبخاصة جنوب الولاية وشرقها ووسطها اثر سنوات كبيرة من المعاناة.
وأسفرت خطة وتوجيهات مسؤولي الولاية والتحديات التي فرضت على هذا القطاع في هذه الفترة على ربط 21 بلدية من مجموع 64 بلدية بهذه الولاية الشاسعة وذات التضاريس الوعرة من أجل طي سنوات شحّ الحنفيات، كما سمحت هذه الوثبة بتوفير الماء على مدار 24/24 ساعة، إلى جانب برمجة ربط 08 بلديات، حيث العمليات في طور الانجاز على يتمّ ربط 03 بلديات أخرى في اطار البرنامج الاستعجالي لسنة 2018،مع دراسة إمكانية ربط سكان مقر الولاية من نفس النظام لأجل تأمين المدينة وتنويع مصادر تموينها بالماء الشروب.
كلفت عملية ربط هذه البلديات ألـ 21 مبلغ مالي قدر بـ135 مليار سنتيم فيما بلغ ذلك المرصد لـ08 بلديات 1 مليار سنتيم، في حين وصل المبلغ المخصّص للبرنامج الاستعجالي 900 مليار سنتيم وأكدت هذه المصادر أنه بالإضافة إلى هذه العمليات الإستراتجية والهامة في استقرار السكان، هناك ربط ثان لسكان الجهة الجنوبية ابتداء من حقل البيرين لولاية الجلفة، حيث كلفت عمليته 120 مليار سنتيم بعدما سجلت السلطات المحلية بولاية المدية افتقار جنوبها للمياه الجوفية والسطحية، حيث تمّ ربط بلديات بوغزول، قصر البخاري، عين بوسيف، كما أنه سيتمّ ربط البلديات المجاورة بنفس النظام والأشغال جارية بعدما خصص قطاع الري والموارد المائية مبلغا ماليا مقدرا بـ40 مليار سنتيم.
تراهن مصالح الري والموارد المائية بهذه الولاية ذات نسبة تساقط للأمطار والثلوج كبيرة على مشروع سدّ بني سليمان بسعة 28.7 مليون متر مكعب لسقي 2000 هكتار لكونه يعدّ من بين مشاريع القرن التي بواسطته ستعيد لزراعة الحبوب مجدها بعدما ارتفعت تكلفة انجازه من 400 مليار إلى 722 مليار سنتيم، ورصد نحو 146 مليار سنتيم بقصد تهيئه محيط سقي سهول بني سليمان. كما تعوّل هذه المصالح على مشروع سد وادي سيدي علي أسفل الطريق الوطني رقم 01 باقليم بلدية الحمدانية بسعة متوقعة بنحو 30 مليون متر مكعب، مخصص لتخزين وتوزيع المياه الصالحة للشرب نحو سكان عاصمة الولاية عبر شبكات منطقة تادينارت المشغلة سلفا، إلى جانب سد بوكموري بدائرة عزيز مخصصة مياهه للسقي الفلاحي.
يعتمد سكان بلدية دراق بضواحي دائرة عزيز جنوب هذه الولاية بنحو أكثر من 07 آلاف نسمة في مجال الشرب والسقي الفلاحي على مياه سد مساغيت عند مخرج هذه البلدية، إلى جانب مياه الخزانات المستقدمة من المناقب المائية، كما يستعمل سكان بلدية أولاد معرف نحو مدينة البيرين بنحو أكثر من 12 ألف نسمه مياه سبعة مناقب منجزة على حساب ميزانية قطاع الري والموارد المائية في الفترة الممتدة من 2013، إلى 2017، كما أدى سوء استعمال سدين صغيرين يقعان بضواحي هذه البلدية الريفية واحد منها يوجد في وضعية كارثية إلى تراجع الفلاحة - انتاج الحبوب - بنسبه كبيرة، في حين هناك حاجزين للمياه قامت محافظة السهوب بانجازهما غير مستغلين في مجال السقي الفلاحي، في وقت باتت مشكلة الربط العشوائي لمياه الشرب بهذه البلدية السمة الطاغية التي أضحى فيها التنافس على أشده بين المواطنين على حساب ميزانية الجزائرية للمياه بهذه الولاية وبلديتهم على حدّ سواء.