شهدت الجزائر انجازات هامة في قطاع الصحة، بعد الإصلاحات الهامة التي جاء بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خاصة ما تعلق بملف السرطان الذي يعد أبرز التحديات التي تعاملت معها الحكومة بحكمة، من خلال إنشاء مراكز واعدة تعيد الأمل لمرضى السرطان في الجزائر .
تجسدت الإرادة السياسية في الميدان في ظل تسطير الدولة لبرنامج كبير لإنشاء مراكز واعدة للتكفل الأمثل بهؤلاء المرضى والتخفيف من معاناتهم مع المرض والحد من نسبة الوفيات المسجلة بسبب هذا المرض الخبيث، حيث تم استلام 3 مراكز لمكافحة السرطان خلال السنة الماضية، في انتظار تدشين مراكز أخرى في 2018 في بعض ولايات الوطن في كل من الوادي و بشار و أدرار و تيزي وزو.
ساهمت الأقطاب الصحية المتخصصة في علاج أكثر الأمراض التي تفتك بالجزائريين في مقدمتها داء السرطان في التكفل بعدد كبير من المصابين بالمرض في اقرب مؤسسة صحية بعد أن كانوا في وقت سابق يضطرون إلى التنقل إلى الجزائر العاصمة بغرض العلاج، حيث بات مرضى السرطان يخضعون للعلاج الكيميائي في مراكز استشفائية قريبة من مناطق سكناهم عوض القيام بها بمركز» بيار ماري كوري « المتخصص في علاج السرطان، نظرا للاكتظاظ الرهيب للمرضى على مستوى الأقسام المتخصصة في علاج السرطانات.
برزت نتائج هذا البرنامج من خلال تحسين التكفل بالمصابين خاصة سرطان الثدي لدى النساء الذي يأتي في مقدمة الأنواع الأكثر انتشارا مسجلا حوالي 12 ألف حالة سنويا جديدة، خصوصا وأن هذا النوع من السرطان يمكن التحكم فيه والشفاء منه بفضل الكشف والتشخيص المبكر باستعمال وسائل غير مكلفة، حيث أصبح اكتشاف الإصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة بعد أن كانت أغلبية الحالات تكتشف في وقت متأخر، يكون فيها السرطان قد انتشر إلى باقي أرجاء الجسم.
تشغيل 4 مراكز جديدة لمكافحة السرطان في 2018
بما أن السرطان في الجزائر بات لا يفرق بين الكبير والصغير، إذ تحصي بلادنا ما يفوق الـ 50 حالة جديدة في السنة تبذل الدولة مجهوذات كبيرة لتطوير التكفل بالمصابين بالجزائر من خلال الاعتماد على استراتيجيات متطورة في مجال الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي إلى جانب التحكم في مناهج علاج حديثة مبنية على العلاج الإشعاعي وطرق متقدمة من الجانب الجراحي، وذلك في إطار تجسيد المخطط الوطني لمكافحة السرطان في 2015-2019 .
في إطار تطبيق المخطط الوطني لمكافحة السرطان على ارض الواقع، ستدخل 4 مراكز لعلاج السرطان حيز الخدمة، خلال هذه السنة في ولاية الوادي وبشار وأدرار و تيزي وزو ليصبح العدد الإجمالي لهذه المراكز العمومية لمكافحة السرطان حوالي 7 موزعة عبر التراب الوطني وهو ما يؤكد على التزام الدولة بالتصدي ومكافحة هذا الداء ومختلف الأمراض الأخرى المتنقلة.
كان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أكد أن قبل المصادقة على المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015-2019 ، وتجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة جميع الإجراءات والتدابير اللازمة بغرض التحسين السريع للعرض في مجال طب الأورام والعلاج بالأشعة ووضع حد لندرة الأدوية المستعملة في علاج السرطان، وبالتالي المساهمة في تقليص أجال الانتظار إلى مستوى أفضل المعايير الدولية.
تجسد تحسين العرض في مجال السرطان من خلال توفر الجزائر على 41 مصلحة و 77 وحدة عملياتية تغطي 48 ولاية مع عدم تسجيل ندرة فيما يخص الأدوية الخاصة بعلاج مرضى السرطان، زيادة على تحسين الخدمات المقدمة للمرضى حول العلاج الإشعاعي بوجود 36 مسرعا عمليا منها 10 على مستوى القطاع الخاص مقابل 7 مسرعات تضاف إلى هذه المسرعات 12 مسرعا آخر قيد التركيب على مستوى 4 مراكز لمكافحة السرطان «الوادي و بشار و أدرار و تيزي وزو» والتي ستكون عملية خلال سنة 2018 .
كما ترتكز سياسة الحكومة على الشبكة الهيكلية التي تم تطويرها بإنجاز 101 مستشفى جديد، مما رفع مجموعها إلى 331 مستشفى وإنجاز 125 عيادة متعددة الخدمات التي يبلغ مجموع حظيرتها 1732 هيكل عبر التراب الوطني، وتم استلام 7 مستشفيات جديدة، خلال السنة الماضية بما في ذلك مستشفيات متخصصة و20 عيادة متعددة الاختصاصات و3 مراكز لمكافحة السرطان ومركز خاص بالأمومة والطفل و 56 قاعة علاج.
توفير الأدوية واللّقاحات ورفع مستوى الخدمات الصّحية
تعتزم الحكومة أيضا العمل على التكييف التدريجي لنمط الحكامة فيما يخص المنظومة الوطنية للصحة من خلال وضع إطار تشريعي يعيد تأهيل التخطيط وضبط العرض وتوفير جميع الأدوية واللقاحات ورفع مستوى الخدمات الصحية خاصة مع الانتشار الكبير للأمراض المزمنة في الجزائر.
فيما يخص الأدوية استطاعت الجزائر أن تغطي في الوقت الحاضر نسبة 61 % من احتياجاتها من الأدوية التي تنتجها بنفسها محليا وتمتلك 85 مصنعا منتجا و 150 مصنع آخر في طور الانجاز وتسعى إلى تغطية الطلب الداخلي على الأدوية بنسبة 100 % في أقرب الآجال.