طباعة هذه الصفحة

تسليم أول محطة جزائرية لتوليد الكهرباء ببوتليليس، ڤيطوني:

هدر كبير في استهلاك الطاقة بالجزائر والترشيد حتمية لبلوغ التصدير

وهران: براهمية مسعودة

أكد وزير الطاقة مصطفى ڤيطوني خلال ندوة صحفية، عقدها أمس الاثنين على هامش زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية وهران، أن الدولة تخصص مبلغ 400 مليون دولار للتكفل بمشكل الطلب المرتفع والمتزايد على استهلاك الكهرباء بدءا من شهر جويلية القادم.
وتطرّق الوزير لموضوع «الهدر الكبير في استهلاك الطاقة، وهو ما يستدعي ـ حسبه ـ التفكير في تفعيل المشاريع الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية، لاسيما وأنّ حجم استهلاك الطاقة بالجزائر  في الأشهر العادية يقدر بـ8000 ميغاواط، فيما يرتفع خلال فصل الصيف إلى 15000 ميغاواط، وفق ما أشير إليه.
ووصف الوزير السلوك الإستهلاكي بـ»غير العقلاني»، موضحا أن دائرته الوزارية شرعت في القيام بحملات تحسيسية في سبيل ترشيد الإستهلاك وضرورة الاقتصاد في الطاقة والتقليص أيضا من أعباء الاستثمارات التي تقوم بها الدولة، مستدلا في هذا الإطار بتكلفة المولد الكهربائي الواحد الذي تفوق 500 مليون دولار.
وعاد ڤيطوني ليحثّ على الاستعمال العقلاني، الذي سيمكن ـ حسبه ـ دائما من تصدير للكهرباء، محذّرا أّنّه في حال استمرار استهلاك الطاقة بشكل كبير بأنّه سيتم اللجوء إلى مراجعة السعر، غير أنّه أكّد «بأنه لم يتقرّر حاليا رفع الأسعار حتى بالنسبة للمستهلكين الكبار».
وفي معرض حديثه عن ترشيد النفقات، أكّد «أنها ضرورة ملحة في الوقت الراهن»، مشيرا إلى نفقات الكهرباء والغاز تستنزف 4,3 مليار دولار، معترفا بالتبذير الكبير في الاستهلاك من خلال بلوغ 15 ألف ميغاواط من الاستهلاك.
من جهة أخرى، كشف وزير الطاقة مصطفى ڤيطوني خلال زيارته إلى وهران عن مشروع تصدير الطاقة الكهربائية إلى دولة ليبيا، حيث تجري محادثات بين مجمع سونلغاز والشركة اللبيبة للكهرباء لبحث سبل وضع الآليات التي تسمح بالشروع في تصدير الطاقة الكهربائية وجملة من الخدمات الأخرى المتصلة بالقطاع.
وهو المشروع الذي تعتزم الوزارة إطلاقه في القريب العاجل، وهذا بالنظر إلى فائض الإنتاج الذي تحوز عليه الجزائر، وذلك بعد إتمام الدراسة المتعلقة بإمكانيات ربط كهربائي بضغط عال بين الجزائر وليبيا عبر تونس، لتصدير الكهرباء وجملة من الخدمات الأخرى.
وأكد الوزير أن الجزائر من خلال مجمع سونلغاز تخطّط لأن تكون حاضرة في السوق اللبيبة، مردفا بالقول «أنّه وفي ظلّ المكاسب المحققة حاليا حان الوقت للشروع في عمليات تصدير الخدمات والدراسات والتجهيزات المنتجة في الجزائر كما لابد من الاستفادة من هذه المكاسب وذلك باللجوء نحو تصدير الخبرة الجزائرية إلى ليبيا وتطوير فرص الشراكة مع مجمع سونلغاز الذي يحوز على خبرات مكنته من تحقيق نجاحات في هذا الميدان».
ولدى معاينته لمشروع محطة توليد الكهرباء ببوتليليس رفقة والي الولاية مولود شريفي، أكد الوزير بأنّ المشروع حظي بمتابعة مستمرة من قبل مؤطرين دوليين، فيما بلغت نسبة إنجازه 80٪ ومن المقرّر أن يتمّ تسليم الجزء الأول منه في شهر جويلية المقبل، وسيتم بعدها تسليم الجزء الثاني ليكون المشروع كاملا في غضون شهر سبتمبر، وهو المشروع الذي يعوّل عليه كثيرا في امتصاص حجم الطلب، وذلك من منطلق أن طاقته تقدر بـ446 ميغاواط.
وفي معرض حديثه عن ارتفاع أسعار البترول مؤخرا والتي تأرجحت ما بين 70 إلى71 دولارا للبرميل الواحد، صرّح قيطوني أنه نظرا لتحرير العقد الخاص الذي تمّ إمضاؤه بمعية رئيس الجهورية الموثق في سبتمبر 2016، وهو ما مكّن من استقرار الأسعار في الوقت الراهن وتحقيق التوازن ما بين العرض والطلب.

..ويدشن وكالتين تجاريتين لسونلغاز بوهران
ويشرف على انطلاق الأيام العلمية والتقنية الـ11 بقصر المؤتمرات

جدير بالذكر أنّ وزير الطاقة مصطفى ڤيطوني، قام خلال نفس اليوم  بتدشين وكالتين تجاريتين لسونلغاز، الأولى بحي البدر، رصد لها 16 مليار دج على مساحة إجمالية تقدر بـ446 م 2 والثانية ببلدية عين الترك بوهران لتمكين الزبائن من تسديد فواتير الكهرباء والغاز، حيث رصد لها غلاف مالي بقيمة 6,8  مليار سنتيم، في حين تقدر المساحة الإجمالية لهذا الصرح الجديد بـ100م 2.
كما أشرف الوزير رفقة الوفد المرافق له على رأسهم  والي وهران مولود شريفي على افتتاح الأيام العلمية والتقنية لمجمع سونطراك في طبعتها الحادية عشرة بقصر المؤتمرات محمد بن أحمد بوهران.
يشارك في هذه التظاهرة العلمية التقنية المنظمة تحت شعار «ابتكار وشراكة في سياق التحول الطاقوي العالمي» زهاء 1500 مشارك يمثلون 27 دولة أجنبية وما يزيد عن 314 متدخلا، كما يشارك مسؤولون كبار لمجمعات طاقوية.
وستتناول هذه الفعالية 11 موضوعا يتعلّق بمختلف مهن الصناعة البترولية والخدمات، حيث سيتم تقديم 35 محاضرة شفهية، 07 موائد مستديرة و05 دورات للخبرة و03 دورات للتنشيط و03 للإتصال، هذا فضلا عن إقامة معرض للعلوم بمشاركة أزيد من 200 مؤسسة بترولية وشبه بترولية إلى جانب جامعات ومراكز بحث.